عبد اللطيف بن نخي يكتب..ملتقى «كيفاس» ومشروع تطوير الجزر الكويتية

زاوية الكتاب

كتب 498 مشاهدات 0

د. عبد اللطيف بن نخي

الراي

رؤية ورأي- ملتقى «كيفاس» ومشروع تطوير الجزر الكويتية

د. عبد اللطيف بن نخي

 

نظمت مؤسسة الكويت للتقدم العلمي (KFAS)، بالتعاون مع معهد الأبحاث البلجيكي للإلكترونيات الدقيقة (imec)، ملتقى كويت - «آيماك» الثاني، خلال اليومين الماضيين، تحت شعار «الطاقة ونُظم المعلومات والاتصالات - توليفة أساسية لنُظم طاقة مستدامة». وقد تمحورت جلسات الملتقى حول موضوعين متممين لبعضهما البعض... مهمين لمستقبل منظومة الكهرباء في الكويت، هما: توظيف وتمكين تقنيات الطاقة من أجل الحصول على شبكة كهرباء ذكية، وتطوير شبكات طاقة ذات مصادر طاقة متنوعة وموزعة جغرافيا.

 ما دفعني لاختيار الملتقى كموضوع لمقال اليوم، هو مدى ملائمته من حيث التوقيت، وارتباطه من حيث المضمون، مع رؤية «كويت جديدة 2035»، ولاسيما ما يتعلق منها بمنظومة الكهرباء في مشروع تطوير الجزر الكويتية الخمس، حيث احتضن الملتقى محاضرات حول علوم وتكنولوجيات وابتكارات، يمكن توظيفها في رسم وتشكيل منظومة مستقبلية للكهرباء في الكويت، تكون لمصادر الطاقة مستدامة فيها نسبة انتاج كبيرة، إن لم تكن كاملة. منظومة متوافقة مع الرؤية الاستراتيجية لسمو الأمير حول تنويع مصادر الطاقة، واستخدام متنامٍ لمصادر الطاقة المتجددة، كطاقة الرياح والطاقة الشمسية، نسبة استخدام تصل في العام 2030 إلى 15 في المئة من اجمالي الطاقة المستخدمة محليا.

انتاج الكهرباء في هذه المنظومة يفترض أن يكون من محطات متفاوتة في السعة الانتاجية والمصدر، ومنتشرة على نطاق الشبكة الكهرباء. فإلى جانب محطات إنتاج كهرباء مركزية، سوف تتم الاستعانة بمولدات كهرباء، من الطاقة الشمسية مثلا، مثبتة في المباني التي تستهلك فيها الكهرباء. لذلك، هذه المنظومة على درجة عالية من التعقيد والديناميكية.

وتباعا، مراقبتها وإدارتها تتطلبان وجود نظام متطور، معزز بأحدث تكنولوجيات المعلومات والاتصالات، لتسهيل وتحسين التناغم بين محطات ومولدات انتاج الكهرباء العديدة المتنوعة المتباعدة. وقد شمل الملتقى هذه الجزئية، عبر محاضرتين في شأن منهجيات حديثة لمراقبة حالة شبكة الكهرباء وإدارتها. كما تم عرض جهود كل من معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة، ومعهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، في ذات المجال.

كما تم في اليوم الأول من الملتقى، استعراض أحدث التطورات العالمية في مجال خلايا السيلكون الشمسية ووحدات انتاج الطاقة الشمسية. وعرض الباحثون النتائج الأخيرة لمشروع التعاون بين جامعة الكويت ومعهد «آيماك» في مجال تطوير خلايا السيلكون وخلايا البيروفسكايتز (Perovskites) الشمسية.

وحيث انه تتم الاستعانة عادة ببطاريات ذات قدرات تخزين كهرباء عالية، للتعاطي مع الطبيعة المتموجة والمتقطعة لمعدل انتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، وللتغلب على التباين بين المعدلات اللحظية لإنتاج واستهلاك الكهرباء، لذلك حرص منظمو الملتقى على تقديم ورقة علمية حول آخر التطورات في تكنولوجيات البطاريات الصلبة في معهد «آيماك». كما تم الإعلان عن مشروع للتعاون بين المعهد وجامعة الكويت في مجال البطاريات الصلبة.

وأما مدير عام «كيفاس»، الدكتور عدنان شهاب الدين، فقد تضمنت كلمته الاشارة إلى جهود المؤسسة في مجال تسكين تكنولوجيات الطاقة الشمسية في الكويت، وكان من بينها مشاريع تجريبية ناجعة لاستخدام الألواح الشمسية على أسطح 150 مبنى سكنياً، ومواقف السيارات في جمعيتين تعاونيتين. كما أعلن عن مشاريع جديدة، بالتعاون مع الأمانة العامة للمجلس الأعلى للتخطيط والتنمية، للتوسع في استخدام الألواح الشمسية في 1500 منزل و10 تعاونيات.

ما تم عرضه في الملتقى ابتداء بكلمة الترحيب في الجلسة الافتتاحية، ومروراً بالمحاضرات العلمية والعروض التكنولوجية في جلسات الملتقى، وانتهاء بالنتائج والتوصيات في الجلسة الختامية، جميعها يفترض أن تصل إلى المسؤولين عن رؤيتنا الاستراتيجية «كويت جديدة 2035» وتحديداً القائمين على مشروع تطوير الجزر الكويتية.

فمنظومة الكهرباء في ذلك المشروع المستقبلي، يفترض أن تكون مستدامة مقاربة لتلك التي استهدفت في الملتقى، من حيث استقطابها أحدث التكنولوجيات العالمية، خصوصاً تلك التي يشارك في تطويرها كويتيون ومراكز أكاديمية وبحثية وطنية. ومن حيث توظيفها تكنولوجيا فائقة الحداثة للمعلومات والاتصالات، من أجل مراقبة حالة المنظومة الكهربائية، وإدارتها، ومن حيث انتاجها للكهرباء من محطات منتشرة ومتفاوتة في سعتها، ومن مصادر طاقة متنوعة، ومن بينها الألواح الشمسية فوق أسطح المنازل.

لذلك أدعو المعنيين بمنظومة الطاقة في مشروع الجزر، بالتنسيق مع وزارة الكهرباء والماء، إلى التعاقد مع التحالف التكنولوجي المثمر بين «كيفاس» و«آيماك» والجامعة ومعهد الأبحاث، من أجل إعداد تصور مبدئي للمنظومة... «اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه».

 

 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك