الفضول عند الحوادث... ظاهرة تؤدي للموت أحيانا!!

محليات وبرلمان

2636 مشاهدات 0


ازدحام السيارات.. تجمهر الناس.. سد الطريق.. تكاد تعتقد أن هناك حادثا لعدد كبير من السيارات أو أن معركة دامية قد نشبت بين مجموعتين،  مما نتج عنه هذا العدد الهائل من المتجمهرين في مكان واحد، ولكن عندما تتضح لك الرؤيا عند اقترابك، الا وتجد أن الوضع مثلا حادث لسيارة واحدة أو اثنتين وقد تكون إحدى السيارات تعرضت لاصطدام شديد أدى لانحشار السائق أو من يرافقه، بحيث يستلزم الأمر وصول الجهات المعنية لإنقاذه، لكننا نرى 'فزعة ' فضولية للناس لدرجة أنك تعتقد أنهم يرغبون المساعدة، لكن كل ما في الأمر أن الفضول وحب الإطلاع لديهم  على الأحداث التي تجري،  جعلهم يركنون سياراتهم على جنبات الطريق والنزول لمشاهدة مجريات الأحداث لحين وصول رجال الإنقاذ،  وكذلك لرغبتهم برؤية المشهد الأخير من انقطاع أنفاس شخص يحتضر باللحظات الأخيرة، والانجذاب لسماع  ونات الألم والصراخ.
 يقفون فقط لمشاهدة كيفية إخراج الجسد المصاب أو المتقطع من السيارة  والدماء تتساقط من جسده بغزارة، فهل وصلنا لهذا المستوى أن نقف لنتفرج فقط، لنساهم بمزيد من الفوضى، ونقطع الطريق على سيارات الإسعاف والمطافئ، في وقت ثمين جدا قد يساهم بإنقاذ المصاب، فهل لروح الإنسان  قيمة لهؤلاء الفضوليين ؟!! الذين يقومون في أحيان كثيرة أيضا بإلتقاط الصور!! 
إننا بحاجة لتوعية الناس المتجمهرة لدى الحوادث،  بأن يساعدوا المصابين بالإتصال برقم الطوارئ ومغادة المكان بعد وصول فرق الإنقاذ ويكملوا طريقهم دون إحداث فوضى وازدحام في الطرق، لمجرد فقط الرغبة في المشاهدة، فهل الموت و رؤية الدماء مشهد يستوجب علينا أن نأخذ دورا به، وأن نكون أحد العوامل المسببة لفقدان روح إنسانية قد لا نعلم بلحظتها أنهم ربما يكونون من أهلك، أو ربما قد تكون أنت بنفس الموقف، فهل تفضل أن ياتي الكثيرون لمشاهدتك في هذه الحالة وأنت في أمس الحاجة للمساعدة ؟!! تنتظر وصول الكوادر الطبية لإنقاذك مما أنت فيه وانتشالك من أعين الفضوليين الذين قد يسرعوا بموتك بفضل فضولهم.  
والأدهى والأمر حين يكون من تعرض للحادث امرأة، القيت من سيارتها وسقطت على الأرض وبانت عورتها، ويقول أحدهم في ذات يوم كنت في طريقي وإلا بحادث أمامي وحركة السير معطلة، فترجلت من مركبتي لمشاهدة الحادث وحين اقتربت رأيت امرأة ساقطة على الأرض وساقيها ظاهرتان ولم يقم أحد من المتجمهرين بتغطية جسدها، مع العلم أننا كنا في فصل الشتاء والناس عليها ما يكفيها من اللباس، فقمت بنزع 'غترتي' وغطيت بها جسدها وهي تصارع الموت، ولم أنسى ذلك الموقف منذ تلك اللحظة رغم مرور سنين طويلة.
والفضول لدى بعض الناس دفعهم لدرجة التوقف على الطريق الآخر، وقفز الحاجز الاسمنتي لمشاهدة حادث وقع على الطريق الأخر، وبفعلهم هذا لم يكتفوا بسد طريق واحد فقط بل طريقان، وكل هذا من أجل اشباع فضولهم.


 
                                                    

  

 

الآن - تقرير: نورا ناصر

تعليقات

اكتب تعليقك