ها قد عاد النظام مرة أخرى، وكأن لا ذاكرة له، يمارس الجرم نفسه، ولكنه هذه المرة يعيش حالة من الإنكار .. بدر خالد البحر

زاوية الكتاب

كتب 2034 مشاهدات 0

بدر البحر

زاوية حادة 

من حق المعارضة أن تتفجر.. وحقوق الأطباء 

بدر خالد البحر

 
قبل أن يقوم أي كويتي بانتقاد المعارضة التي اقتحمت مبنى البرلمان الذي اقتحمته الحكومة بفسادها هي وأعوانها من المرتشين قبل ان تقتحمه المعارضة، عليه أن يسأل نفسه ما الذي ارتكبته السلطة في جلسة الثلاثاء الماضي كي تثور المعارضة ثورة توقعنا أن تكون حدتها أضعافاً مضاعفة؟ فما حدث في البرلمان هو مرآة لوجه الحكومة القبيح.
لقد ساهم المرتشون في تلك الجلسة بانتهاك الدستور ومواد لائحة المجلس ورفعوا استجواب السعدون والعنجري من جدول الاعمال بناء على اقتراح الحكومة التي شاركت في التصويت، خصما وحكما، وهي متورطة فيه، في سابقة أصلت قاعدة أثيمة حرفت الدستور وجعلته بلا فائدة، علاوة على قيام المرتشين بحماية أنفسهم وحماية من رشاهم بالتصويت على اقتراح تشكيل لجنة التحقيق بالايداعات المليونية التي دخلت حساباتهم، لتكون النتيجة بعد تلك الجلسة المنكرة هي الآتي: استباحة المال العام وإلغاء الدستور وانتهاك القانون وهدم المؤسسات الدستورية والانقضاض على جميع السلطات، وإعطاء الجريمة السياسية حصانة، واستخدام الرشوة لتفريخ الولاءات وشراء الذمم وإفسادها لضرب الرموز الوطنية وتفكيك المجتمع والعبث بالنظام من قبل النظام، وزلزلة اركان الدولة وجعلها آيلة للسقوط! ثم تأتون وتنتقدون من اقتحم المجلس؟! والله وقاحة!
لقد وصل مستوى الجريمة السياسية إلى فجور قياسي لم نشهد له مثيلا منذ الغزو، ولكننا شهدنا له مثيلا منذ مجالس الثلاثينات إلى أن وصلنا لحادثة الغاء الدستور من قبل النظام الحاكم قبل الغزو، وقفنا في وجهه آنذاك فأطلقت علينا الغازات والكلاب والقوات الخاصة، فكان جزاء النظام أن سقطت الدولة وانهارت سلطته، وها قد عاد النظام مرة أخرى، وكأن لا ذاكرة له، يمارس الجرم نفسه، ولكنه هذه المرة يعيش حالة من الإنكار.
ان انكار الواقع والاستهانة بالغضب الشعبي والاعتماد على شلة أقزام ومرتشين لتمرير مصالح سياسية فاسدة، ونكران مطالب الاغلبية واستفزازهم في وقت تتساقط فيه العروش ويتربص فيه الاعداء وتراقب فيه الدول العظمى الأوضاع لترجح مصالحها وليس عواطفها، لهو أمر عظيم ومصاب جلل، وإن لم تستفق السلطة من إنكارها للواقع، وإن لم تتوقف الحكومة عن انتهاك حرمات المؤسسات والدستور، فان الدولة ستسقطها المعارضة، التي نتمنى أن تحكّم شرع الله والعقل، وإن كان من حقها أصلا أن تتفجر.

***
على الأطباء ألا يقفوا مكتوفي الأيدي أمام فوضى الكوادر التي انتهكت حقوقهم وساوتهم بمن لا يعمل، فعلى ماذا إذاً يتجه الشباب لكلية الطب ليفنوا شبابهم؟ تواصلون الليل بالنهار بساعات الخفارة لأربع وعشرين ساعة إلى الفجر لتستيقظوا صباحا على رأس عملكم، شباباً وفتيات تكدحون بين أروقة الأجنحة وغرف الطوارئ، أضعتم حياتكم الاجتماعية بالدراسة المستمرة والعمل، وغيركم يتسكعون في المقاهي والاسواق خلال ساعات العمل ويحصلون على رواتبكم نفسها! حتى خفاراتكم بلا مقابل مادي في المناسبات والاعياد، بل ويخصم بدل الخفارة في الإجازات المرضية والاعتيادية، وغيركم يحصلون على أضعاف الراتب في خفاراتهم! فما هذا الاضطهاد لأرقى مهنة؟! لقد التزم الاطباء بشرف القسم ليصطدموا بحكومة لم تلتزم بشرف الإنصاف وترضخ للصراخ، لذا فعلى الأطباء اختيار الطريقة الراقية للمطالبة بحقوقهم لأن ذلك من حقهم.

***
إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك