الجامعات الكبرى في الخليج والدول العربية أصبحت لاتنتج المعرفة بل هي فقط تسوّق المعرفة.. كما يرى ناصر المطيري

زاوية الكتاب

كتب 716 مشاهدات 0

ناصر المطيري

النهار

خارج التغطية- الجامعات وأزمة الإنتاج العلمي

ناصر المطيري

 

 

جذبني حوار ونقاش على مواقع التواصل الاجتماعي بين أساتذة أكاديميين وشخصيات عامة وطلاب وغيرهم حول أزمة الانتاج العلمي في الجامعات والهيئات الأكاديمية العربية على الرغم من كثافة عدد المتخصصين وحملة درجات الدكتوراه والماجستير في مختلف المجالات في بلداننا العربية والخليجية..

وبالفعل هي أزمة أن نجد الجامعات الكبرى في الخليج والدول العربية أصبحت لاتنتج المعرفة بل هي فقط تسوّق المعرفة بمعنى أن الأستاذ الجامعي أصبح دوره يقتصر على تسويق العلم بتكرار تلقينه للطلاب وتخلى الكثير منهم إلا ماندر عن مهمة الانتاج المعرفي من خلال البحث العلمي الذي يساهم في التنمية واقتصاد المعرفة.

ومن المفارقة أنه على كثرة الجامعات لدينا إلا أن العلماء قليلون جدا. فليس كل استاذ جامعي عالم لأن العالم مهمته انتاج العلم والابتكار والابداع وهذا ما أصبح مفقودا تقريبا في كثير من الجامعات الخليجية سواء كانت الحكومية أو الخاصة ، بل إن كثيرا من رسائل وبحوث الدكتوراه والماجستير تفتقد للإنتاج المعرفي الجديد وأغلبها بلا إضافة علمية بل تعتمد في الغالب على النقل والاقتباس والاستنساخ، لذلك أصبحت كل تلك الشهادات العلمية العليا لاتساهم قيد أنملة برفع وتقدم دولنا ومجتمعاتنا ، على خلاف دول الغرب التي لاتهتم بالشهادة والمؤهل العلمي العالي بقدر اهتمامها بالخبرة والعمل والانتاج الفكري والعلمي الجديد الذي يرفد التنمية ويساهم في تطور الدولة.

الجامعات في دول الغرب المتقدم تساهم في مايعرف باقتصاد المعرفة وهو الاقتصاد الذي يشكل فيه إنتاج المعرفة وتوزيعها واستخدامها، المحرِّك الرئيس لعملية النمو المستدام ولخلق الثروة وفرص التوظيف في كل المجالات، إنه يقوم على أساس إنتاج المعرفة (أي خلقها) واستخدام ثمارها وإنجازاتها، بحيث تشكل هذه المعرفة مصدراً رئيساً لثروة المجتمع المتطوِّر ورفاهيته.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك