الشيعة ليسوا بجيب أحد

زاوية الكتاب

محاولات فاشلة للدفع بتحويل معارضة الحكومة طائفيا

كتب 13533 مشاهدات 0

بدر ششتري

د. جوهر والطرف الثالث

لست هنا بصدد الدفاع عن موقف الدكتور حسن جوهر في الاستجواب الأخير على الرغم من انه يستحق الدعم والتأييد والإشادة في وجهة نظري على الأقل ، فموقف بومهدي جاء متسقا مع أطروحاته ومنسجما مع تاريخه السياسي الممتد منذ عام 1996 إلى الآن .
ولست هنا أيضا بصدد  مهاجمة وتفنيد أراء المعسكر الأخر المناصر لسمو رئيس مجلس الوزراء ، فلهم كل الحق في اختيار مواقعهم السياسية والدفاع عن وجهة نظرهم الرافضة للاستجواب أياً كانت دوافعهم وأهدافهم  ، فمن الطبيعي أن ينقسم الناس إلى طرفين ( مؤيدين ومعارضين ) في هذه القضية او تلك .
لكن المفاجئ أو ' المقرف ' في هذا الاستجواب تحديداً هو ظهور ' طرف ثالث ' يريد أن يدفع بهذا الاستجواب ' السياسي ' لجعله قضية مذهبية وطائفية !! ومحاولة تصوير أن الدفاع عن سمو الرئيس ومهاجمة خصومه هو دفاع عن المذهب والطائفة وحقوقها !! مستغلا بذلك وجود بعض الأطراف المؤيد ة للاستجواب ممن يحملون أفكار وأطروحات طائفية اعتادوا من خلالها مهاجمة الشيعة ومعتقداتهم الدينية في كثير من الأحيان ، على الرغم من وجود نفس الفئة في الطرف الآخر إلا انه يجب التصدي لكل هذه الألسن المثيرة للفتنة أيا كان مصدرها وموقعها .
فمن هو هذا الطرف الثالث؟؟ وماذا يريد ؟؟ وما هي أهدافه ؟؟
الطرف الثالث هو شخص محدث نعمه ووجيه جديد ، فلا تاريخ يعرف له قبل 2006 ، ظهر فجأة في المجتمع ' الشيعي '  ، وراح يتصرف على انه كبيرهم ، فصار يدفع الملايين في كل اتجاه ليكون هو القيصر الجديد أو ' مردوخ ' الكويت ، يوزع العطايا ويمنح صكوك الغفران ، يكافئ من يشاء وينزل العقاب على من يخالف أوامره ، حتى أصبح الكثير من المرتزقة يلهثون وراءه عارضين خداماتهم عليه ، ليظفروا بمنصب هنا ومركز هناك من خلال علاقاته الممتدة على طول البلاد وعرضها أو ليغدقهم بماله الوفير لينعموا بعده بحياة رغيدة هنيئة فالتقت المصالح هنا ، فهم يريدون المناصب والسلطة والمال والشهرة ، وهو يريد كراماتهم وإراداتهم وحريتهم ومستقبلهم ، أي صفقة رخيصة هذه !!
 فهذا الطرف الثالث يريد أن يوصل رسالة إلى من يعنيه الأمر مفادها أن الشيعة جميعهم في ' جيبي ' ، وأنه صاحب القرار الأول في توجيهنا حيثما يريد ، فصار يتفاوض باسمنا ، ويساوم علينا ويعقد الصفقات السياسية والتجارية وغيرها نيابة عنا ، ليزداد نفوذه وقوته وسطوته فتكون كلمته هي العليا وكلمة المخالفين له هي الدنيا .
أما الذين يفترض بهم مقاومته والتصدي له ولمخططاته ومحاربته من الفرقاء السياسية الشيعية نجدهم اليوم وللأسف إما راكعين أمامه وباعوا ما باعوه من قيم ومبادئ أو فضلوا الحياد والمهادنة خشية من إعلامه وأمواله ، أما الأقلية ' القليلة ' فهم من حاربوه بأضعف الإيمان أي بقلوبهم واكتفوا بذلك .
إلى أن جاء موقف الدكتور حسن جوهر البطولي والتاريخي ، وكسر هذا الاصطفاف الطائفي وانتصر لقناعته وضميره ، وافسد مخططهم البغيض الذي صور الشيعة في ' جيب ' هذا الطرف الثالث ، وأكد للجميع أننا كأي جماعة أخرى في المجتمع لنا أرائنا المتباينة والمستقلة حول القضايا السياسية المختلفة .
فحاولوا تشويه الرجل وصورته ، شككوا في نواياه ، زايدوا على شيعيته فقالوا ما قالوه عنه وعن تاريخه المشرف ، لكنه كعادته وقف وحيداً أمامهم جميعاً ، يحمل بداخله قلب حديدي وعينين تشع منهما العزة والفخر ، ولأنه يدرك بأن دوام الحال من المحال وستدور الدوائر على الجميع ، فلن يجدوا حينها إلا موقف بومهدي ليتمسكوا به ويستشهدوا به للدفاع عن أنفسهم  ، وسيدرك الجميع حينها أيضاً بأن الدكتور قد قدم الكثير وهم تخاذلوا فشكرا د. حسن .... شكراًً من القلب . 

    بدر ناصر ششتري

كتب بدر ششتري

تعليقات

اكتب تعليقك