وليد الجاسم: انتفضوا ايها الكويتيين فالضعف انهكنا
زاوية الكتابكتب يونيو 21, 2007, 7:58 ص 540 مشاهدات 0
كتب:وليد
جاسم الجاسم لا يمكن لأي عاقل ان يصدق الادعاء الايراني بأن الاعتداء على
الدبلوماسي الكويتي والسفارة الكويتية في طهران كان من قبل مجموعة خارجة عن
القانون، حيث يعلم اي مبتدئ في عالم السياسة أن الدول الشمولية القمعية لا يمكن ان
تتم فيها مثل هذه الاعتداءات الا بترتيبات رسمية وأوامر واضحة، خصوصاً أن الاعتداء
قد تم على مرأى ومسمع من الحرس المفترض فيهم حماية السفارة لكنهم اجلّكم الله »أكلو
تبن« وسمحوا للمسلحين بانجاز مهمتهم على أكمل وجه، ما يعني ان هؤلاء المعتدين
يمثلون جهة أعلى وأهم من الجهة التي يتبعها حرس السفارة. والمستغرب كثيراً ان مثل
هذا الاستفزاز الايراني يأتي بعد أيام من التصريح »الودي جداً« الذي اطلقه النائب
الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية والدفاع الشيخ جابر المبارك والذي أعلن
فيه بكل وضوح ان الكويت لن تسمح للقوات الأمريكية باستخدام أراضيها لضرب ايران في
أي تطور عسكري محتمل في ظل التأزيم السياسي المتواصل بين واشنطن وطهران على خلفية
الطموحات النووية الايرانية و»العناد« الذي تمارسه القيادة الايرانية من حيث
اصرارها على التمسك ببرامجها وطموحاتها النووية. لقد مدّت الكويت يدها الى ايران،
لكن ايران ردت عليها بضرب هذه اليد، رافضة مبادرة حسن النية وهذا يستدعي ان تفكر
الكويت من جديد في موقفها وتعرف ان هناك فرقا بين المبدأ السياسي والخوف. لقد فسرت
القيادة الايرانية القرار الكويتي بعدم السماح باستخدام اراضيها لضرب ايران بانه
ناجم عن »الخوف« وخصوصا انه جاء بعد اكثر من تصريح لمسؤول ايراني يهدد فيه وبمنتهى
الصراحة بأن هذه الدول سيتم ضربها، وهذا ما قد يدفع ايران الى مزيد من التمادي مع
الكويت املا في مزيد من »الخوف« وبالتالي وضع الكويت على اول طريق »الخضوع« الى
الرغبات الايرانية ثم »تنفيذ« الاوامر الايرانية حتى لو كانت على حساب المصلحة
العليا للكويت. ان بلدا مثل ايران يجب ألا يشعر بالاطمئنان الكامل تجاه الكويت،
التي مهما صغرت بالنظر الى حجم ايران حيث يمكن للكويت ان تكون مؤذية له بشكل او
بآخر، كما ان بإمكانها ان تكون مفيدة له لو احسن النوايا تجاهها واراد فعلا توطيد
العلاقات الاقتصادية والسياسية معها. كما يجب ان نعرف نحن في الكويت ان الخوف
والخضوع لن نجني منهما سوى نظرة احتقار من الآخرين، وهذا ينطبق على السياسة
الداخلية تماما مثلما ينطبق على السياسة الخارجية، واذا كانت السياسة الكويتية
الخارجية قد تنبهت واجادت واستعرضت قوتها بشكل مثير للاعجاب في ادارة هذه الازمة
حيث اشترطت الاعتذار ومتابعة التحقيق واعطاء ضمانات بعدم تكرار ما حدث، فان السياسة
المحلية تحتاج الى انتفاضة كرامة ايضا لكي تتغير الصورة عنها. ــــ ملاحظة: مازلنا
نذكر كيف اعتدى ليبيون على مبنى السفارة الكويتية في طرابلس وعاثوا فيها فسادا ثم
تبولوا وتبرزوا فيها.
الوطن
تعليقات