حقائق قانونية حول الازدواجية

محليات وبرلمان

يمكن التنازل عن الجنسية الأمريكية لمنع ازدواجيتها مع أخرى

6687 مشاهدات 0

الدكتور ثقل العجمي-أستاذ القانون الدولي بكلية الحقوق – جامعة الكويت

خص الدكتور ثقل العجمي جريدة بالورقة التالية التي هي عبارة عن رأي قانوني في مسألة ازدواجية الجنسية الأمريكية مع أخرى:


حقائق قانونية حول الازدواجية مع الجنسية الأمريكية

د. ثقل سعد العجمي
أستاذ القانون الدولي بكلية الحقوق – جامعة الكويت

لقد كثر الحديث في هذه الأيام حول موضوع الازدواجية فذهب دعاة تطبيق القانون - كما يسمون أنفسهم - إلى المناداة بتطبيق قانون الجنسية الكويتي (المادة 11) والتي تمنع الازدواجية ولكن – كما يقول هؤلاء – فإن هذا المنع لا يشمل الجنسية الأمريكية لأنها تكتسب بقوة القانون كما أنه لا يجوز التنازل عنها بأي حال من الأحوال.  واليك عزيزي القارئ هذه الحقائق القانونية حول التجنس بالجنسية الأمريكية:

أولا: صحيح أن الجنسية الأمريكية تمنح للمولود في الأراضي الأمريكية وبغض النظر عن جنسية أبويه وذلك تطبيقا لمبدأ حق الإقليم الذي جاء في التعديل الرابع عشر من الدستور الأمريكي, ومن ثم تكون جنسية هذا الشخص قد اكتسبها بقوة القانون وليس عن طريق التجنس الاختياري الممنوع في المادة 11 من قانون الجنسية الكويتي.  وفي ذلك نقول أن هذا الأمر قد يكون صحيحاً ومقبولاً بالنسبة للأشخاص الذين يكون تواجدهم في الولايات المتحدة الأمريكية إنما يرجع لأسباب علمية (كالطالب الذي يدرس فيها) أو أسباب متعلقة بالعمل (كالمبعوثين في دورات وغيرها أو العاملين في الولايات المتحدة) ولكنه غير صحيح وغير مقبول إذا كان الأبوين قد قررا السفر إلى الولايات المتحدة قبل أيام أو أسابيع من التاريخ المتوقع للولادة – وعن طريق فيزا سياحية – وذلك فقط بهدف حصول مولودهم الجديد على الجنسية الأمريكية.  والحقيقة أن هذا يعد تجنساً اختياراً على النحو الذي يحظره قانون الجنسية الكويتية إذ إن الاعتبار هنا هو بإرادة والديه اللذين قررا اختيارياً حصول هذا المولود – الذي لا إرادة له في ذلك - على الجنسية الأمريكية.  ولعل هذا الأمر هو ما دفع السفارة الأمريكية في الكويت وعن طريق الإعلان بالجرائد المحلية إلى طلب شهادة تفيد بعدم حمل أي امرأة تريد السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية وذلك بهدف منع ما يسمى بالتجنس السياحي.

ثانيا: إن القول بعدم جواز التنازل عن الجنسية الأمريكية هو قول غير صحيح ويأتي في سياق التجهيل المتعمد بالقوانين سواء كانت هذه القوانين داخلية أو أجنبية أو حتى دولية, ذلك أن القانون الأمريكي وبشكل صريح يجيز مثل هذا التنازل وينظم إجراءاته.  وفي ذلك ينص المادة (أو القسم كما يسمي في القانون الأمريكي) 349 (أ) (5) من قانون الهجرة والجنسية الأمريكي على أن من يريد التنازل عن الجنسية الأمريكية فعليه القيام بذلك أمام موظف دبلوماسي أو قنصلي أمريكي موجود في الخارج.  والنص باللغة الإنجليزية هو:
 'Making a formal renunciation of nationality before a diplomatic or consular officer of the United States in a foreign state, in such form as may by prescribed by the Secretary of State'.      

وبالرجوع إلى قانون الهجرة والجنسية الأمريكي يمكن تلخيص إجراءات التنازل عن الجنسية الأمريكية فيما يلي:
- حضور الشخص الذي يريد التنازل عن جنسيته أمام الموظفين الدبلوماسيين أو القنصليين في أي بلد أجنبي توجد به سفارة أو قنصلية أمريكية.
- يقوم بالتوقيع على قسم التنازل عن الجنسية الأمريكية.
- أن يكون الشخص قد بلغ من العمر 18 عاماً.

وتشير آخر إحصائيات صادرة من السجل الفيدرالي الأمريكي أن متوسط عدد الأشخاص الذين يقومون بالتنازل عن الجنسية الأمريكية سنوياً هو 600 حالة غالبتها تقوم بذلك لدواعي التخلص من دفع الضرائب في المستقبل, بل إن هذه الأرقام قد وصلت ذروتها إبان الحرب الأمريكية في فيتنام حيث تشير الإحصائيات إلى أن العدد كان يصل إلى 2000 سنويا.

وهكذا فإن استمرار تمتع الأشخاص الحاصلين على الجنسية الأمريكية بالرغم من بلوغهم سن الثامنة عشر وعدم قيامهم بالتنازل عن الجنسية الأمريكية قد يضعهم في خانة التجنس الاختياري الذي تمنعه المادة 11 من قانون الجنسية الكويتي.

د. ثقل سعد العجمي-أستاذ القانون الدولي بكلية الحقوق – جامعة الكويت

تعليقات

اكتب تعليقك