المشايخ... وفلسفة مناقشة المتطرفين دينياً!.. بقلم محمد العوضي

زاوية الكتاب

كتب 792 مشاهدات 0

محمد العوضي

الراي

خواطر قلم- المشايخ... وفلسفة مناقشة المتطرفين دينياً!

محمد العوضي

 

بدعوة كريمة من وزارة الخارجية الكويتية، شاركت أمس الثلاثاء 5 ديسمبر 2017 بأحد فنادق العاصمة في ورشة عمل تحت عنوان:

دور المجتمع الدولي بتأهيل الإرهابيين العائدين من مناطق النزاع وسبل إعادة تأهيلهم وإدماجهم مع المجتمع المدني مع الاحتفاظ بمحاكمتهم بمشاركة ما يقارب ممثلي 45 سفارة ووزارات الدولة وإدارات عدة في الخارجية الكويتية.

والمحاضرون:

الدكتور محمد العوضي

ممثل من بروكسل

ممثل من الاتحاد الأوروبي

ممثل من الأمم المتحدة

ممثل من واشنطن

ممثل من مصر

والورشة تحت رعاية معالي نائب وزير الخارجية سعادة السفير خالد الجارالله.

وكان من ضمن المحاور التي طرحتها في الورشة هذا المحور من خلال التساؤل عن كيفية مناقشة الشرعيين للمتطرفين؟

والجواب حسب رؤيتي أن طريقة الشرعيين (علماء الدين) اقتصرت أو ركزت على نقد وتفنيد الأفهام الخاطئة لدى المتهمين بالإرهاب للنصوص الدينية وتوظيفها لمعسكرهم ولحشد الأنصار.

وهذا جهد مطلوب ومحور أساسي، لكنه قليل النتائج. صحيح أن النقاش الديني قد يجدي مع البعض، لكن البعض الآخر - وهو الأكثر - لا يثق بهؤلاء الأكاديميين أو الشرعيين لأنهم يعتبرونهم امتدادا لأنظمة لا يعترفون بشرعيتها أو يكفرونها أو يعتبرونها تابعة مستعمرة وغير مستقلة وأحيانا مشاركة مع الأعداء الذين يحاربونهم ويطلقون عليها مصطلح الأنظمة الوظيفية بمعنى أنها موظفة لصالح دول الاستعمار.

وكان مقترح أن يستكمل نقاشهم، إضافة إلى الجانب الشرعي، بالتالي:

1 - البعد السياسي، الذي خلاصته أنكم ستكونون أدوات ووقوداً بمعركة لن تخدم فكرتكم وتموتون شهداء في سبيل تحقق مصالح دول عظمى دون رغبتكم وعلى النقيض من تطلعاتكم.

- مصالح إسرائيل

- تقسيم المنطقة

- معركة الغاز الدولية (الروسية الأوروبية) والبديل الشرقي وصلتها بالحدث

- روسيا وميناء طرطوس

2 - مشكلات الدخلاء الأجانب، سواء كانوا من العرب أو غيرهم من المجاهدين الذين تقاطروا على بلدان الأزمات وإرباكهم للمشهد وتعقيده وإضعافه، فأهل كل بلد أعلم بأمور قومهم وبلادهم (أفغانستان نموذجا).

3 - العمالة المغلفة أو الحتمية: يستحيل وجود عمل مسلح دون وجود من يدعمه ويموله، لكن هذا التمويل يظل مشروطاً مما يوقعها بالتبعية والتوظيف السياسي والتصفيات، بل والتضحية بهم عند المساومات السياسية الكبرى وقد حصل!

4 - جهاديون ضد الجهاديين: اقتتال الجماعات الجهادية في ما بينها وتنافساتها، محور مؤثر في تزهيد المتحمسين للالتحاق هناك أو التسليم لأفكارهم وممارساتهم الدموية في ما بينهم، ما يؤدي لمراجعة أنفسهم وحساباتهم لخشيتهم من التورط بالفتن الداخلية وإراقة الدماء وضياع الهدف الأصلي الذي جاؤوا من أجله.

5 - أن ننتقل في نقاشهم الشرعي من فقه الفروع والمسائل إلى فقه المقاصد والمصالح والمفاسد.

6 - أن نستفيد من خبرة المتشددين وأصحاب التجربة الجهادية ممن تعافى واستفاد من التأهيل وله قدرة على التأثير، وذلك بإشراكهم في مناقشات وحوار المحتاجين للتأهيل، فهم أقرب لهم وأقدر على إدراك تفكيرهم ونقاط الضعف واللبس.

7 - كلما كانت المنظمات التي تناقشهم أهلية الطابع والتشكيل (مجتمع مدني)، كان ذلك أفضل من أن تكون حكومية الطابع وحكومية التشكيل.

وخير مثال على ذلك النتائج التي حققتها (حملة السكينة) التي يرأسها المستشار عبدالمنعم المشوح في المملكة العربية السعودية، والتي كانت لها نتائج إيجابية على أرض الواقع تمثلت في تطويق الفكر الإرهابي وتفكيكه.

وكذلك الدراسة الميدانية للتطرف التي حصلت في الكويت بعنوان (مصفوفة القيم) التي أقرت الدولة نتائجها.

الذي أعتقده أننا بحاجة إلى تأصيل منهج للتحاور مع الشباب المتحمس لدينه بغية الحفاظ عليه من الانزلاق في أتون التطرف والإرهاب، وهذا المنهج يجب أن يكون متكاملاً ولا يخضع لآراء الساسة وتقلبات المصالح السياسية، بل يكون خاضعاً لأحكام دين الله تعالى مع مراعاة الأحكام الشرعية القطعية وعدم تمييعها كالجهاد والحج والصلاة والزكاة، كي لا يولد في مجتمعاتنا والعالم موجات جديدة من التطرف والإرهاب بحجة الدفاع عن الإسلام أو نشره والتعريف به.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك