إسرائيل تحرّك المؤزمين لتخريب الديمقراطية الكويتية

زاوية الكتاب

متحديا شنبات السعدون وشيباته، الفضل: طز بالدستور والديمقراطية والأمة العربية من أجل الكويت

كتب 6514 مشاهدات 0


كثرت الاجتهادات لمحاولة فهم سبب العلاقة المتأزمة بين مجلس الأمة والحكومة، فمن الدكتور محمد الرميحي الذي كتب بأن المقصود بالتأزيم هو نصف المجتمع وتغييب دور المرأة ومشاركتها (أنظر الرابط http://www.alaan.cc/pagedetails.asp?nid=42019&cid=47

إلى ما كتبه الكاتب المعروف نبيل الفضل بزاويته اليوم. الفضل كتب ما مفاده أن مؤامرة تحيكها إسرائيل لتخريب الديمقراطية الكويتية لأن انتشار الديمقراطية في الدول العربية ليس في صالحها، وأشار الفضل إلى منظمة IREX الأمريكية التي  'ليست خارج إطار السيطرة الإسرئيلية' والتي تحرك كُتابا ونوابا وساسة كويتيين بعلمهم وبدون علمهم لتخريب الديمقراطية في الكويت. يرى الفضل أن المؤزمين لا يتجاوزن الأربعين نائبا وكاتبا وسياسيا وعلى رأسهم عراب المؤزمين الذي يدار من تل أبيب.

 رأينا أن مقال الفضل يستحق أن يكون 'مقال اليوم' لتفسيره المختلف لسبب الأزمة في العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية:

IREX 

مقدمة:

-1 لسنا من المؤمنين بنظرية المؤامرة، ونؤمن بأن العرب من الغباء بحيث يتحاربون مع انفسهم دون حاجة لتدخل الآخر، ولكن ذلك لا يعني ملائكية الساحة وخلوها من أي مؤامرات.

-2 نحن لا نكن أي عداء أو بغضاء لاسرائيل أو الشعب اليهودي الذي عانى ما عانى خلال تاريخه، وان كنا نعتقد بأن الثقافة الدينية اليهودية والايمان بالشتات كان لهما دور في تلك المعاناة.

-3 هذه النظرة لا تعني اننا نتعاطف مع اسرائيل أو نستضعفها ونداري مظلوميتها، بل على العكس فنحن نظن ان اسرائيل دولة قوية متماسكة تحافظ على امنها وبقائها عبر تدمير اعدائها بقسوة احيانا وبالخبث والدهاء والمكر احيانا اكثر.

-4 جهاز الموساد الاسرائيلي واجهزة الاستخبارات الاسرائيلية الاخرى لها وجود وكوادر مجندة في كل عواصم العالم وبالذات العواصم العربية، وهي اجهزة تعتمد اساليب متقدمة للتحكم في كوادرها الذين لا يعي اغلبهم انهم يعملون لصالح الاستخبارات الاسرائيلية رغم مرور عشرات السنين على تجنيدهم، وقراءة سريعة لكتاب «جواسيس جدعون» مثلاً تعطينا امثلة مخيفة على قدرة الاستخبارات الاسرائيلية في خداع كوادرها المجندة.

-5 نفس هذه الاجهزة الاسرائيلية لها اختراق قوي في دول الغرب وامريكا، حيث تنشأ أو تتغلغل في منظمات وجمعيات نفع عام وتقودها لمصلحة اسرائيل رغم جنسيتها الغربية وشعاراتها الانسانية.

-6 رغم نجاح الديموقراطية في اسرائيل الا انها فشلت في جميع الدول العربية.

-7 الكويت فشلت في ديموقراطيتها الرائدة حتى أمست بعبعا لشعوب المنطقة تنفر منه.

الموضوع:

-1 يعتقد البعض ان هناك اطرافاً خليجية أو عربية لها دور تحريضي أو تمويلي لهدم وتدمير الديموقراطية الكويتية كي لا تصاب دولها بالعدوى الديموقراطية، وان هذا النشاط لمحاربة الديموقراطية الكويتية في عقر دارها قد بدأ منذ ثلاثة عقود.

-2 ربما كان لذلك الاعتقاد مقدار من الصحة، ولكن لا يمكن اتهام دول الخليج بمحاربة الديموقراطيات العربية البعيدة، كالجزائر والمغرب ولبنان حيث انهارت تلك التجارب أو انحرفت كما في مصر والاردن.

-3 لدى اسرائيل سلاحان لا تفرط بهما ولا تسمح لدولة عربية أن تتحصل على أي منهما.

أولهما السلاح النووي. فهي قد دمرت المشروع المصري لامتلاك القدرة النووية عبر الاغتيالات للعقول المصرية المختصة في هذا المجال. كما دمرت المفاعل النووي العراقي على رأس صدام، ودمرت المفاعل السوري وهو في بداية انشائه ولن تتوانى عن تدمير القدرة الإيرانية في أي لحظة.

وسلاحها الثاني هو الديموقراطية التي لا تريد لها اسرائيل تواجدا او نجاحا في الشعوب والدول وحتى الثقافة العربية، فهي تفضل التعامل مع الطغاة الحكام المنفردين بالسلطة وتستغل وجودهم لكسب الغرب واستدرار عطفه وأمواله ودعمه اللوجستي والتكنولوجي.

لذلك فان استبعاد احتمال تدخل الاجهزة الاسرائيلية لإفشال الديموقراطية في اي دولة عربية، هو استبعاد مخل يدل على سذاجة العقل العربي وسطحيته وعدم ادراكه لما يدور حوله.

-4 فشل الديموقراطية الكويتية يتمثل في توقف التنمية منذ عقود واستمرار التأزيم السياسي المتواصل. وهو فشل له عدة اسباب لعل اولها نصوص دستورية اصر البعض على ابقائها دون تعديل ولا تنقيح.

وربما كان ثانيها تدني المستوى الثقافي الدستوري وتعارض الديموقراطية الدينية مع ثقافة البداوة والكلأ المنتشرة بين الكثيرين من حضر وقبائل وهناك طبعاً خطأ حرق المراحل وعدم التدرج في الديموقراطية.

ولكن المؤكد ان هناك تأزيما يومياً مفتعلا على كل شاردة وواردة ادى الى كفر الكويتيين وجيرانهم بالديموقراطية.

-5 مجموعة التأزيم في الكويت لا تتجاوز الاربعين فرداً ما بين نائب وكاتب وناشط سياسي، قد تختلف اسبابهم في السعي للتأزيم ما بين مغمور يبحث عن شهرة، وبين مختزل للديموقراطية بالمعارضة، وبين مدفوع الاجر للقيام بهذا الدور اما اقليميا او غربيا وتحت مسميات مختلفة. ولكن المؤكد ان هؤلاء الافراد الاربعين يقتاتون على بعضهم البعض ويتعاضدون للتأزيم، ويرفع احدهم ليكبس الآخر ازمة بعد ازمة.

وقد نستعرض بعض اسماء هؤلاء الافراد في مقال لاحق.

-6 IREX منظمة امريكية انشئت في الستينات من اغراضها المعلنة دعم الحريات الصحفية والديموقراطية ولكن المتابع لنشاطها في الكويت يجد أن دعمها المالي والمعلوماتي يذهب دائما لأفراد ينتمون لفرقة التأزيم الأربعينية.

-7 كون IREX منظمة امريكية لا يعني ابدا انها خارج السيطرة الاستخباراتية الاسرائيلية، واسرائيل رغم موقفها المشرف من احتلال الكويت الا انها لا يسعدها قطعا ان تنجح الديموقراطية الكويتية أو أي ديموقراطية عربية. ففي مثل هذا النجاح احتمالية لانتشار الديموقراطية في الثقافة العربية وهذا سلاح لا تريد اسرائيل للعرب ان يمتلكوه.

-8 المؤكد ان هناك عدداً لا بأس به وعلى رأسهم عراب المؤزمين ممن يتوهم بان اجره لتأزيم الكويت وتدمير ديموقراطيتها باسم الديموقراطية والدستور والمعارضة، يتوهم بان اجره يأتيه من دول مجاورة، ولا يخطر بباله ان اليد التي تحركه تحركها عقول في تل أبيب.

الخاتمة:

-1 هذه ليست نظرية قائمة على سوء الظن. بل هي محاولة لفهم هذا الجنون المحلي في تدمير الديموقراطية برفع شعارها، وتفريغ الدستور عبر رفع شعار حمايته. فهذا اسلوب يحتاج اما لغباء «الخوارج» او ذكاء «جواسيس جدعون».

-2 من متابعة للساحة السياسية يمكن بسهولة تحديد هويات الافراد الذين يقودون التأزيم اليومي في الكويت، كما يمكن استقراء دوافعهم ما بين السذاجة والنرجسية والكيد الخبيث.

-3 العرب مشهورون بالغرور الفارغ والاعتداد المفرط بذكائهم!!. لذلك لن يصدق بعض المجندين لمخطط تخريب الديموقراطية الكويتية انهم في حقيقتهم دمى بيد الآخرين. ولو علموا لمنعهم غرورهم من الاعتراف بالخطأ. فالاعتراف بالخطأ ليس من شيم العرب... والكويتيين بالذات.

أعزاءنا

قلناها على الملأ عبر شاشة الجزيرة منذ سنوات «طز في الامة العربية في سبيل أمن بلدي». وفي سبيل أمن الكويت «طز» في الديموقراطية. و«طز» في الدستور. و«طز» فيمن يستغله لدمار الكويت.

ونتحدى شنبات أحمد السعدون وشيباته في ان يتصدى لنا.
 

الوطن-مقال اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك