مقال لاذع للوشيحي ضد الرئيس، فهل يقاضيه؟

زاوية الكتاب

كوارث سموكم أسوأ من الجراد فقد قضت على الزرع والضرع والماء واليابسة

كتب 10592 مشاهدات 0


لا زال الكاتب محمد الوشيحي يتعرض للمساءلة القانونية بسبب مقالاته الناقدة لسمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح، وقد وصلت ملاحقة سموه للكتاب إلى مصر الشقيقة حيث رفع على الكاتب محمد الوشيحي قضايا عدة ضد ما كتبه حيث يكتب في الدستور المصرية.(الروابط:

http://www.alaan.cc/pagedetails.asp?nid=53258&cid=48

و

http://www.alaan.cc/pagedetails.asp?nid=58777&cid=71

 وقد نشر الوشيحي آخر مقالاته في الصحيفة المذكورة اليوم الجمعة، منتقدا اللقاء التلفزيوني لسمو الرئيس الذي أسماه الوشيحي بالكارثي. الوشيحي سطر انتقادات لأداء سمو الرئيس وحكوماته والفساد الذي سجل بعض نماذجه في مقاله الذي اختارته 'مقال اليوم'، والتعليق لكم:

اللقاء التلفزيوني الكارثي

عيدكم مبارك...

إذا هطل المطر ارتدينا معاطف واقية، لكن ما العمل إذا ما هطل الفشل؟ سماء الكويت تهطل فشلاً غزيراً سيغرقها.

وقبل أيام، وبالتحديد مساء السبت الفارط، فرطَني القضاء والقدر بمشاهدة اللقاء التليفزيوني الأول لسمو رئيس حكومة الكويت، الشيخ ناصر المحمد، بعد انتظار طال وطال وطال حتي انحني، فلطمتُ ما استطعت إلي ذلك سبيلاً، وهمهمت «ربنا لا تحمّلنا ما لا طاقة لنا به». ولأننا نحن العرب تربطنا اللغة والدين والدم فلماذا لا يربطنا اللطم؟ شاهدوا اللقاء أيها العرب في برنامج «يوتيوب» تحت عنوان «لقاء رئيس الوزراء مع قناة الكويت». وادعوا لنا بالرحمة.

ولن أتحدث عن طريقة كلام سمو الرئيس وأدائه، ولن أصدق من يدّعون، وما أكثرهم، أن «غترته» تخفي سماعة في أذنه اليسري يتلقي من خلالها الدعم اللوجستي، ولن أعلق علي نبرته الحانية التي طبطب بها علي أكتاف الشباب، ولا يهمني كل هذا القطع والمونتاج الذي تعرض له اللقاء قبل بثّه إلي أن «انسحك» لونه، ولا تهمني شكليات اللقاء كلها، أنا فقط سأعلق علي مضمون ما قاله سموه.

وأكبر مشاكلنا مع سموّه أنه لا يعاني «فوبيا الطيران»، لذلك يصرف أوقاته ببذخ في الجو محلقاً علي رأس جيش عرمرم ضخمخم يخَسي(1) الرايخ الثالث، في سياحة باهضة التكاليف ترتدي البشت الرسمي، وبرر ذلك بتبريرات تضحك الجالس علي قبر أمه.

والجميل أن سموّه تعامل مع المعارضة من باب «الجيب واحد»، لذلك استحوذ علي كل ما قامت به المعارضة وجيّره لحسابه، فأعلن اعتزازه بصعود منصة الاستجواب، وهو الذي كافح وكافح كي لا يصعدها، ونجح في ذلك مرات ومرات، وحُل البرلمان تفادياً للاستجواب، ووافق علي قوانين كان يرفضها بشدة خشية الاستجواب، ووو، وأخيراً صعد المنصة مُكرهاً لا بطل، لكن في جلسة سرية.. معلش.

وتحدث سموّه عن وجوب تطبيق القوانين، ولم يشرح لنا كيف طبّق القانون علي ملعب «ستاد جابر» (قصته طويلة ومضحكة، مختصرها أن بناءه تم منذ نحو عشر سنوات ولم ينته بعد، والمبالغ التي صرفت عليه تُخجل كل المقاولين في كوكب الأرض). ولم يتحدث سموّه كذلك عن الفساد في عقد «مستشفي جابر»، الذي تم توقيعه عام 2004، وقفزت قيمته من 40 مليون دينار إلي 315 مليون دينار (الدينار يعادل نحو 20 جنيهاً، فاستعينوا بآلاتكم الحاسبة، واستعينوا بالصبر والصلاة)، ومع ذا مازال المقاول يحفر الأساسات. أيضاً لم يبيّن سموّه لنا كيف طبّق القوانين علي «عقد طوارئ الكهرباء»، ولم يتحدث عن «كارثة مشرف»، ولا عن الفتنة الطائفية التي يستخدمها أصدقاؤه المقربون، ولن أقول بتحريض منه، بل سأقول «بغضّ طرف»، ولم يتحدث عن تقارير المنظمات العالمية عن ارتفاع درجات الفساد عندنا بشكل مرعب منذ أن تولي سموه رئاسة الحكومة. والقاضي المصري العظيم المرحوم زكريا حذيفة يقول في حكمهِ التاريخي: «عندما تفسد أي مؤسسة فهذا يعني أن القائمين عليها فاسدون»، وإذا كانت حكومتنا فاسدة فالقائمون عليها فاسدون بالتبعية. نقطة.

كذلك تحدث سموّه عن الحريات، وتباهي بوجود الـ«آي بود» في الكويت، وأنا لا أعرف ما علاقة الآي بود بالموضوع، لكنني أعرف أن المحامي فيصل اليحيي دفع ثمناً باهظاً عندما طالبَ الرئيس بالرحيل، وأعرف أن الرئيس أغرق النيابة بقضاياه التي رفعها علي كتّاب الرأي، وأعرف أنه يهتز من مقالة تنتقد أداءه السياسي الهش، وأعرف أنه لو كُتب عنه ربع ما كُتب عن رئيس الوزراء المصري الدكتور نظيف، بل حتي الرئيس مبارك، لانشغلت محاكم أمريكا اللاتينية وأوروبا وأفريقيا السوداء بقضاياه التي سيرفعها ضد الكتّاب ومصانع الأوراق والأقلام والكاميرات وكل من يقوده حظه النحس إلي السير في طريق سموّه.

أيضاً تحدث سموّه عن أن «مسطرته» هي تقارير ديوان المحاسبة، ويبدو أن مسطرته المباركة معكوفة، إذ لم يصحح ما أشارت إليه المسطرة. وتحدث عن تطبيق القوانين، ونسي أنه استخدم المناصب الحكومية للترضيات وشراء الولاءات، كما اتهمه بعض النواب، والدليل الأخير هو تعيين زوج الست النائبة ومنحه درجة وكيل وزارة.

إجمالاً.. أسئلة اللقاء التليفزيوني كانت علي شاكلة: «ما الكلمة التي توجهونها سموّكم إلي الشباب؟»، و«ماذا تقول سموّك بعد كل هذه الإنجازت الرائعة؟»، وهذا يُسمّي في علم لعبة الكرة الطائرة «نظرية الرفع والكبس»، ومع ذا اصطدمت «كبسات سموّكم المباركة» بالشبكة المباركة، وهو شرف تحظي به الشبكة.

وإذا كان الجراد يقضي علي الزرع، فكوارث سموكم المباركة تقضي علي الزرع والضرع والماء واليابسة، والناس تردد «شيلمهن» (2).. سمو الرئيس سأعترف لك، أنت لم تهزم مؤسسات الدولة فقط، ولم تهزم البرلمان والإعلام فحسب، أنت هزمت نفسية الإنسان الكويتي، منذ أن «بركت» علي مستقبلنا وخنقته. مبروك.

استمر سموّك وسنتدبر نحن أمر دموعنا، وستستمر الكويت فاردة ذراعيها وهي تسير علي الحبل الموصول بين جبلين خشية السقوط، وقريباً سيسمع الناس دوياًّ هائلاً.

وعلي طريقة أسئلة اللقاء سأطرح شوية أسئلة سخيفة: «في هذه المناسبة العطرة، ماذا تقول سموّك لمهاتير محمد؟، وماذا تقول للشعب بعد أن أضحت الكويت الأكثر فساداً بين دول الخليج؟ وماذا تقول ودولتك هي الأغني ومع ذا تعاني من انقطاع مضحك للكهرباء؟ وماذا تقول لقطر التي استجديناها كهرباء فرفضت؟».. وأخيراً، هنيئاً لك ولنا صداقة المهري وزيارته في بيته.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يخسي: لها استخدامات عدة، ومعناها هنا «فشر».

شيلمهن: كلمة عراقية استولي عليها الكويتيون بوضع اليد، وهي سؤال استنكاري يختصر جملة طويلة «كيف نستطيع حصر كل هذه الأشياء المتناثرة؟».

 

الدستور المصرية-مقال اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك