العراق يحرّض العالم على الكويت

محليات وبرلمان

عودة لغة الردح والقدح ومحاولة التملص من القرارات الدولية

4469 مشاهدات 0


 قامت وزارة النقل العراقية بإقامة 'حفلا' اليوم الخميس 29 ابريل 2010م   تخلله نفس المواويل السابقة لحكومة بغداد فيما يخص علاقتها بالكويت ، وقد تضمن تهما تشمل اتهامنا بالتصعيد والاستفزاز بالاضافة الى البكاء على اغلاقنا للنوافذ المحيطة بهم ليختمها البيان بتحريض سافر  ضد الكويت، يدعوا فيه دول العالم للضغط على الكويت للتخلي عن حقوقها المدعومة بقرارات دولية صريحة .

  فمحاولة احتجاز الطائرة العراقية التي قامت بالرحلة الأولى لها الى لندن منذ عشرين عامًا جاء على خلفية دعوى تقدمت بها الخطوط الجوية الكويتية لدى المحاكم البريطانية، مطالبة بتعويضات عن الأضرار لقاء سرقة عشر طائرات كويتية  أثناء الغزو العراقي الغاشم للكويت في 1990.


 الهياج العراقي الذي صاحب القضية اليوم هو نفس السيناريو الذي امتهنه اخوتنا 'الأعزاء' في بغداد للخروج من كل التزام دولي ، حيث العويل والاحتجاج واتهام الكويت بكل الموبقات للخروج من الاستحقاقات الدولية التي ارتضت العراق ان تنفذها منذ انضمامها لمنظمة الامم المتحدة  قبل 65 عاما .

  لقد تولدت لدينا في الكويت مناعة ضد كل منطق اعوج تستخدمه بغداد  للتهرب من  واجباتها ، بدأ من انكار وجود الاسرى في عصر الطاغية صدام الى حجج عدم دفع التعويضات والديون ، ثم  قضية الخروج  من المواد 39، 41، 42. من الفصل السابع للامم المتحدة والتي يعرفها  العراقيون منذ ان كتبت في معاهدة سان فرانسيسكو لعام 1945.   ومع ذلك استمرت  الحكومة العراقية بطرح  مشروع يقضي بإخراج العراق من البند السابع لأنه  كما يقولون يضر بالسيادة ويجعل من العراق دولة من الدول التي تتولى شؤونها دولة أخرى في قفز مخل للمنطق والاعراف الدولية التي تقول ببساطة:  التزم بقوانين الامم المتحدة  ثم تمتع بالسيادة التي تدعي نقصانها .

 إن الديون الكويتية  بكافة اشكالها-قروضا وتعويضات- موضوع  قد تجاوزناه في الكويت ، ولا حل الا بتطبيق ما صدر من قوانين دوليه في هذا الصدد، ولن يثنينا عن ذلك ما يسوقه العراقيون من اوصاف قاسية لما قمنا به واعتبارهم ذلك سلوكا تصعيديا واستفزازيا.

 لقد كان من ضمن عويل وزارة النقل العراقية  انتقادها للكويت التي  كما تقول   مصرة على  'ملاحقة العراقيين ومضايقتهم حيثما حاولوا فتح نافذة جديدة للانفتاح على العالم والخروج من المعاناة التى يعيشونها منذ عدة عقود. '   لكن نبرة االاستضعاف وتحميلنا الذنب لم يطل وقتها، لتتكشف الطباع الحقيقة لكاتب البيان، حيث راح محرضا العالم على الكويت حين قال ' نطالب جميع أشقائنا العرب والأصدقاء بالضغط على الكويتيين لثنيهم عن هكذا تصرفات '.   

إن غياب حكومة عراقية، ومرحلة الفراغ السياسي ومحاولات تشكيل حكومة عراقية، وإعادة فرز أصوات الناخبين، عوامل ستجعل من الكويت هدفا للغة القدح والردح في القادم من الأيام، طمعا في كسب التأييد للكتل التي تطمح بتكشيل الحكومة القادمة، وعلى حكومتنا أن توضح موقفها من هذه المسألة وبأسرع وقت لشعبنا وأشقائنا وأصدقائنا، و لايخلو الجو للغة التصعيد العراقية غير المبررة.
 

 

د.ظافر محمد العجمي المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

تعليقات

اكتب تعليقك