سعود المسلم.. عَبرة وعِبرة.. بقلم خلود الخميس

زاوية الكتاب

كتب 2065 مشاهدات 0

سعود المسلم

الانباء

سعود المسلم.. عَبرة وعِبرة

خلود الخميس

 

أسبوع قضته الكويت حابسة أنفاسها منذ يوم الجمعة الثاني من رمضان إلى الجمعة التاسع من رمضان يوم إعلان توقف البحث عن سعود المسلم بعد أن وجدوه ولله الحمد، في خير جوار وبأحسن حال.

وجدت لساني يكرر بلا وعي «الحمد لله الحمد لله يا بخته» ولما مرت دقائق الصدمة حمدت الله بوعي على نعمة خاتمته، صائم غريق، نحسبه شهيدا بإذن الله، أما مناقبه الأخرى فالناس شهوده، وما امتلأت به وسائل التواصل لسبعة أيام أظنه مديحا كافيا.

أكتب مقالا عن سعود لما ترك في نفسي من أثر، فقد اجتمعت له مؤشرات القبول، هبة الكويت وأهلها ومن السعودية والبحرين من شارك في البحث عنه، ما هي خبيئة سعود حتى تقف عند الكويت مظاهر الحياة وتتفرغ للبحث عنه، في نهار رمضان الطويل، في ظروف جوية وحرارة شديدة، من هو سعود؟

لا أعلم يقينا من هو في موازين الدنيا، ولكن المبشرات تقول إنه معروف عند الله، أخذه إليه في أحسن خاتمة يتمناها بشر، مرضي عنه من والديه، محبوب من زوجه والأهل والأصدقاء والزملاء والمعارف، ومن لا يعرفونه جندهم الله للبحث عنه والدعاء له، إنه منتهى أمل المؤمن، حسن الخاتمة، مبروك يا سعود، أغبطك وأرجو من الله أن ترتقي في الفردوس مع الأنبياء والشهداء والصديقين، ويلحقنا بك.

الموت واعظ لا يجهل مغزاه إلا محروم، والفقد مؤلم لا شك، ونبينا صلى الله عليه وسلم بكى على فقد أحبابه، فالفراق يهل العبرات ويوجع القلوب وبالتأكيد سيترك الراحل مكانه خاليا، وأفئدة محبيه سيصيبها الفراغ من بعده، ولكن حسبهم أنه عند خير جوار بأفضل حال.

لا بشرى أكبر من أن يرى الإنسان مقعده في الجنان، ومكانته عند ربه، الذي عبده كأنه يراه، واتقاه وأطاعه وسار على هدي نبيه، وقبض على ذلك، لا بشرى أكبر ولا أعظم.

والموت عند المؤمن مجرد رحيل مؤقت يتربص بما بعده، بلقاء الخلود، حيث لا فراق ولا أشواق.

لكم آل القناعات الكرام خالص العزاء وهنيئا بعاجل بشرى المؤمن، ولنا عبرة في «فزعة» أهل بلد لا يشبهه أحد في السباق إلى الخير.

الانباء

تعليقات

اكتب تعليقك