مَن المستثمر الجديد للانتفاضة؟!.. يتسائل عدنان فرزات

زاوية الكتاب

كتب 626 مشاهدات 0

عدنان فرزات

القبس

مَن المستثمر الجديد للانتفاضة؟!

عدنان فرزات

 

إذا كان بإمكانك اتخاذ القرار الذي يعجبك حين يكون الناس نياماً، فمن الطبيعي أن تتشجع على اتخاذ قرارات أهم والناس غائبون.

سألوا مرة رجلاً معروفاً بقدرته على الفوز في المشاجرات عن أسباب فوزه الدائم، فقال لهم: «أضرب الخصم أولاً ضربة خفيفة، ثم أترقب ردة فعله، إن كانت ضعيفة فإنني أنقض عليه، وإن كانت ردة الفعل قوية، أتجنبه بذكاء حتى لا أخسر».

أول اختبار حقيقي لردة الفعل العربية تجاه ما تقوم به إسرائيل، كان على عهد غولدا مائير، رئيسة وزرائها الرابعة ما بين 1969 و1974، إبان حادثة حرق المسجد الأقصى. يومها كنت في المرحلة الابتدائية حتى لا يعايرني أحد بأنني لم أتخذ موقفاً. آنذاك قالت غولدا مائير مقولتها الشهيرة: «لم أنم طوال الليل، كنت خائفة من أن يدخل العرب إسرائيل أفواجًا من كل مكان، ولكن عندما أشرقت شمس اليوم التالي علمت أن باستطاعتنا أن نفعل أي شيء نريده». لذلك فإن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، يندرج تحت بند الفقرة: «أن نفعل أي شيء نريده».

في استبيان للرأي أجراه موقع صحيفة إيلاف الإلكترونية، تم طرح السؤال: «اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، سيؤدي إلى: 1 – انتفاضة فلسطينية. 2 – اتفاقية سلام. 3 – لا تأثير». وجاءت النسبة الأعلى للخيار الثالث «لا تأثير 61.43 في المئة». وهو الخيار البديهي الناجم عن ثقة العرب بفشلهم.

سأطرح وجهة نظر شخصية في هذا الموضوع، وإن بدت قاسية، لكنها مبنية على وقائع سابقة. إن ردة الفعل التي ستأتي عن طريق احتجاجات وإحراق إطارات ورمي حجارة، ورشق «كم» صاروخ على إسرائيل، لن تجدي نفعاً، وسيدفع الأطفال والشباب الفلسطينيون الثمن وحدهم، ما بين شهيد أو معاقٍ، كما حدث في انتفاضة الحجارة، ثم يأتي السياسيون ليستثمروا هذا الحراك، كما حصل من قبل في انتفاضة الحجارة التي أفرزت كيانين متخاصمين، في الضفة وغزة، فلغاية الآن لم تلتئم ما أسموها «حكومة الوفاق»، بين السلطة وحماس. وفي لقاء مع مواطن فلسطيني على الـBBC قال إن السلطة الفلسطينية ليس لها دور أكثر من تقديم الخدمات، لدرجة أن إسرائيل بإمكانها دخول الضفة والقطاع وقتما تشاء وتعتقل حتى المسؤولين فيهما.

تجدي الانتفاضة نفعاً حين توجد شخصية لها طابع «الزعيم» المتجرد من كل اعتبارات، ولو أن انتفاضة الحجارة لم تُستثمر، لما انتقلت إسرائيل إلى الخطوة الحالية بجعل القدس عاصمة لها.. فمن يا ترى المستثمر الجديد؟!.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك