استمر في قرار منع الغش وتشديد العقوبات على كل من تسول له نفسه الإقدام على هذا الفعل.. يخاطب محمد السداني وزير التربية

زاوية الكتاب

كتب 1212 مشاهدات 0

محمد السداني

الراي

سدانيات- وافد مُش قد المقام!

محمد السداني

 

منذ بداية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وأنا أتخير النوعيات التي أتابعها من خلال ما يطرحون من محتوى يعتبر مهما بالنسبة لي، ما يجعلني بعيدا عن كل ما لا أرغب في مشاهدته ولا يشكل عنصر اهتمام بالنسبة لي.

فعلماء اللغة والساسة والمهتمون بالاقتصاد، جميعهم شخصيات تشكل إضافة معلوماتية بالنسبة لي، ولكن الوضع الآن تغيَّر فالآية انقلبت في الكثير من المواقف خصوصا السياسية منها، فتجد مغنيا عُرف برقصه وتمايله على المسارح يبدي رأيا سياسيا مهما من خلال «رتويتات» لبعض الشخصيات التي في الغالب تدفع أكثر بكثير من أموال «هز الوِسط» كما يسميها المصريون! وتجد مسؤولا كبيراً في دولة ما يبدي اعجابه بعمل فني - إذا كان يعتبر من الفن أصلاً - تزامنا مع وجود قضايا مهمة جدا لم يشر إليها لا من بعيد أو قريب وكأنها لم تكن!

فوضى في مشهد محزن جداً ونحن نشاهد الأخبار الأكثر مشاهدة في وسائل التواصل الاجتماعي لا تخرج عن زواج فلانة من فلان، وطلاق فلانة من فلان، وشراء الفاشينستا لليخت الفلاني، وكأنَّ العالم يدور حولهم دون غيرهم، وهذا الأمر يدفعني إلى التساؤل حول تحديد المسؤول عن هذا الأمر، فهل هو صاحب الخبر نفسه أم أنَّ شريحة كبيرة من الناس لم يعد لها هدف من الحياة سوى متابعة هؤلاء الناس!؟

سؤال يدعونا إلى إعادة ترتيب اهتماماتنا وأولوياتنا في الكثير من المواقف، وإعادة تربية أبنائنا من جديد حول مفاهيم النفع والضرر، فلا يمكن أن نعيش في هذه المنطقة الملتهب سياسيا وعسكريا والتي يعاني فيها الملايين من الجوع والتشرد وانعدام الأمن في الكثير من بلداننا العربية، ونحن نهتم لزواج مذيعة أو طلاق ممثل أو مغنٍ !

الغريب في الأمر أنك تجد وزير خارجية دولة معينة يبارك تصالح مغنية خليجية مع مغنية أخرى أيضا من الخليج، وكأنَّ هذا التصالح سينهي الأزمة الخليجية نهائيا، أو كأنَّ هذا التصالح سيشكل مرحلة اقتصادية جديدة في منطقة الخليج! مع العلم أنَّ القضايا المستحقة للتصريحات من معالي الوزير لا تعد ولا تحصى، ولكنَّه لم يستثار إلا من هذا الخبر الذي شكل هاجسا عند معاليه، فسارع إلى «تويتر» وكتب تغريدة هزَّت أركان الخليج ونشرت الفرح والسرور بحسب ما صرح به معاليه... أسأل الله ألا يأتي يوم وأرى مجلس الوزراء يناقش قضايا وسائل التواصل الاجتماعي الفنية في اجتماعاته.

خارج النص:

- صدر قرار من وزارة التربية بإنهاء خدمات جميع العاملين في المدارس من العمال وعاملي النظافة من دون سابق إنذار، وهذه سابقة غريبة حيث أنَّ المدارس ستحتاج إلى أشخاص لتنظيفها، فلماذا تنهى خدمات هؤلاء وتأتي شركة أخرى لتطرح عروضا أخرى لتجلب عمالة بكل تأكيد ليست عمالة وطنية! فهل الوافد المُستجلب حديثا قد المقام والآخر المستغنى عن خدماته مُش قد المقام؟!

- وزير التربية رسالة أوجهها لك من شخص لم يمدح وزير تربية على مدار عمله في الوزارة، استمر في قرار منع الغش وتشديد العقوبات على كل من تسول له نفسه الإقدام على هذا الفعل.

 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك