محمد المقاطع يكتب.. البلد يضعف.. ونلتهي بالصغائر!

زاوية الكتاب

كتب 600 مشاهدات 0

د. محمد المقاطع

القبس

الديوانية- البلد يضعف.. ونلتهي بالصغائر!

د. محمد المقاطع

 

ختاماً لمقالاتي السابقة في هذا الشأن، لا بد لي أن أعيد تأكيد أن الوضع العام في الكويت يسير بمنحى نزول حاد للتردي، فقد أقام بعض المتنفذين اليوم تحالفاً متيناً لتفكيك مؤسسات الدولة ولتقاسمها باعتبارها مشروعاً تتم تصفيته، فلا غرابة أن نجد أنفسنا نسير بدرب يؤدي إلى نزول البلد، فالمتاجرون به هم السائدون، ومن يرغب في الإصلاح أو ينادي به ثلاث فئات.

أما الأولى فهي ترفع الإصلاح شعاراً وفِي حقيقتهم هم جزء من شراكة المشكلة الأساسية يقللون من حدة النقد التي توجه لأولئك الفاسدين، ويَصُدُّون عنهم جزءاً آخر، بل يعملون بوجهين، ولذا فخطر هؤلاء كبير واستمرار اعتبارهم من المصلحين هو سذاجة واستغفال لا بد من التخلي عنه.

أما الثانية وهي الشريحة الأوسع فهي من ترغب في الإصلاح، لكنها لا تريد أن تقوم بما يزعج أحداً، فدورها متواضع وصوتها خافت. موازناتها تضيِّع كل قيمة لدورها، بل تشغل نفسها بموضوعات جزئية ومتناثرة وتضع وقتاً وجهداً وتحشد طاقات لذلك، فهم يتصدون لقضية جزئية واحدة وكل يوم تستجد عشر قضايا مماثلة لها، وهو ما يؤكد عدم جدوى هذا السبيل، لأننا إن شغلنا أنفسنا بصغائر الأمور المتناثرة نكون قد أضعنا مشروع البلد وتركناه يضعف، وهذا هو ما يريده المتنفذون، أي أن تكون رؤى الإصلاح وجهوده حبيسة الموضوعات المتناثرة وهي قائمة لن تنتهي وكل يوم بازدياد.

أما الثالثة فهي قسمان، الأول راغب في الإصلاح لكنه متأنٍ أو معتزل وكأنه بانتظار معجزة لن تتم. والثاني له رغبة ونشاط ومستعد للتضحية لكنه غير مدرك لسبيل الإصلاح ولا أدواته، وينتظر من يرفع الراية بصدق حتى ينضم إليه إن رأى فيه المؤهلات وكسب ثقته.

وأمام هذا المشهد العام لحال جهود الإصلاح وطاقاته أعود كي أؤكد أهمية تضافر الجهود ووجود ثلة عازمة على الإصلاح مدركة لتكلفته والتضحية اللازمة للنهوض به، متجردة عن المصالح بشتى أنواعها، فالوطن اليوم بمنحنى الهبوط في مستويات عديدة، فإما أن تشغلنا عنه مصالحنا أو تخوفاتنا أو صغائر الأمور، وإما أن ننطلق بكل قوة ووضوح لمنع انهيار الوطن في مواجهة كائن من يكون. وسأضع وثيقة أرجو أن تكون مدخلاً لالتقاء وطني عليها.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك