لا يمكننا التعويل على الحكومات العربية التي غرقت في خلافاتها وتناحرها مع بعضها بعضا.. يتحدث محمد المطني عن قضية القدس

زاوية الكتاب

كتب 735 مشاهدات 0

محمد المطني

النهار

نقش- فلسطين لا تسقط بالتقادم

محمد المطني

 

قضيتنا لا تسقط بالتقادم ولا تنتهي بالتعايش وان رددوا ذلك فهي قضية وجود لا مشكلة عارضة تنتهي بأي حل، ولن يستطيع أحد تغيير قناعاتنا نحوها مهما ملك من جيوش الكترونية تلقي التهم وتبرر ما يحدث وتقلل من أهميته، فقضية فلسطين باقية وما انتفاضة الشعوب التي شهدناها الاسبوع الماضي رغم كل مشاكل هذه الشعوب الا دليل آخر على رمزية القضية وحياتها في وجداننا مهما حاول من يقود دفة مفاوضاتها أن يتنازل وما أوسلو عنا ببعيد.

لقضية القدس بعد ديني يجمع أكثر من مليار مسلم وبعد انساني يجمع كل شرفاء الأرض ومحبي السلام باستثناء بعض صهاينة العرب معتنقي فكرة بيع الفلسطينيين لأرضهم وتنازلهم عنها وهي فكرة تم تسويقها بشكل متكرر بهدف قبول وجود هذه المشكلة كنتيجة لفعل الفلسطينيين وتنازلهم وكمقدمة لقبول وجود هذا الاحتلال وشرعنته.

ما حدث في الاسبوع الماضي لم يكن من وجهة نظري الا تجديد لرفض الشعوب ما يحدث في فلسطين ولرفضها أيضاً لوجود بعض الحكومات العربية التي تتحمل جزء الوهن والضعف في مواجهة ما يحدث في بلادنا ككل وفي فلسطين المحتلة على وجه الخصوص.

فعلياً لا يمكننا التعويل على الحكومات العربية التي غرقت في خلافاتها وتناحرها مع بعضها بعضا، ونظرياً لن ترجع فلسطين ولن تتقدم قضيتها نحو الحل الصحيح الا بعد توحد والتزام واضح بين الحكومات العربية وهذا واقعيا لن يحدث الآن.

ما نملكه حتى يحين وقت الخلاص من هذا الاحتلال هو استمرار رفض الشعوب وعدم تقبلها لفكرة وفلسفة التعايش مع احتلال عنصري يتمادى كل يوم دون وجود أي رادع دولي ولا اخلاقي، وتنفرد الشعوب في لعب الدور الأكبر في بيان هذا الرفض واعلانه وتوريثه للاجيال القادمة.

شعرة معاوية اليوم هي التي تجمعنا مع القضية الفلسطينية وهي شعرة الرفض الشعبي والتي ان استمرت وتنامت فلن يستطيع أحد قطعها ولا ايقافها، وستبنى عليها مواقف رسمية في المستقبل، فلا حاجة للتقليل من أهميتها واعتبارها مجرد سلاح صوتي يدل على الضعف مثلما يردد صهاينة العرب. بعد كل هذا ورغم كل ما يحدث من تراجع نفتخر نحن في الكويت بموقفها وكونها من القلة القليلة التي لم تدنس اسمها بأي علاقة مع هذا الكيان المغتصب منذ نشأتها ومازالت، مبعث فخرنا هذا وسببه هو الموقف الثابت للكويت نحو الاحتلال الاسرائيلي رغم كل ما حدث من اختلافات مع الأشقاء وطعنات متكررة لم تستخدم ولم يفكر احد في استخدامها لتبرير أي تقارب مع كيان محتل. تفاءلوا.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك