من وراء التشكيك في حادثة الاعتداء على زايد الزيد؟

محليات وبرلمان

3618 مشاهدات 0



تابعت ردود الفعل على محاولة الإعتداء على الزميل زايد الزيد فكنت أرى في الجانب الأعم منها دعما غير محدود للزميل الزيد, ورفضا للجوء إلى العنف فعرفت أن الكويت ستبقى كما كانت بلدا ديمقراطيا يرفض الخضوع لشريعة الغاب .

ولكن لفت إنتباهي أن قلة من الكتاب شذوا عن شبه الإجماع السياسي والإعلامي في هذا الجانب وأخذوا يغمزون ويلمزون عبر التشكيك في حقيقة محاولة الإعتداء هذه ,وألمحوا إلى أنها قد تكون حصلت لأسباب شخصية أو بدافع السرقة .

بالطبع كل إسم من هؤلاء فعلوا ذلك لأسباب تتعلق بولاء لمتنفذ او لتيار سياسي تأذى كثيرا من كتابات الزميل زايد الزيد الدقيقة والمدعمه بوثائق سرية ورسمية , وربما فعلوا ذلك أيضا لأسباب عنصرية تتعلق في رفض أن يحظى شخص غير محسوب على عائلة من ذوات الدم لأزرق حسب مفاهيمهم الجاهلية , أو غير محسوب على تيار سياسي ذو تاريخ مزعوم في الحركة الوطنية على هذا الزخم من التأييد والدعم الشعبي والرسمي , وربما فعلوا ذلك هلعا من إزدياد المؤيدين للزميل لزايد الزيد في حملته الأخيرة التي بدأها لكشف حقيقة بعض التعاقدات المليارية .

بالطبع لن نذكر تفاصيل ما قيل في مسجات ترسل هنا وهناك وبشكل أحمق ومحموم وذلك كي لا نحقق ما يصبو إليه خفافيش الظلام هؤلاء في نشر أراجيفهم ولكننا سنرد بشكل عام على أكاذيبهم فقط كي يشعروا بمقدار حجمهم الضئيل وكي لا ينخدع ببهتانهم بعض ممن لا يتابع المواضيع السياسية بشكل مستمر .
القضية الأساسية كانت وستبقى أن كاتبا له أعداء كثر من الفاسدين الذين تضرروا من جرأته تعرض للإعتداء الجسدي من قبل مجهول لأسباب تتعلق بآرائه السياسية وما يكشفه من قضايا فساد فهكذا يقال حينما يتعرض سياسي أو كاتب سياسي أينما كان الحدث في الأرجنتين أو مصر أو الولايات المتحدة بالطبع إلى أن يثبت العكس ولن يستطيع هؤلاء الأقزام تحويل الأنظار لشبهات ما أنزل الله بها من سلطان مهما حاولوا فعل ذلك بوضاعة لم يتخلوا أو تتخلى عنهم يوما .
خصوم الزميل زايد الزيد السياسيين لم يطيقوا هذا التعاطف العفوي الكبير الذي حصل عليه من قبل المواطنين والسياسيين والكتاب والصحافيين والمؤسسات النقابية ومؤسسات المجتمع المدني داخل وخارج الكويت لهذا بدأت حملة التشكيك في حادث الإعتداء على إستحياء وتطورت لتأخذ شكل إعتراضات في مقالات موتوره لتتحول إلى مسجات 'وضيعه' بوضاعة من أرسلها .

ولكن هل للرد عليهم قيمة ؟.

ابدا فكلامهم بلا قيمة ولكن وكي لا تلتبس هذه الشبهات على أحد وكي لا يدس السم بالعسل كما يقال كان من الضروري الرد على أمثال هؤلاء ووضع شبهاتهم تحت النور كي لا يتعاملوا بأسلوب خفافيش الظلام وهو الأسلوب نفسه الذي إتبعه من إعتدى على الزميل زايد الزيد .
قبل الدخول في التفاصيل سأذكر أمثلة تعرض فيها سياسيين واعلاميين في الكويت لتشكيك لم تثبت له صحة, وكان واضحا في بعضها أن هناك من يهدف للتشويش خلال فترة حساسة معينة وإستغلال هذا التشويش لتحقيق هدف معين في وقت محدد.

