محمد الوشيحي والمعلق على مقالاته فى موقع ((الآن)) سمران المطيري ..دويتو لايطيقان بعضهما.. سعد العجمي يثنى على الوشيحي كأهم كاتب مقال كويتي، ويشيد بفكر وحجة سمران

زاوية الكتاب

كتب 7866 مشاهدات 0



الدويتو محمد الوشيحي وسمران المطيري!!
سعد العجمي
 
في أغلب المجالات تقريبا هناك ما يسمى بـ«الدويتو» أو الثنائي: من منا رياضيا لا يتذكر المرعب جاسم يعقوب وفيصل الدخيل، وفي الفن لا بد أن نتذكر سعد الفرج وعبدالحسين عبدالرضا، وسياسيا هناك أيضا وليد الجري ومسلم البراك.

كل هذه الثنائيات كانت تكاملية، بمعنى أن كل واحد يكمل الآخر، أما الثنائي الذي نحن بصدد الحديث عنه اليوم فهو عكس ذلك تماما لأنه «تضادي» وتنافري، أو كما كان يقول عادل إمام في مسرحية «شاهد ماشفش حاجة»: «اثنين ما بطيئوش بعض» عندما يريد أن ينطق اسم المحامي في المسرحية المدعو 'خليفة خلف الله خلف خلاف' المحامي.

من يتابع مقالات الزميل محمد الوشيحي عبر الموقع الإلكتروني لـ«الجريدة» أو تلك التي تنشرها صحيفة  الإلكترونية، فإنه سيقرأ التعليقات التي يكتبها أحد المعلقين باسم سمران المطيري، على اعتبار أنك لن تجد مقالا مكتوبا للوشيحي إلا وتجد تعليقا أو اثنين أو خمسة في بعض الأحيان للمعلق المطيري حتى إن كتب الوشيحي عن سطح البحر أو عن إحدى صخور هضبة المطلاع فإنك ستجد تحته تعليق سمران.

من خلال متابعتي للتعليقات فإن سمران يبدو «سلفيا» متدينا بدرجة كبيرة، أما الوشيحي فإن أسبوعاً قضيته معه في لبنان الشهر الماضي جعلني أجزم «وأحلف بالطلاق» أنه عكس المطيري بالجملة والتفصيل.

على كل لا أخفي إعجابي بأسلوب كتابة «المعلق» وبفكره، وحجته التي يطرحها خلال ردوده، وأعتقد أن الرجل لو أتيحت له الكتابة في أي صحيفة ما فإنه سيبدع لأنه يملك قلما جميلا وطريقة عرض وإقناع قلما تجدها لدى أغلب كتاب صحفنا اليومية، لكن مشكتله الوحيدة تبقى في أنه يخالف «الوشيحي» دائما حتى لو كان الأخير على حق.

جميل جدا أن تجد تفاعلا مستمرا من أحد القراء على مقالاتك والأجمل إذا كان الكاتب بحجم الوشيحي والمعلق بقدرة وفهم سمران المطيري، أما الأروع في الأمر فهو أن الشخصين على النقيض تماما من الناحية الفكرية، فالوشيحي لو كتب عن إنفلونزا الخنازير لحمّل «المتدينين» مسؤولية انتشار الوباء، والمطيري لو عرج في أحد تعليقاته على الحرب الأهلية في راوندا لقال إن «أبو سلمان» ومعه التيار المدني في الكويت هم سبب نشوب تلك الحرب.

شخصيا أستمتع بما يكتبه «سمران» وأحترم حماسه للدفاع عن طروحات وأفكار التيار الديني، ومكمن إعجابي أن الرجل ليس بذيئا في ردوده كما يفعل بعض من يخالفك الرأي من المعلقين، هذا من جهة، ومن جهة أخرى أنه يقتصر في تعليقاته على فحوى المقال وفكرته، فهو في الغالب لا يتطرق إلى شخص الكاتب، وبالتالي أخرج أنا كقارئ محايد بفائدة مما قرأته.

في المقابل فإن الوشيحي وعلى حد قول إخواننا أهل جدة، وبلهجتهم الحجازية الرائعة «حكايته حكاية»، فلا أحد في الكويت اليوم يضاهيه ككاتب «مقال» وليس ككاتب رأي، فهناك فرق بين كتابة «المقال» وكتابة «الرأي» حتى إن تشابها في الشكل والقالب والإخراج والمساحة، لدرجة أنني ومنذ ثلاث سنوات تقريبا لم أقرأ للوشيحي مقالا في أوراق أي جريدة لأنني لا أستطيع الانتظار حتى صدور الصحف صباحا، فأقرؤه عبر 'النت'.

على كل ليكتب الوشيحي ما يريد وفق قناعته التي نحترمها، وليرد سمران بما يعتقد أنه «الصح»، فإن أقنعنا الأول أيدناه، وإن فند الثاني وافقناه، وفق ما تمليه علينا عقولنا كمتلقين نملك إرادة وحرية الاختيار، والأهم من ذلك كله أن مثل هذا الجدال يكون في إطار الاختلاف وليس الخلاف.

 

الجريدة

تعليقات

اكتب تعليقك