لا أمطار على 'الكويت' حتى الآن ؟!

محليات وبرلمان

خبراء: الرياح الشمالية الغربية سيطرت فتعذر هطولها

7272 مشاهدات 0

لا أمطار حتى الآن- صورة أرشيفية

أرجع فلكيون وخبراء تنبؤات جوية عدم هطول الأمطار للموسم الحالي الى عدد من العوامل الاساسية أهمها سيطرة الرياح الشمالية الغربية على أجواء الكويت حيث يتعذر هطول الامطار مع استمرار هبوبها فضلا عن حالة الجفاف التي تؤثر في غالبية منطقة الشرق الأوسط وبينها الكويت.
واتفق هؤلاء في تصريحات منفصلة لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم على ان ازدياد المرتفعات الجوية التي تسود المنطقة ساعد بابعاد الغيوم الممطرة عن المنطقة كون هطول الأمطار يحتاج سحبا منخفضة ومنخفضات جوية تمر على مسطحات الخليج وتتشبع بالرطوبة فتؤدي الى هطول الأمطار.
وعن العوامل التي تنبىء بموسم شحيح بالمطر قال خبير التنبؤات الجوية والبيئة في ادارة الأرصاد الجوية عيسى رمضان ل( كونا)انه لوحظ عدم هطول أية أمطار خلال شهري أكتوبر ونوفمبر الماضيين مع استمرار الانخفاض بدرجات الحرارة.
بالمقابل توقع رمضان هطول بعض الأمطار في الربع الأول من ديسمبر الجاري في وقت ستستمر درجات الحرارة بالانخفاض التدريجي لتصل العظمى منها الى دون 25 درجة مئوية نهاية الاسبوع الجاري ويكون الطقس مشمسا ومعتدلا خلال النهار حتى نهاية الشهر.
واضاف ان درجات الحرارة الصغرى ستنخفض دون 10 درجات مئوية خلال ساعات الليل في المناطق الصحراوية ويكون الطقس باردا بشكل واضح مع بداية هذا الشهر.
كما توقع أن تكون أمطار هذا العام اقل من المعدل العام البالغ 115 ميلليمترا وان شتاء هذا العام سيكون أبرد من العام الماضي حيث ستؤثر المرتفعات السيبيرية في شبه الجزيرة العربية ويعد ذلك من الأسباب الرئيسية التي تحد من المنخفضات الجوية المطيرة وحركتها شمال خط عرض 34 درجة شمالا من المنطقة العربية.
وأوضح ان الظواهر والمتغيرات في حالة الطقس في المنطقة العربية ومنطقة الخليج العربي ترجع الى علاقتها بالمتغيرات المناخية العالمية وحركة نظم الضغط الجوية في طبقات الجو العليا وانحرافها من مساراتها الطبيعية في نصفي الكرة الشمالي والجنوبي فيتغير توزيع كمية الأمطار في مناطق مختلفة من العالم.
وقال رمضان ان هذا التغير أصبح واضحا على منطقة الجزيرة العربية وبلاد الشام والعراق لناحية قلة كمية الأمطار والجبهات الهوائية الدافئة والباردة بشكل واضح بسبب حركتها شمالا عن خطوط العرض الجنوبية خلال فصلي الخريف والشتاء ما سبب مشكلة كبيرة وشحا في المياه بالمناطق العربية خصوصا تلك المعتمدة في ري محاصيلها الزراعية على مياه الأمطار المتساقطة بفعل أمطار الخريف والشتاء.
من جانبه قال الباحث الفلكي عادل السعدون ل(كونا) ان سيطرة الرياح الشمالية الغربية على المنطقة لعبت دورا اساسيا في ندرة الامطار.
واضاف السعدون انه وفقا للتوقعات فإن نسب الأمطار المتوقع هطولها ستكون قريبة من تلك التي هطلت العام الفائت وان لم تسجل أية نسب لسقوط أمطار الآن لخلو الرياح من الغيوم والسحب المطيرة والتي عادة ما تكون على شكل سحب ركامية فضلا عن غياب الرياح الجنوبية الشرقية (رياح الكوس)التي تكون عادة مصحوبة بكميات أمطار.
من جهته قال الباحث والخبير الفلكي عادل يوسف المرزوق ان هناك أسبابا كثيرة لعدم سقوط الأمطار وبينها قلة الغطاء النباتي للتربة ما يساعد على تفككها ويعرضها للتطاير لدى تعرضها لرياح شديدة السرعة بمعدل بين 60 الى 80 كيلومترا في الساعة التي تسبب الغبار أو (الطوز).
واضاف انه هناك سببا ثانويا لقلة الامطار يتعلق بمدة ظهور الشمس في الأفق التي تزيد عن (30ر13) ساعة في اليوم صيفا بينما شتاء يكون وجود الشمس في الأفق (15ر10) ساعة يوميا ما يؤدي الى ارتفاع درجات الحرارة نهارا وانخفاضها ليلا.
وذكر انه وفضلا عن ذلك نجد في نصف الكرة الأرضية الشمالي ان الانخفاض الجوي وكذلك المرتفعات الجوية تتحرك من الغرب الى الشرق وحركة الرياح المصاحبة لهذه الضغوط تكون عكس اتجاه عقارب الساعة.
وبين انه اثر ذلك تخرج الرياح من المرتفعات الجوية وتسير الى المنخفضات الجوية في محاولة لملء هذه المخفضات لذا نجد تغيرات في حالة المناخ عندما تتعرض منطقة الخليج الى حركات الرياح بفعل انتقالها من المنخفض الجوي الى المرتفع الجوي ما يؤدي الى تغير مناطق الضغط الجوي.
وأشار الى تغيرات في المناخ عندما يتحرك المنخفض الجوي ويتجه الى المنطقة فانه يتقدم من جهة الغرب ويسير شرقا وتكون حركته دائرية معاكسة لاتجاه عقارب الساعة ونرى أن الرياح المصاحبة له تصل قبل وصول هذا المنخفض الى المنطقة بمعنى أن الرياح التي تكون في مقدمة المنخفض تصل الى منطقة الخليج وهو لا يزال في القارة الافريقية وتكون الرياح التي تصل الينا هي الرياح الجنوبية التي عادة تكون دافئة ويمكن ان تترافق بالأمطار خلال فصل الشتاء.
واوضح المرزوق انه عندما يصل المنخفض الجوي ويتمركز في منطقة الخليج فإن حركة الرياح أو كما تسمى بحركة التيارات الهوائية تتغير وتصبح تصاعدية اي أن الهواء يتحرك من أسفل الى أعلى بسبب ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض في هذه المنطقة فتتكون الغيوم المصحوبة بعواصف رعدية وكثيرا ما تكون غيوما مسقطة للأمطار.
وذكر انه بفعل حركة الرياح هذه يتكون نوع من أنواع الأعاصير الموسمية التي تهب على منطقة المحيط الهندي القريبة من الخليج.
واشار الى انه من خلال هذه الحركات للمنخفضات الجوية التي تمر على منطقة الخليج اضافة الى اثر درجات الحرارة يؤدي ذلك الى اتساع أو ضيق أو تغير في مكان هذه المنخفضات لذا فان منطقة الخليج ومعها الكويت تتأثر بالحالة المناخية ويؤدي ذلك الى تزحزح في مناطق الضغط الجوي بصفة عامة من المناطق السابقة.
وقال المرزوق ان منطقة الخليج تتأثر بمناطق الضغط المرتفع الآسيوي التي تتصل بمنطقة الضغط المرتفع الأزوري وتكون منطقة ضغط مرتفع هائلة الحجم وهي نتيجة لحركة الشمس الظاهرية وانخفاض درجات الحرارة.
وذكر انه تتكون فوق المحيط الهندي منطقة من الضغط المنخفض تسمى منطقة الضغط المنخفض الآسيوي ويمتد هذا المنخفض شرقا الى جنوب شرق قارة آسيا وغربا الى أواسط القارة الأفريقية الذي يسمى هناك بالمنخفض السوداني.
وقال انه انطلاقا من هنا نستنتج ان التقاء الضغط المرتفع الأوراسي بالمنخفض السوداني مع تأثير الرياح النفاثة الباردة التي تسير في طبقات الجو العليا هي العامل الأساسي في سقوط الأمطار.
وأشار الى أنه بالنظر الى خرائط الرياح النفاثة فإننا نجد أن هذه الرياح تسير بخط مستقيم من الغرب إلى الشرق لكنها عندما تدخل الجزيرة العربية فإنها تنحرف نحو الجنوب وتبتعد كليا عن الكويت وتتجه نحوالبحرين وقطر والامارات وعمان في طريقها الى وسط أسيا.

الآن - كونا

تعليقات

اكتب تعليقك