متى ستتوقف التنمية؟.. يتسائل زياد البغدادي

زاوية الكتاب

كتب 500 مشاهدات 0

زياد البغدادي

النهار

زوايا- متى ستتوقف التنمية؟

زياد البغدادي

 

قد اجد الكثير من المعارضة حول عنوان المقال اذ يجب أن يعلم الكثيرون ان التنمية لم تبدأ حتى تتوقف، واجدني اتفق معهم وخاصة بعد التقارير العالمية حول الكويت والاداء الحكومي بشكل عام، ففي الحقيقة التنمية وكما عرفها العالم المتقدم لا تتعلق ببناء الابراج والمستشفيات والشوارع والجسور، فهي في الحقيقة تتعلق بشكل اكبر بالتعليم ومحاربة الفساد وسيادة القانون امام الجميع دون تفضيل.

ومع الاتفاق على اختلاف الرؤى حول مفهوم التنمية الا اننا في الكويت كنا ومازلنا متعطشين لخطوات نسير فيها الى الامام، فقد مرت علينا سنوات عجاف كان التراجع وخيبة الامل هي الصفة السائدة فيها، فمنذ عشر سنوات تقريبا توقف حال البلد وللامانة هو لم يتوقف بل اتجه طريق التراجع لمستويات مخيفة حتى وصل الحال لطرح سؤال مؤلم جدا «هل نحن في دولة مؤقتة!؟»، لم تكن هناك اجابات واضحة توضح اسباب هذا التراجع وماهي اسباب عدم المبالاة تجاه متطلبات الدولة والشعب والتخلف الشديد في ابسط المشاريع والتي عادت وبكل قوه وسرعة وفجأة ودون اسباب.

نعم هي دار الاوبرا والجسور والمدن السكانية وكذلك المراكز الثقافية والمستشفيات والمطار الجديد والمدينة الجامعية واعادة احياء المشروعات السياحية والخطوط الجوية الكويتية، نعم نحن امام ثورة تفتقد للمصداقية والثقة فتاريخ الحكومي الحافل بالنكسات والوعود الزائفة ومع كل اسف جعلت من هذه المشاريع الضخمة والمهمة موضع نكته واستهزاء.

في الحقيقة ما دفعني لكتابة هذا المقال ليس الدفاع عن الحكومة ومشاريعها، ولكن هي الرغبة الملحة لمعرفة لماذا توقفنا كل هذه السنوات وماهي اسباب هذه الصحوة؟ إن كان المال هو السبب فهذا كذب وافتراء فالمال قد انكب على الدولة وبالمليارات منذ العام 2007، وان كانت الادارة فهي لم تتغير وهي نتاج عقلية واحدة، وان كان بسب الالحاح وحاجة المواطنين فالامور لم تتغير كثيرا عن السنوات السابقة فما الفرق بين 50 الف طلب اسكاني و 100 الف طلب متأخر وساكن بالايجار؟

كنت ومازلت اؤمن ان هذا التأخير سببه الرئيس تحقيق مكاسب لصالح التجار والمتنفذين، فتأخر الشدادية أسهم في ازدهار الجامعات الخاصة، وتأخر المستشفيات أسهم في انجاح المستشفيات الخاصة وتحقيق مكاسب ضخمة، وافشال المشروعات السياحية كان الدافع الرئيس لانجاح المشاريع الترفيهية الخاصة وبالاخص المجمعات التجارية، وشل وزارة الاسكان حتى تقفز اراضيهم وعقاراتهم لاسعارها الحالية الجنونية، وقيس على ذلك. هذه قناعتي ولم ولن اغيرها، ولكن في الحقيقة هناك سؤال اخر استقر في مخيلتي، لماذا الآن؟ ومتى سنتوقف مرة اخرى؟

هذه المزاجية لا تعمر بها الدول الحقيقية، فالمناصب اما ان تكون تكليفا يخلق دولة من عدم او تشريفا يسهم في سرقة وافلاس اغنى الدول.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك