عودة المصريين من الخارج ترفع الطلب على الأراضي 30%

قال عاملون في سوق الاستثمار والتسويق العقاري في مصر إن أسعار الأراضي بدأت تتحرك نحو الصعود، بعد تراجع دام أكثر من عام ومنذ قيام الثورة المصرية، وأرجعوا في تصريحات خاصة لـ'العربية.نت' هذا التحرك إلى وجود طلب على الأراضي، خاصة مع قدوم موسم الصيف وعودة المصريين العاملين بالخارج.

ولفتوا إلى زيادة معدل الطلب على أراضي البناء بنحو 30%، مقارنة بحجم الطلب في نهاية العام الماضي، وصاحب ارتفاع حجم الطلب زيادات مناسبة في أسعار الأراضي بنسب تتراوح بين 10 و20%، خاصة في مدينة 6 أكتوبر ومناطق القاهرة الجديدة والتجمع الخامس التي تعد الأعلى سعراً في الوقت الحالي.

وقال المدير التنفيذي لإحدى شركات التسويق العقاري، هواري محمود إن الفترة القليلة الماضية شهدت تحركاً إيجابياً في الطلب على الأراضي، وقال: غالباً ما تشهد سوق العقار في مصر تحركاً قوياً خلال موسم الصيف الذي يصحبه عودة المصريين العاملين بالخارج خلال موسم الإجازة الصيفية وهذا الطلب على الأراضي هو الذي يحرك أسعارها نحو الصعود، خاصة بعد موسم ركود وتراجع استمر أكثر من عام.

وأشار هواري إلى أن المناطق الخاصة بالقاهرة الجديدة والتجمع الخامس تشهد طلباً عالياً على أراضيها، وهذا الطلب أدى إلى رفع أسعارها بنسب تصل إلى 20%، حيث كان سعر المتر في المناطق المتوسطة يتراوح بين 2000 و2500 جنيه، لكن مع زيادة الطلب ارتفع إلى 3500 جنيه، بنسبة ارتفاع تصل إلى 40%، ويقترب حجم الطلب على أراضي هذه المناطق من حجمه في مدينة 6 أكتوبر، وإن كانت الأسعار في أكتوبر لم تتحرك بنفس نسبة تحركها في القاهرة الجديدة.

وقال إن ما يزيد من حجم الطلب على الأراضي خلال هذه الفترة هو انخفاض أسعار مواد البناء، وإن كان التقرير الشهري للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر قد قدر حجم هذا الانخفاض بنسب تتراوح بين 2 و5% على الأكثر، لكن هذا الانخفاض وسهولة أو غياب الجهات الرقابية والمحليات ساهم في زيادة معدلات البناء بنسب كبيرة منذ بداية العام الجاري وانشغال السلطات التنفيذية والمحلية في مصر بالانتخابات التي أجريت وما زالت تجرى في مصر.

وحسب صندوق التمويل العقاري فإن حجم الثروة العقارية في مصر يبلغ نحو 270 مليار دولار، وأكد الصندوق أن حجم سوق التمويل العقاري في مصر بلغ حتى العام الماضي 4 مليارات جنيه، ومن المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 10 مليارات جنيه حتى عام 2012.

وأوضح سالم أو حميد، وسيط عقارات، أن هناك طلبا على الأراضي في الفترة الأخيرة، وإن كان حجم الطلب لا يقارن بالأعوام الماضية لكنه بدأ يتحرك بشكل إيجابي، وخلال العام الماضي ومنذ بداية الركود كنا لا نستقبل أكثر من عميل واحد في اليوم، لكن حالياً بدأنا نستقبل حتى 10 عملاء في اليوم الواحد يسألون عن أراضٍ بأسعار مناسبة لهم.

وأشار أبو حميد إلى أن هناك طلبا كبيرا على الوحدات السكنية يفوق حجم الطلب على الأراضي، وارتفع حجم الإقبال على الوحدات بنسب كبيرة خلال الفترة القليلة الماضية، لكن زيادة الطلب على الأراضي ترتبط وبشكل مباشر بموسم الصيف وسهولة البناء فيه وتراجع أسعار مواد البناء والأهم من كل ذلك هو عودة المصريين العاملين في الخارج، والذين غالبا ما يستغلون فترة الإجازة الصيفية في شراء قطعة أرض أو استكمال عقاراتهم أو شراء أو استبدال وحداتهم السكنية، هذا بالإضافة إلى أن هذا الطلب يحفز شركات الاستثمار العقاري نحو محاولة زيادة المعروض لديها من وحدات.