الزيد ناصحا الحمود وكاشفا عن مخطط لضرب التجمعات المقبلة :

زاوية الكتاب

'هناك قوى بالسلطة تريد ان تكيد بك فلا تتبع طريقة سلفك جابر الخالد الذي بعد ان انتهوا من استخدامه أجلسوه في بيته لا يستطيع حتى ان يتسلى بلعب الدامة' !!

كتب 3700 مشاهدات 0

الحمود والزيد

كفاكم حماقات !

زايد الزيد

      إن صحت المعلومات المتداولة حاليا ، بشأن تغيير طريقة تعامل قوات الأمن ، مع المتظاهرين في الجمعة المقبلة ، باتجاه التشدد والقمع ، في حال قرر شباب التغيير الكويتي ، إقامة جمعتهم في أي مكان غير ساحة الارادة ، إن صح هذا الأمر ، فهذا يعني أننا أمام سلطة لا تتعلم أبدا من أخطائها السابقة ، فضلا عن عدم تعلمها من أخطاء الآخرين !

      ونحن أمام أسئلة بديهية تلقي بنفسها في دائرة الأحداث : لماذا ينزعج التيار المتشدد في السلطة ، بعد أن مرت تظاهرة ' جمعة الغضب ' الفائتة بسلام ؟ ألا يفترض بهذا الأمر أن يدفع للفرح والارتياح بدلا من الانزعاج والامتعاض ؟ ألا يفترض بالتيار المتشدد أنه اكتشف كذب ادعاءات ما أسميها ب ' شلة السفالة والانحطاط والارتزاق ' ، التي مابرحت تبث الرعب في نفوس الناس ، بوجود مندسين ومخربين ، في أوساط تلك التجمعات ، ليكتشف الجميع – بعد انقضاء جمعة الغضب - بأن كذبهم محض تخويف وافتراء وفجور ؟

      إن مكان التجمع يفترض أنه ليس غاية بحد ذاته لا للقوى الأمنية ، ولا لشباب التغيير أيضا ، فالأساس هو تمكين أي فئة ، تريد التعبير عن رأيها بالطرق السلمية ، وهذا ماقام به شباب التغيير ، في كل فعالياتهم السابقة ، وهذا أيضا ماسيفعلون في الآتي ، فحرصهم على استتباب الأمن كبير ، ووعيهم بما يفعلون وينشطون أكبر ، فلماذا التشدد الذي لن يحصد المتشددون من وراء نتائجه سوى المر والعلقم ؟!

 إن نية التيار المتشدد في السلطة لضرب التجمعات السلمية المقبلة ( وفق المعلومات الرائجة اليوم ) ، تكشف بكل وضوح أنه هو المؤزم الحقيقي ، وهو من يريد تفجير الأوضاع ، وليس شباب التغيير ، ولا حتى النواب المعارضين لسياسات الحكومة !!

      ولنتحدث بصراحة أكبر ، فهناك في السلطة اليوم – وتحديدا دعاة التشدد فيها – من يقوم بالتحريض على نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ، الشيخ أحمد الحمود ، بسبب تعامله المتزن والعقلاني ، مع التجمعات السلمية ، منذ دخوله الوزارة في فبراير الماضي ، فالرجل جاء في أعقاب أحداث ديوان الحربش المؤسفة ، ويبدو أنه قرر ، أن يرمم صورة القوى الأمنية ، التي تشوهت بفعل تلك الأحداث ، ونجح الرجل إلى حد كبير في هذا ، وحقق لنفسه شعبية كبيرة ، في نفوس عموم الناس ، ويكفي تدليلا على ذلك أنه زار ديوان النائب مبارك الوعلان ، في أول يوم عمل له ، حينما احتضن الوعلان ندوة للانتصار لعبيد الوسمي ، الذي كان يقبع حينها في السجن ، ولم يكتف  الحمود بهذا الفعل الطيب ، بل أنه زاد عليه بالاستجابة  لطلب الوعلان في سحب قواته من منطقة الأندلس برمتها ! لكن هيهات أن يترك  الرجل ، ليستمر بالعمل وفق هذا المنهج ، بوجود عناصر متشددة في السلطة ، لاتريد للبلد أن يهدأ ، ولا لأهل البلد أن يهنأوا ، تلك العناصر المتشددة في السلطة ، يبدو لي أنها تسلك طريق التشدد لعدة أسباب ، أبرزها أنها لم تعرف من قبل ، غير التشدد وسيلة للتعامل مع الآخرين ، ثانيها أن التعامل العقلاني والمتزن مع التجمعات السلمية ، من جانب من يشغل كرسي الداخلية ، يكسبه تعاطف الناس والقوى السياسية والنيابية ، وهو أمر لايريده دعاة التشدد في السلطة ، لأنهم يعتقدون أن هذا أقصر طريق للوصول إلى قلوب الناس ، وربما يكون مساعدا للوصول إلى سدة الحكم ، وبالتالي يعملون جاهدين على حرق الوزير ، بحجة أنه يعمل لنفسه مجدا خاصا ، والتهمة الآخيرة تعتبر من ' الكبائر ' حالما تصل إلى مسامع ' الكبار ' !

      إذا ، الشيخ أحمد الحمود أمام مفترق ، فالتيار المتشدد في السلطة يريده ، واجهة له ، وأداة بيده ، يحركونه كما يشاؤون ، وفق نموذج سلفه الشيخ جابر الخالد ، الذي استخدمه هذا التيار في كل معاركه مع الخصوم ، وسرعان ماقدموه كقربان للخصوم ذاتهم ، عندما هبت رياح التغيير العربي ، فأجلسوه في بيته ، لايستطيع حتى أن يتسلى ، أو يضيع وقته الطويل ، في لعب ' الدامة ' ، خوفا من أن يشمت به النائب مسلم البراك ، وغيره من النواب ، الذين دخلوا معه في مواجهات سياسية عنيفة ! كما أن الحمود شهد أيضا أن سلفه جابر الخالد أدخل نفسه في دهاليز القضاء متهما ، والمفارقة أن القضية التي رفعها النائب الوعلان على الخالد هي الوحيدة التي أخذت طريقها في الوصول لمحكمة الوزراء من بين كل القضايا التي رفعت على الداخلية على خلفية أحداث ديوانية الحربش ، فهل يرضخ الحمود بهد كل ماجرى ويجري ، لرغبات التيار المتشدد ، ويخسر كما خسر غيره ، ممن ارتضى لنفسه أن يكون أداة بيد الغير ؟ أم يختط لنفسه ، نهجا مستقلا في العمل ، يقوم على احترام الدستور وتطبيق القوانين ، فيكسب نفسه ، والآخرين ؟
     
 هذا ماستكشفه الأيام ..

النهار - مقال يفرض نفسه

تعليقات

اكتب تعليقك