- في التسعينات من القرن الماضي تعرض النائب السابق أحمد نصار الشريعان لحملة منظمة لتشويه صورته من خلال إتهامه بممارسة الرذيلة مع إمرأة قرب منشآت نفطية وهي الحمله التي إنتهت بكشف زيفها نتيجة لتصدي مجلس الأمة والسياسيين لها وعدم ترك زميلهم الذي كان يخوض معارك سياسية عديده مع متنفذين فريسة لقوى الفساد وحلفاءها في الماكينة الإعلامية .
-النائب محمد الصقر حاولت إحدى الصحف التي تعاديه سياسيا تشويه سمعته بأساليب عده منها تضخيم حادث تعرض سيارته للعطل قرب الشاليهات لتوحي بما لم يحصل قبل أن يتم إكتشاف حقيقة الموضوع على الفور فتموت الشبهات في مهدها .
- الكاتب نبيل الفضل إتهم من قبل كاتب آخر بأنه مشبوه أخلاقيا حينما كان يقيم في لندن قبل الغزو العراقي الآثم والظالم والغاشم ومع ذلك لم يأخذ كثيرين هذه المعلومة بشكل جدي لمعرفتهم بخفايا الصراع السياسي بين الفضل ومن أطلقها وإن كان البعض يعتقد أن الكاتب الآخر لا يمكن أن يرمي أحدا بإتهام بهذا الحجم مالم يكن متأكدا من كلامه.

إذن في الحالات الثلاث كان يتم اللجوء لإثارة قضايا أخلاقية وبصورة مبتوره كي تستغل هذه الإثارة في فترة معينة يكون فيها الجدل محتدما، وكان الجميع تقريبا بمن فيهم هؤلاء المشككين في حادثة الزميل زايد الزيد, ولكن حين يأتي الدور على الزميل زايد الزيد نجد من يخرج من جلده ويقلب ظهر المجن ربما لإرضاء'معزب' أو ربما ليستغل الظرف فيركب الموجة التي ترضي متنفذا فيشكك ويبث الإشاعات ويثير الجدل في قضية الإعتداء على الزيد بدلا من تقديم المساندة والدعم كما في حالتي الشريعان والصقر .

حسنا لنفترض أننا لا يجوز وفق وجهة نظر هؤلاء الكتاب المشككين أن نحدد موقفا ما من حادثة الإعتداء على كاتب كزايد الزيد يتعرض في مقالاته لصفقات فاسدة توقف بعضها بسبب ما أثاره من حقائق, إلا بعد أن تظهر نتيجة التحقيق إذن فهل ذلك يعني كذلك أن كل محاولات الإغتيال التي حصلت في الكويت لا يجوز أن نرجع أسبابها لمواقف سياسية لضحاياها إلا بعد الكشف عن مرتكبي هذه المحاولات.

فهل يعني كل ذلك وفق منطق هؤلاء الكتاب المشككين أن محاولة إغتيال النائب الرمز حمد الجوعان مثلا لم تكن لسبب سياسي , حاشى لله , طالما أنها قيدت ضد مجهول وبطلب من الجوعان نفسه ؟ وأن التعاطف الشعبي مع النائب السابق عبدالله النيباري لم يكن مشروعا خلال الأيام التي سبقت الكشف عن المحرضين على إغتياله والمنفذين لذلك ؟ وأن التعاطف الذي أبداه كثير من الصحافيين ومنهم زايد الزيد نفسه من خلال جريدة ((لآن)) الإلكترونية مع الصحافي بشار الصايغ خلال إعتقال الصايغ من قبل جهاز أمن الدولة في العام 2007 لم يكن مشروعا لأن هذا الإعتقال لم يكن بسبب موقف سياسي للزميل الصايغ .

الحمدلله أن وجهة النظر هذه مرفوضة جملة وتفصيلا في الكويت حينما يتعلق الأمر بسياسي وبرلماني وإعلامي له أعداء وخصوم متضررين من أنشطته، وإلا لكانت الكويت أضحوكة للعالم بأسره حيث يفترض وفق وجهة نظر هؤلاء الكتاب أن ننتظر إلى حين ظهور مشتبه به ويعترف هذا المشتبه أولا بأن ما قام به كان بسبب خصومة سياسية لنبدأ بعد ذلك تضامننا ودعمنا .

إذن هناك فرق بين التضامن مع زميل مهنة تعرض لإعتداء دموي تسبب بكسر أنفه وكاد أن يودي بحياته, لو أن الضربة لا سمح الله جاءت في مقتل, إلى أن يعرف سبب هذا الإعتداء, وهناك فرق بين محاولة التشكيك في أسباب هذا الإعتداء كي لا يكتسب هذ الزميل مزيدا من التأييد والمصداقية في القضايا التي يثيرها والتي قد نملك فيها وجهة نظر تتعارض مع ما ذهب إليه هذا الزميل .
هؤلاء الكتاب سامحهم الله يضعون أنفسهم في مركب واحد مع من قام بهذا الإعتداء ويتركون الإجماع الذي إتخذ من قبل الصحافيين والإعلاميين في الكويت في الوقوف ضد محاولة تكميم فاه الزميل زايد الزيد وفي التصدي لمحاولة منعه من كشف الصفقات المشبوهة بالوثائق والدليل .
ومع ذلك سنجاريهم لنكشف كم هي واهية إتهاماتهم وأراجيفهم .
يستند هؤلاء في تشكيكهم إلى ثلاثة فرضيات ساقطة سنفندها وفق الآتي :
- الإعتداء ربما تم لأسباب شخصية :
الزميل زايد الزيد نفى هذه الفرضية ولو كانت صحيحه لسارع الزيد نفسه بالتستر على الموضوع أو على الأقل لتعامل معه بعيدا عن وسائل الإعلام بدلا من مطالبته أجهزة الأمن بكشف الأمر, كما أن الإعتداء لأسباب شخصية يفترض أن يتم في موقع قريب من منزل الزيد في منطقة الفحيحيل وليس في خلال ندوة سياسية وعلى بعد كيلومترين من مقر جهاز أمن الدولة ومعسكر القوات الخاصة ومعسكر الحرس الوطني .
الشائعات تكون أكثر مصداقية حينما تصدر من أشخاص حقيقيين يمكن الرد عليهم ولكن حينما تطلق من أشباح فذلك دليل على أنها محاولة للتشكيك لا أكثر ولا أقل وهي محاولة في كل الأحوال دفنت نفسها بنفسها .


- ربما كان الإعتداء محاولة للسرقة :
هذه الفرضية لا تصدر إلا من عقل مشكك فسرقة السيارات تتم في الكويت عادة حينما يكون صاحب السيارة خارجها وليس وهو فيها كما أن من يسرق السيارة لا يقوم بذلك حينما تكون بنية صاحب السيارة بحجم بنية الزميل زايد الزيد.


- الإدعاء بتناقض تصريحات الزميل زايد الزيد وتضاربها :

كصحافي أؤكد أن كثير من الصحافيين لا يكونون دقيقين في النقل أو أنهم يكتبون الخبر من مصدر آخر وينسبونه لصاحب الحدث وفي أحيان مختلفه تأتيهم معلومات أدق ولكن وقت الطبع لا يمكنهم من التصحيح خصوصا حينما يكون الحدث إعتداء دموي تم في وقت صحافي حرج أي قبل الطبع بمدة قليلة .
وبدا غريبا حرص هؤلاء الكتاب المشككين على محاولة إيجاد ثغرات في الحادثة بدلا من إفتراض صحة أن ما تعرض الزميل زايد الزيد لإعتداء كان بسبب مواقفه السياسية .
مرة أخرى القضية الأساسية كانت وستبقى تعرض الزميل زايد الزيد لإعتداء بسبب مواقفه السياسية والتي تمكن من خلالها من إسقاط مشروعات بمليارات الدولارات جعلت له من الأعداء من لا يطيق صبرا .

 

(بالتزامن مع مدونة القحطاني)

الآن-داهم القحطاني

تعليقات

اكتب تعليقك