هل ستستمر الدولة في الصرف على المرافق المكلفة وهي تعاني من عجز في الموازنة الحالية؟ يتسائل صلاح العتيقي

زاوية الكتاب

كتب 624 مشاهدات 0

صلاح العتيقي

القبس

الحل في الإدارة يا جماعة

د. صلاح العتيقي

 

يقاس رقي الأمم بمؤشرين رئيسيين: التعليم والصحة. ومن أهم معوقات التقدم في العالم أجمع هو تمويل هذين القطاعين. المشكلة لدينا تختلف، فنحن لا نعاني من مشكلة التمويل، بل نحن نصرف على هذين المرفقين أضعاف ما يصرفه العالم الخارجي، ومع هذا فمخرجات التعليم لدينا في أدنى مستوياتها، ومخرجات الصحة تموج بالفوضى والصرف غير المبرر، مثل تعدد مرافق العلاج والهدر بالعلاج بالخارج. بالنتيجة نحن نعاني مشكلة إدارية أكثر منها مشكلة تمويل، فنحن نبني جامعات في العالم في فترة وجيزة ولا نستطيع أن نبني جامعة لأنفسنا، وأبلغ مثال على هذا هو الفشل في إنهاء جامعة الشدادية على الرغم من مرور أكثر من ٣٠ منذ البدء في إنشائها، ولحل هذا الاشكال لجأت الدولة إلى الجامعات الخاصة التي تهدف إلى الربح فقط بغض النظر عن مخرجاتها المتدنية التي لا تلبي حاجة السوق من العمالة، أمّا الأبحاث التي تقوم بها جامعات العالم المتقدم فهي منعدمة تماماً في هذه الكليات، لذا ترتيبها بالنسبة إلى هذه الجامعات العالمية في الدرك الأسفل.

والصحة ليست بأفضل حال من التعليم، فلا توجد خطة للإنشاءات، بل أبنية عشوائية، هناك الآن تسع منشآت جديدة ما بين مستشفى وتوسعة، أقلها يحوي ٦٠٠ سرير وأكثرها ١٣٠٠ سرير، علاوة على ٣ مستشفيات تحت الإنشاء للضمان الصحي. إذاً نحن أمام معضلة تشغيل هذه المستشفيات الجديدة التي تحتاج إلى ما يقرب من ٣٠ ألف موظف من أطباء وممرضات وفنيي أشعة ومختبرات وعمالة إدارية وعمالة جانبية، خصوصاً أننا لم نؤهل كوادر لإدارة هذه المستشفيات وتشغيلها.

هل ستستمر الدولة في الصرف على هذه المرافق المكلفة وهي تعاني من عجز في الموازنة الحالية؟ هذا الذي يجب أن يبحث حالياً.

***

يقال، والعهدة على الراوي، إن هناك مباحثات بين الكويت وبريطانيا هدفها احتمال تواجد بريطاني في الكويت أو شكل من المعاهدات العسكرية التي تضمن حماية البلاد من أي تهديد خارجي، خصوصاً أن العراق غير مستقر. ونحن كشعب نؤيد هذه الخطوة، فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، ووجود القواعد في العالم ليس بدعة، وهي منتشرة في جميع دول العالم، وحتى الدول الغربية فيها قواعد أميركية أو روسية، ومن الحكمة أن نضمن استقرارنا وبقاء أجيالنا بأمان، فالدول تحفظ حدودها ووجودها بطريقين: إمّا أن تكون قوية كإسرائيل، وذلك بعسكرة الشعب، أو أن تدخل في معاهدات مع قوة أجنبية لحمايتها، وبما أننا ليس لدينا تجنيد إجباري، فليس أمامنا إلا المعاهدات ووجود قواعد في البلاد، وبهذا نوفر الصرف العظيم المرهق في ميزانية الدولة، والذي يصرف في وزارة الدفاع ونضمن في الوقت ذاته توفير مليارات الدنانير مرصودة للوزارة في السنوات العشر المقبلة.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك