ماذا تنتظر الحكومة لانتشال هذه الوزارة وغربلتها؟.. محمد المطني متسائلا

زاوية الكتاب

كتب 1085 مشاهدات 0

محمد المطني

النهار

نقش- في وزارة التربية

محمد المطني

 

بكل بساطة ومباشرة ودون أي تفكير ولا حتى تقدير للأمور تخرج علينا وزارة التربية بتصريح غريب عن نيتها الغاء تجربة مدارس المستقبل بعد تطبيقها لأكثر من 13 عاما بسبب خلو الميدان من خبرات خضعت لدورات تدريبية بشأن فلسفة النظام. جاء ذلك بعد أن اجتمعت الوزارة مع مدراء هذه المدارس حسب تصريحهم، هكذا قررت وزارة  التربية وحسمت أمرها الهام باجتماع ربما لم يتعد دقائق مع موظفيها. اكثر من 13 عاما ولم تتحصل التربية على كوادر تدريبية تستطيع العمل وفق هذا النظام الفريد حسب تصريحهم، كما ان التصريح قد تضمن مصيبة أكبر واعظم وهي أن الوزارة قد سببت قرارها المحتمل بوقف «مدارس المستقبل» بعدم وجود دراسات تقييمية للنظام بعد تطبيقه، لا تقييم لنظام مر على وجوده اكثر من 13 عاما. نعم يحدث هذا عندنا في الكويت.

هكذا صديقي القارئ تعمل وزارة التربية وهكذا تدير قراراتها وتتحكم بمصائر ومستقبل أبنائنا، وهكذا تقرر ثم تعدل عن قرارها ونحن وابناؤنا وتحصيلهم من يدفع ثمن تخبطهم وعبثهم بمستقبلنا ومستقبل التعليم في الكويت الذي وصل لا وفق منظورنا ولكن وفق تقارير دولية الى مستوى متدن آخذ في الهبوط سنة بعد سنة.

لا اعلم ماذا تنتظر الحكومة لانتشال هذه الوزارة وغربلتها؟ ولا أعلم بماذا تفكر حكومتنا ولا وزراؤنا غير التفكير في استمرارهم على كراسيهم أطول فترة ممكنة؟ قضية مثل التعليم تتم معالجتها بهذه الطريقة وبواسطة تصريح لا اكثر ويمر الأمر بسلاسة وكأن شيئا لم يكن وبراءة الأطفال في عينيهم كما يقول نزار.

لسنا في بدايات القرن التاسع عشر لنضع الاعذار على فشل التجارب المطبقة في حقل التعليم فقد طورت كل الدول وانتشلت تعليمها بتطبيقها تجارب دول اخرى بالحرف والملي ولا يحتاج الحل لكثير من التفكير ولا الابداع ولا الاجتماعات والتقارير بل يحتاج قرارا واضحا شجاعا بنسخ تجربة ناجحة وتطبيقها.

الأمر لا يحتاج كل ما يفعلونه وهو أسهل من قراراتهم المنفعلة والآنية، حل قضية التعليم بكل بساطة باستنساخ تجارب الدول المتقدمة وتطبيقها بكل تفاصيلها هنا، لا يحتاج أي عبقرية ولا أي جهد فنحن في القرن الواحد والعشرين وحولنا الكثير من التجارب التعليمية التي استقرت وتم تقييمها وحصدت ثمارها فلماذا لا نزال نعبث بمستقبلنا ومستقبل أبنائنا ؟، هل للأمر علاقة بغياب الشعور بالمسؤولية وهل له علاقة بتحول مسؤولينا من قادة الى محافظين على الكرسي همهم هو البقاء فقط؟ لا ادري.

ما يحدث في وزارة التربية من تخبط وتذبذب يحدث في كل وزارات الدولة وطريقة حسمهم لأمر هام كتحديد النظام الدراسي وفلسفته هو نتيجة لمقدمة قامت بها الدولة بتعييناتها الترضوية وتحويلها مؤسسات الدولة من مراكز تقدم الخدمة للمواطنين الى اماكن ترضيات لهذا وذاك، ما يحدث مصيبة والمصيبة الأكبر هو مرور هذه الطريقة واستمرارها في ادارة الدولة والتصريح عنها بثقة وسط صمت الجميع. تفاءلوا

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك