محمد المطني يكتب.. حقيقة الديموقراطية

زاوية الكتاب

كتب 724 مشاهدات 0

محمد المطني

النهار

نقش- حقيقة الديموقراطية

محمد المطني

 

 

هل ما يمارس اليوم في البرلمان من الممكن تسميته ديموقراطية أم أننا نطلق هذه الكلمة مجازاً وفق التلقين وعملية نقل الخبرات التي نستقبلها نصدرها كما هي من جيل الى جيل؟ وعموماً لنتجاوز مأزق الكلمة وندخل الى العمق قليلاً ونسأل: هل ما نمارسه اليوم ديموقراطية حقيقية تحاكي الديموقراطيات العريقة التي تمارسها الشعوب المتحضرة في دولها وجعلت من هذه الدول مثالاً يحتذى به في التطور والتقدم على كل المستويات؟ وفي الآخر هل الديموقراطية عند هذه الدول هي سبب التطور أم ان تقدمهم وتطورهم هو من انجح الديموقراطية؟.

أسئلة عديدة تمر في ذهني وانا اقلب اخبار الدول وتاريخها في «الانترنت» الذي اصبح كاشفاً لكل معلومة بضغطة زر، انشغل وانا اشاهد تاريخ اي دولة متقدمة بمقارنته في تاريخ الكويت السياسي ودور الشعب في المناداة بالديموقراطية، في كل دولة من هذه الدول التي نراها اليوم متقدمة ومتحضرة، قصص أليمة وحزينة ودماء تمت إراقتها ليصلوا اليوم الى هذه القمة الانسانية.

في الكويت والحمدلله ليس لنا تاريخ دموي وليس هناك ما يذكر في تاريخنا إلا بضع حوادث لا تشكل في تواريخ الشعوب أي محطة كبيرة ولا منعطف، مجتمع متجانس وان حاولوا تفكيكه، يتحدث لغة واحدة وغالبيته الساحقة تعتنق دينا وأحدا، محيط جغرافي صغير مازالت وسائل التواصل التقليدية فيه تحقق النجاح وتعتبر متربعة على رأس هرم التواصل وإن ضايقها التقدم التكنولوجي، فلماذا نحرم من ممارسة الديموقراطية التي سعى لها الآباء ونادوا بها؟

تتبقى نقطة حسم التوجه وفهم الواقع وهي تتركز في معرفة مكاننا في طريق التقدم الديموقراطي واسباب تخلفنا وسبل تجاوز هذه المعوقات. الحديث عن اصلاح البيئة السياسية قد يشكل أزمة لموازين قوى ترهلت واتكأت سنوات عديدة في معادلة تحسم بها القرار وتعرف وفقها ادارة الازمات وتوزيع السلطات، التطور يهز هذه الكراسي ويحرك أرجلها وعلينا تفهم مدى المقاومة التي ستعيق أي تقدم ديموقراطي واي تفكير نحو هذا الاتجاه ولو كان تفكيراً فقط. تفاءلوا.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك