ليلة وفاء للفنان عبد الحميد السيد
منوعاتاليوحة والشامسي افتتحا الدورة الأولى لملتقى التراث الخليجي
إبريل 24, 2012, 10:20 ص 1167 مشاهدات 0
انطلقت مساء أمس الأول فاعليات الدورة الأولى لمتلقى 'التراث الخليجي' الذي تنظمه الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب حيث اختيرت الكويت لتكون أول عاصمة خليجية تحتضن هذا الملتقى.
يحتفي المهرجان في دورته الأولى بآلة العود التي تميز الموسيقى العربية عما سواها، فهي آلة عربية بامتياز طورها العرب خلال مئات السنين، كما اختارت اللجنة المنظمة للمهرجان أحد رواد الموسيقى الخليجية لتكريمه في الدورة الأولى وهو الفنان القدير عبد الحميد السيد، وخصص حفل الافتتاح لباقة من أجمل اغانيه تناوب في أدائها ثلاثة مطربين متميزن هم: علي العبد الله، فراس التتان، وخالد بن حسين.. بمصاحبة الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو أحمد حمدان.
فرقة الجهراء
قبيل بدء الحفل كان الجمهور وضيوف الملتقى على موعد مع وصلة شعبية لفرقة الجهراء التي استقلبت عشاق النغم والتراث في الهواء الطلق وأمام مسرح متحف الكويت الوطني وقدمت الفرقة مجموعة من الأغاني والألحان الشعبية منها العرضة والسامري والفريسني والمجيلسي.
وبعد أن استمتع الجميع بهذه الوصلة التراثية بدأت في الثامنة والنصف مساء فاعليات الدورة الأولى للملتقى بكلمة للأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب م.علي اليوحة رحب فيها بضيوف الملتقى باسم راعي الاحتفالية وزير الإعلام الشيخ محمد عبد الله المبارك رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
وأكد اليوحة اعتزاز الكويت بلقاءات المثقفين والمبدعين في رحابها بناء على توجيهات سامية لصاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.. وسمو ولي عهده الأمين الشيخ نواف الأحمد.. وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك.
كما نوه في كلمته بأهمية التراث، قصة الماضي، وسيرة الأجيال المتعاقبة عبر الأزمنة مشدداً على أهمية الحفاظ عليه في ضوء ما أبداه المسؤولون عن الشئون الثقافية في دول مجلس التعاون من اهتمام خاص بالتراث، لقناعتهم بأنه لا مستقبل لأمة لا تعير تراثها الخاص بها، الأهمية التي يستحقها. ولهذا قرر الوزراء في اجتماعهم السابع عشر في أبو ظبي إقامة مجموعة من الأنشطة الثقافية المشتركة في الفترة 2012 إلى 2016 من بينها 'ملتقى التراث الخليجي' والذي تستضيفه الكويت على مدى خمسة أيام.
وأشار الأمين العام إلى مكانة آلة العود في التراث الخليجي، وتقارب وتجانس أنغامها بين فناني دول مجلس، ما يؤكد على تلاحم الإرث الموسيقى لشعوب هذه المنطقة.
واعتبر اليوحة تكريم الفنان الكبير عبد الحميد السيد في الدورة الأولى بمثابة تكريم للرواد الأوائل الذين عشقوا التراث وابدعوا فيه. وفي ختام كلمته وجه الأمين العام الشكر لراعي الملتقى الشيخ محمد عبد الله المبارك.. وللوزراء والمسؤولين عن الشئون الثقافية في دول مجلس التعاون، متمنيا التوفيق لجميع المشاركية في أنشطته.
كلمة الأمانة العامة
باسم الأمانة العامة ألقى ممثلها عبيد بن سعيد الشامسي كلمة وجه خلالها الشكر لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، وولي عهده الأمين سمو الشيخ نواف الأحمد، ووزير الإعلام راعي المهرجان الشيخ محمد عبد الله المبارك والأمين العام للمجلس م.علي اليوحة.. ولجميع العاملين في وزارة الإعلام والمجلس الوطني على استضافة هذه الفعالية المهمة في ربوع الكويت.
