لا ناقة لنا في صراعاتكم ولا جمل !

زاوية الكتاب

كتب 3463 مشاهدات 0


حصلت على مقال للكاتب أحمد المليفي منع من النشر حيث يكتب وننشره أدناه كما هو والتعليق لكم:

لا ناقة لنا في صراعاتكم ولا جمل !
 


ولنتحاكم للشعب الكويتي ليقول كلمته الصادقة لمن قدم لبلده  .. ؟ كانت هذه إحدى عبارات المتخاصمين ، ونقول لهم وماذا جنينا من صراعاتكم ؟ وما الذي يجعلكم تظنون أن أمركم كله أوله وآخره وصراعاتكم التي صدرتمها أغلب الصحف أنها ولو قيد أنملة هي محط اهتمامنا و غاية علمنا  ؟ ولكن وبما أنكم استفتيتم الشعب فاسمعوا بعض الرد :  إن من جعل من الشعب من المغلوب على أمرهم من محدودي الدخل وأصحاب القروض العاجزين عن سدادها دروعا له يصفي بهم حساباته مع خصومه ويجعلهم  وقودا لنيران حروب شركاته فتارة يحرق أسهمهم لتحترق بعد ذلك بيوتا بأكملها وتارة يستعطف بآهاتهم و بويلاتهم أحكام المحاكم فإن من كان هذا طبعه مع الضعفاء وهم جل الناس فإنه لن يجد منهم حين يحتاجهم إلا التشفي و اللعنات في الحياة بل وربما حتى بعد الممات ! ثم عن أي شعب وعن أي بلد تتحدث وتريده أن يقول كلمته الصادقة فيمن قدم لبلده ؟ هل كنت تعني شعب الجنوب وزعيم نصرهم الموهوم فإنك لا شك تستحق تأيدهم وثنائهم وشكرهم كما نصرتهم بتأييدك سرا وعلانية ودعمكم لمشاريعهم اللامحدودة لإعمار جنوبهم فقط لا جنوب السرة ولا جنوب الصباحية ! أم لعلك تريد هتافا وتصفيقا على إنفاقكم المليارات وإعماركم المطارات والمنتجعات وتوظيف المئات وإغداء الدولارات على لاعبين تلك الدول والمنتخبات فان كان هذ هو الشعب الذي قصدته وتريد كلمته الصادقة  فأعتقد أنهم مدينون لك بأكثر من كلمة  ! نعم انك تستحق من هؤلاء انحناء كما تنحني السنابل إذا امتلأت كما ملأت بيوتهم وجيوب بالدولارات فحق عليهم  أن ينصروك على سخاءك لهم وعطاءك والهبات ! 
 
وأما إن كنت ترجوا الدعم وتنشد الكلمة الصادقة ويعنيك في هذا الأمر فقط  رأي أبناء بلدك فالأمر مختلف وشتان بين هؤلاء وهؤلاء  هل تعلم أن المئات من أبناء بلدك قد تم طردهم من وظائفهم من أصحاب الشركات الذين يساومون الحكومة بهم وعلى طريقة إما طردهم وإما الموافقات والأعطيات  ! فهاهم محرومون بلا وظائف ولا مرتبات ولا هبات أوبعد ذلك تسألهم عن كلمتهم الصادقة ؟! لعلك تعرف عين عذاري وما يقول عنها أهل البحرين فهل وعيت الجواب ؟

 إن كلمة الحق عند سلاطين الجور هي أعظم مراتب الجهاد وإننا لا ندري من يجب أن نصدقه الكلمة هل هي الكويت المسكينة التي باتت نهما وملكا خالصا للبعض ولمشاريعهم ومناقصاتهم ! فهل يريد هؤلاء من الشعب أن يشكرهم على فوزهم واستحواذهم على المشاريع الكبرى والصغرى وبمقابل أغلى الأسعار والأثمان ؟!


راغمين غير راغبين كنا نقرأ ونحن نتصفح جل الصحف وكأنها باتت هي الأخرى إحدى المشاريع التي لا تغيب عنها شمس أملاككم وقد تصدرت صفحاتها بمعارككم الكلامية المستهجنة والطاحنة ونشر الغسيل على طريقة اللي ما يشتري يتفرج  واستراتيجية علي وعلى أعدائي ، حتى أنكم لم تتركوا شيئا للستر ولو كان حادثا في الأفراح أوالأتراح بل لم يسلم ولم تنسوا في هذه المعارك  حتى الأطعمة كالسلمون والكافيار ! 


ليس صعبا معرفة  سبب غضب وانفجار البعض بسبب حث أو تحذير الدولة عن التراخي في تحصيل مستحقاتها المهدورة ، شخصيا قد أعرف العلاقة بين مشروع مدينة ' بورت غالب ' وبين طموح الوصول إلى الهيئة العامة للإستثمار ، وقد نعرف سر تصريح البعض الغير موفق عن سعيه لإخراج العراق من البند السابع ، ولكن ما لا نعرفه أن للغزو العراقي على الكويت أسباب وأسماء أخرى غير تلك التي يعرفها أهل الكويت صغيرهم وكبيرهم !  إنني أرى أنه من السذاجة أن يكون إعلان بعض الحروب الصحفية بُعيد وبناء على  نتيجة الاستجواب الأخير وهل يظن عاقل أن 30 الى 16 هو رقم مقدس لن تغيره الأحداث ولا الأيام ؟ ومهما يكن من أمر هذه المعارك وسواء فاز أحدهم بالضربة القاضية أم بالنقاط فإن النتيجة منذ البداية معروفة مسبقا و أن الحَكم لم ولن يكون عادلا أو منصفا لأن المشجعين والحُكام يميلون دائما لما يعشقون لا لما يعتقدون فكيف لو اجتمع المعشوق مع المعقول ؟ إذا فالنتيجة محسومة وهي أشبه ما تكون بالأفلام الهندية التي دائما يتحقق فيها في النهاية ما يتمناه الجمهور وربما هذا ما حدث فعلا في نتيجة تلك المعارك فمن يقرأ ردود القراء سواء في المنتديات أو الصحف الإلكترونية أو حتى حديث الديوانيات فإنه يرى أو يسمع سيلا من الردود التي ترجح كفة أحدهم وبلا منافسة ، وفي نهاية المطاف ومهما يكن فلعل الوصف اللائق لتلك الطواحين أنها جعجعة من غير طحين وأن الحقيقة الأكيدة التي لم يعيها ولم يتنبه لها الخصوم أن الشعب لا يهمه صراعاتكم فإنه لا ناقة له فيها ولا جمل !
 


المحامي أحمد يوسف المليفي

[email protected]

كتب: أحمد يوسف المليفي

تعليقات

اكتب تعليقك