ضاري الشريدة يكتب.. الضرب... بين التقويم والانتقام!

زاوية الكتاب

كتب 758 مشاهدات 0

ضاري الشريدة

الراي

حديث القلم - الضرب... بين التقويم والانتقام!

ضاري الشريدة

 

قد تكون قصة فقيد الكويت الطالب عيسى البلوشي، رحمه الله، واحدة من عشرات بل مئات القصص التي تحدث بشكل شبه يومي في كثير من مدارس الكويت. ولكن الفرق هنا حدوث حالة وفاة بعد ضرب المدرسة له أو تعنيفها، الأمر الذي أدار رؤوس المسؤولين والنواب وعامة الناس نحو وزارة التربية، وإظهار غضبهم الشديد تجاه ما حدث، مشيرين إلى حوادث سابقة مشابهة، ومنتظرين بترقب كل أشكال الزلل التي قد تظهر في مقبل الأيام.

كثيرون هم المعلمون الذين يتعاملون من طلابهم معاملة أبوية حانية، يغرسون العلم في عقولهم، ويرشدونهم إلى الصواب، ويقومون سلوكهم بأساليب تربوية راقية تتخللها لمسات أبوية صادقة، يظهرون من خلالها حرصهم الشديد على هؤلاء الطلاب، لأنهم يدركون جيدا أن مستقبل البلاد سيتشكل عبر هذا الجيل الجديد، وأن نجاحهم وتفوقهم الدراسي هو بالنهاية تفوق ونجاح ونهضة لكويت المستقبل.

وهناك معلمون لا يراعون الفروق الفردية بين الطلاب، ولا يمتلكون أي معلومات حول الطلاب الذين يعانون من حالات صحية خاصة، ويعاملون الجميع بطريقة واحدة، الأمر الذي سيوقع هؤلاء المعلمين حتما في ورطة مع أحدهم. ويؤدون عملهم فقط من أجل عيون «المعاش»، ولايكترثون بقيمة مهنتهم على الصعيدين الاجتماعي والإنساني، وينتظرون مواسم الاختبارات ليضاعفوا أرصدتهم من الدروس الخصوصية، ويعيشون في حالة تذمر شبه دائمة من وظيفتهم، وبالتالي ستنتهي الأمور نهاية غير سعيدة حتماً!

لا شك بأن هذا النوع التعيس والسيئ من المعلمين، لن يكون قادراً على استيعاب حجم مسؤولياته كمعلم، ولن يدرك قيمة هذه المهنة التي يفترض أن تترك أثراً إيجابيا في نفوس المتعلمين، فبعضهم يتخذ من الضرب وسيلة للتشفي وتفريغ بعض الأحقاد تجاه الكويت أو المجتمع الكويتي أو فئة محددة من المجتمع الكويتي، ولا يضرب من باب التأديب أو تقويم السلوك، رغم منع وزارة التربية لكل أشكال الضرب، والاكتفاء بالإجراءات القانونية الرادعة.

في النهاية... أتمنى من الاخوة في وزارة التربية أن تكون إجراءاتهم علاجية للمشكلة وليست عاطفية. هناك مشكلة نعم وبحاجة إلى حل، ولكن صعوبة المعادلة تكمن في أن المشكلة بحاجة إلى حلول عميقة من دون المساس بهيبة المعلم.

رحم الله الفقيد عيسى البلوشي وأسكنه فسيح جناته، وتعازينا لأسرته الكريمة ولأهل الكويت كافة... نسأل الله أن يصبركم على ألم فراقه، وأن يجعله شفيعا لكم.

وخزة القلم:

في فترة الثمانينيات، كان الكثير من المانحين العرب، يدعم نظام صدام المجرم في حربه ضد إيران... وبالنهاية كيف كان رد الجميل؟ هل تذكرون؟ قلنا نذكّركم!

 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك