((الآن)) تنشر ما لم ينشر للقناعي

زاوية الكتاب

وثيقة أزمة وأربعين حرامي والقادم في الطريق هو الأصعب

كتب 4777 مشاهدات 0


حصلت على مقال للكاتب عبدالعزيز القناعي لم ينشر، وننشره أدناه كما هو:

ارتكاز
وثيقة الأزمة.. والاربعين حرامي
قد تواجه الحكومة حاليا مرحلة خطيرة من التحديات والصعاب، ولكنها ليست بالمرحلة الأصعب أو التى لا يمكن التكهن بعواقبها وتداعياتها، فالضبابية التى تحيط بالمشهد السياسي نابعة من عجز المواطنين، كأفراد ومسؤولين في تحديد الأخطاء والتعامل معها، فما حصل على الساحات المختلفة من تجمعات شبابية طابعها العدوانية والتصعيد كانت بمثابة سلسلة من التحديات وعصيان الأمر من قبل نواب التأزيم والارهاب، والتى هي بلاشك كانت منطلقة من دوافع متعدده، ولعل أوضحها التنفيذ لأجندات داخلية وخارجية بصورة سريعة الايقاع والأثر، وقد رأينا بداياتها في قضايا الشحن الطائفي والوحدة الخليجية والمواقف المتضاربة حول ثورات الربيع العربي، وإما بخصوص الكوادر الشبابية التى خرجت الي الساحات فهي بمثابة التابعين وقطاع الطرق يخرجون متى ما استدعاهم 'على بابا'  للخروج الي غزوات برية، وهم هنا، ليس لهم أي تأثير سياسي واجتماعي على الساحة المحلية، وربما يقع هذا التصرف على درجة كبيرة من الأهمية لو أنه أنطلق من داخل وجدان أبناء الوطن كافة وليس كما هو حاصل فقط في الاتجاه الديني القبلي، والذى بالتالي لا يحظى بأي دعم من قبل التيارات الحضرية الكويتية، فمواقف الكتل البرلمانية آخذه بالاختلاف والاتساع في تفسير وجهات النظر بحسب المواقف السياسية والحسابات الشخصية، والتكتل الوطنى ومواقفه مؤخرا تصب في هذا الاتجاه المتضارب، وحتى بعض التكتلات والتى أصبح لها مؤخرا قيادة الشارع الغوغائي قد منيت بخسائر في سبيل تنفيذ أجنداتها الخارجية، وليس أصدق من ذلك ما حصل في تجمع يوم جمعة الوثيقة حيث مني الجميع بخذلان الشعب الكويتي في الوقوف معهم.
الأزمة في الكويت ليست بمجلس الأمة أو في شخص ناصر المحمد وخلافات الأسرة، بل هي أعمق من ذلك، هي في سيطرة الخطاب الديني القبلي السياسي وقتاله من أجل السيطرة على الشارع الكويتي وتحويله الي اقطاعية كاملة لهم مستغلين للديمقراطية ودولة المؤسسات والقانون، والأزمة، هي آخذة بالاستمرار والتصعيد الشوارعي، فما هو مفهوم لهؤلاء النواب والمؤزمين هو الفشل للجميع، كحكومة ومجلس أمة، في حال عدم نجاحهم تحت أي ظرف من الظروف لتحقيق اجنداتهم وشروطهم، والأزمة في الكويت تكمن في أخلاقية المنهج والمعايير، فعلى سبيل المثال، فما مارسه المغرد أبل من حرية التعبير، دخل في معايير أخرى من خطوط وضوابط ما يعرف بالخطوط الحمراء، وأين ومتى يجب أن تتوقف، في حين قد تناسى الجميع أو غفلوا عن المبدأ الحقيقي للحرية والديمقراطية، وهنا ايضا، فهذا المبدأ يتصادم و يدخل في دهاليز الواقع الاجتماعي الكويتي من حسابات الطائفية والنزاعات القبلية والحضرية والتى هي بلا شك من يجب أن نتخوف من أن تصعد للعلن بصورة مفاجئة وعدوانية من قبل جميع الاطراف وذلك نتيجة الاحتقان الداخلى لفترات طويلة، ولعل أوضح أنبعاث لها ما مارسه النواب من فواصل النزاعات النيابية داخل المجلس، والتى هي بلاشك تعبر عن أمتداد للشارع والناخب الكويتي، مما يرجح بأن تكون المرحلة الأصعب في طريقها إلينا.
عبدالعزيز عبدالله القناعي

الآن-خاص

تعليقات

اكتب تعليقك