مبارك الدويلة يكتب.. مخطط تدمير العالم الإسلامي

زاوية الكتاب

كتب 3999 مشاهدات 0

مبارك فهد الدويلة

القبس

حصاد السنين- مخطط تدمير العالم الإسلامي

مبارك الدويلة

 

 

قبل خمسين سنة كنّا نتوقع أن تكون المواجهة القادمة مع اليهود أو النصارى، لمنع قيام دولة إسلامية أو لمنع انتشار الفكر الإسلامي السياسي، أو للحد من تغلغل الإسلام الدعوي في أفريقيا وأوروبا وغيرهما من المناطق، ولم نكن نتوقع أبداً أن يكون الخصم للتيار الإسلامي والفكر الديني والمنهج الدعوي مسلمين يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله!

هذا الخصم سعى إلى إعادة حكم العسكريين لــ«أم الدنيا» مقابل ألا يصل الإسلاميون إلى الحكم..!

هذا الخصم ساهم في تدمير بلاد الشام وتثبيت حكم الدكتاتور من أجل منع وصول من يزعزع أمن الصهاينة..!

هذا الخصم حرم الليبيين من التمتع بالحرية والاستقرار، بعد أن شاهد بوادر مشاركة الإسلاميين في الحكم..!

هذا الخصم كانت له صولات وجولات في جيبوتي والصومال ومالي واليمن وتونس، وسيناء.. وغيرها، من أجل ألا تقوم للإسلام دولة، وللحق جولة، فكان ما نشاهده اليوم من تخلّف وحروب أهلية وتدمير للبنى التحتية وضياع للأمن والاستقرار، وأصبحت هذه الدول اليوم عبئاً على الأمة الإسلامية تحتاج إلى سنوات لتخفيف معاناتها وإعادتها إلى مسيرة الحياة من جديد! وستظل أمة الإسلام مشغولة بهذه المشاكل، في حين غيرنا يعمل ليلاً ونهاراً للتقدم وتنمية الإنسان عندهم وتطوير مرافقهم في جميع مناحي الحياة! ويكفي أن من يعتبره العرب عدوهم الأول يسيطر اليوم على ثلث الدول العربية مساحةً في الوقت الذي نحن فيه مشغولون بالمؤامرات والدسائس لزعزعة بعضنا استقرار بعضٍ!

وليت مخططهم توقف داخل حدود الوطن العربي، بل تعداه إلى الدول الإسلامية الكبرى لمنع قيام أي أمل في إحياء العالم الإسلامي من جديد، فكانت محاولة انقلاب تركيا، وما زلنا نسمع ونشاهد ما يجري في مؤسسة الحكم في باكستان من عدم استقرار، وإن صدق ظني فسنسمع قريباً تطورات دراماتيكية في ماليزيا؛ لمنعها من إعطاء أي أمل بتجديد الروح الإسلامية في النفوس بعد وصول مهاتير وانور إلى الحكم! إذن سيتم إشغال العالم الإسلامي بمشاكل داخلية وخارجية وإن أدت إلى حروب ودمار، المهم ألا ينتشر هذا الدين، وأن يأتي اليوم الذي يتبرأ الجميع فيه من الانتماء إلى الإسلام، وأن تعود الجاهلية في ثوبها الجديد، ثوب القرن الحادي والعشرين، وها نحن شاهدنا مؤخراً الحرب الإعلامية على الحجاب والدعوة للسفور، وتجريم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومحاولة تغيير القوانين الإسلامية في الميراث وولاية الرجل على المرأة، وتطبيق المفهوم الغربي اللاديني للحياة، كل ذلك بدعم وتوجيه من بعض الدول العربية الإسلامية! لكن هل هذا مؤشر على نهاية دور الإسلام في حياة المسلمين؟! أبداً، فالله بالغ أمره، وهو الذي يدفع الظالمين بالظالمين، وهو الذي بيده القول الفصل وأمره بين الكاف والنون، ومهما بلغ خبثهم من مبلغ ومخططهم من فجور فالمستقبل لهذا الدين، بعز عزيز أو بذل ذليل، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون!

 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك