الكويت الأضعف إقتصادياً

محليات وبرلمان

853 مشاهدات 0


أكد الخبير الاقتصادي جاسم السعدون أن الكويت هي الأضعف بين دول الخليج في ما يتعلق بأدائها الاقتصادي بسبب قصور في الإدارة العامة لشؤونها، قائلاً إن الكويت الأكثر هبوطاً في معدلات نموها بين حقبتي ما قبل أزمة 2008 وبعدها، حيث بلغ المتوسط الحسابي البسيط لمعدل نموها في الحقبة الأولى نحو %6.4، وهبط إلى %1.4 في الحقبة الثانية.

ولفت خلال حلقة نقاشية، نظّمتها شركة رساميل للاستثمار، حول (الاستثمار المستدام)، الى ان الكويت أعلنت فشل كل خطط التنمية التي تبنتها، بالإضافة الى تخلّفها في مؤشرات مهمة، وهي: مدركات الفساد، والتنافسية، وسهولة ممارسة الأعمال، وتلك عوامل ترفع مخاطر الاستثمار.

الوضع السياسي

أما على الصعيد السياسي، فتحدث السعدون عن افتقاد الكويت الاستقرار السياسي الداخلي، قائلاً: بالأمس تم تشكيل الحكومة السابعة في 6 سنوات، وهي حكومة شبه ثابتة، ما يتم تغييره فيها هو وزراء الاختصاص، مؤكدا ان الاستقرار السياسي ضرورة لتحسين ظروف بيئة الأعمال العامة، فالكويت هي الأكثر حساسية لتطورات الأحداث الجيوسياسية، وهبط معدل نموها المتوقع لعام 2017 من %-0.2 إلى %-2.1، وذلك وفقا لآخر تقرير لصندوق النقد الدولي، بعد الأزمة الخليجية، رغم أنها ليست طرفاً مباشراً، وهو ما يؤشر الى أن المستقبل فيه أزمات مماثلة آتية.

الفرص الاستثمارية

وأكد ايضا ان تسويق الفرص الاستثمارية في بيئة اقتصادية طاردة للفرص هو امر صعب، مشيرا الى ان هناك كثيراً من المتغيّرات، لها تأثيرها في أداء الاقتصادات الخليجية، سواء متغيّرات جيوسياسية أو متغيّرات مرتبطة بأسواق النفط لا تمكن السيطرة عليها، مضيفا ان العالم يعيش حالياً حقبة هي الأقرب لزمن الحرب الباردة التي سادت قبل عام 1991، ومن أمثلتها: شعار أميركا أولاً، وانتخاب الرئيس ترامب، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وازدهار فكر اليمين المتطرّف في أوروبا، وصراع الأقطاب في حروب الشرق الأوسط الداخلية والإقليمية، في حين إن بيئة الاستثمار تحتاج إلى انحسار المخاطر وليس ازديادها.

أزمات جديدة

وحول الأوضاع الاقتصادية المتوقعة لدول الخليج، أشار السعدون الى اننا مقبلون على احتمالات حدوث أزمات مشابهة لما كان عليه الوضع في ازمة 2008، حيث فقدت دول الخليج %40 من معدل نموها قبل الازمة العالمية، وهو ما يرجع الى انخفاض أسعار النفط والأزمات السياسية بين دول مجلس التعاون.

ولفت الى ان هناك دلائل على التراجع الكبير للأوضاع الاقتصادية بدول الخليج، حيث عدل صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو الاقتصادي الخليجي من %1 الى %0.6 خلال العام الحالي، وذلك رغم ارتفاع أسعار النفط بنسبة %30 في الفترة الماضية.

خطة التنمية

ردّاً على سؤال حول ارتفاع تكلفة المشاريع والأرقام المليارية المعلن عنها في رؤية 2035 «كويت جديدة»، قال السعدون: «هذه الأرقام هي مجرد توقعات تطرح في بداية الحديث عن المشاريع، فهو توقّع لما قد ينفق على المشروع، ولكنه في النهاية قد ينفق اقل من الرقم المعلن او أكثر، ولكن الأهم هنا هو أن خطة التنمية بالكويت ليس لها هوية محددة».

وأضاف: «هناك توجّه لتحويل الكويت لمركز مالي وتجاري، ولكن على ارض الواقع لا نجد أي مشروع مرتبطا بهذا التوجه، والوضع الان أسوأ مما كان عليه قبل الإعلان عن هذه الخطة».

وأكد السعدون ضرورة ضخ الأموال في قطاع، تتميز به الكويت عن غيرها من الدول المجاورة، مشيراً الى أن ما يحدث حالياً في خطة التنمية هو عدم توافق بين «العقل والعضل»، أي بين الفكر والتخطيط، وبين التنفيذ على ارض الواقع، وهو ما يضعف من خطة التنمية ويجعلها بلا هوية.

تنويع الإيرادات 

وشدّد السعدون على ضرورة تغيير نظام المالية العامة للكويت، بتحويلها من الاعتماد على الإيرادات النفطية الى الاعتماد على إيرادات صندوق الاستثمارات العامة الكويتي، حيث أصبح هو مصدر الدخل الوحيد الثابت للبلاد بعد انهيار أسعار النفط.

من جهته، تحدث نائب الرئيس التنفيذي لإدارة الاستثمارات البديلة في «رساميل» دخيل الدخيل، عن كيفية ترجمة التغيّرات الاقتصادية التي تحدث في الاسواق الى استراتيجية عقارية والاستثمار من خلالها بالأسواق العقارية، من حيث الاسواق التي يجيب الاهتمام بالاستثمار بها، ولكن العقار يختلف بعض الشيء عن القطاعات الاخرى، فكل عقار له طبيعته الخاصة من حيث الموقع والعوائد.

الآن - القبس

تعليقات

اكتب تعليقك