كما نقل الحضور تحيات الأمين العام لدول مجلس التعاون د.عبد اللطيف الزياني والأمين العام المساعد للشؤون الثقافية والإعلامية خالد الغساني.
وأكد الشامسي في كلمته على مكانة التراث والفلكلور في الوجدان الخليجي والعربي لما يحمله من قيم أخلاقية وتاريخية وجمالية. واعتبر الملتقي تأكيدا على الدور الإبداعي العريق لأبناء دول المنطقة وما قاموا به من جهود خلاقة لرفد وتطوير مختلف الفنون الفلكلورية على مر العصور.
كما أشار إلى أن آلة العود عربية الأصل تعود إلى العراق ومنه انتشرت، وتطورت من ثلاثة إلى ستة أوتار. ولهذه صنفتها منظمة اليونسكو ضمن الآلات التراثية العربية، لما لها من ارتباط حقيقي وعميق بالتراث الموسيقي الخليجي والعربي.
واختتم ممثل الأمانة العامة كلمته بتوجيه الشكر إلى الكويت حكومة وشعبا على حسن الضيافة والاستقبال والتنظيم.. متمنيا المزيد من التقدم والتطور لتحقيق التكامل بين كافة المؤسسات الثقافية في دول مجلس التعاون.
فيلم وثائقي
بعدها قدمت عريفة الحفل الإعلامية سودابة علي للبرنامج الموسيقي للحفل. وقبل أن تصدح الآلات كان الجمهور على موعد مع فيلم وثائقي بالأبيض والأسود يعود بنا إلى الزمن الجميل، ويتناول في عجالة أهم المحطات في سيرة المحتفى به الفنان عبد الحميد السيد الذي ولد في العام 1938 ودرس في روضة عقاب الخطيب ثم في المدرسة المباركية والأحمدية إلى أن أرسل في بعثة إلى القاهرة لدراسة الموسيقى.
وقدم السيد خلال مشواره الفني عشرات الألحان العاطفية والوطنية والدينية، إضافة إلى الأغاني التي شدا بها بنفسه، كما تعاون مع كبار المطربين العرب ومنهم عبد الحليم حافظ في واحدة من أشهر الأغاني العربية وهي 'يا هلي.. يا هلي'، وكذلك تعاون مع فايزة أحمد وهيام يونس وغيرهم.
وتضمن الفيلم مقاطع من أغاني السيد، ومن أغاني كبار المطربين التي أداها بصوته، وعلى رأسهم عبد الوهاب.. وفي قمة العطاء والنضج آثر السيد اعتزال الفن في منتصف الثمانينيات تقريبا، بعد أن شعر أن أجواء الغناء والطرب تغيرت عما اعتاده.
وعقب الفيلم قام الأمين العام للمجلس الوطني م.علي اليوحة وممثل الأمانة العامة لدول مجلس التعاون عبيد الشامسي ومدير الملتقى فيصل درويش، بتكريم الفنان الكبير عبد الحميد السيد وإهدائه درع المهرجان، وبعدها تم توزيع شهادات التقدير على المطربين المشاركين في الحفلة الأولى وقائد الفرقة الموسيقية
غناء
أما الفقرة الأخيرة في حفل الافتتاح فكانت للموسيقى والغناء، والبداية مع معزوفة 'يوسف' تأليف قائد الفرقة الموسيقية المايسترو احمد حمدان، بعدها صعد الفنان علي العبد الله على المسرح حيث عبر عن سعادته بالمشاركة في الحفل وأداء أغاني الفنان الكبير عبد الحميد السيد، وقدم العبد الله أغنيتين هما:'متى تعود' شعر قديم، و'يا الله السلامة' كلمات يوسف ناصر.
وتلاه الفنان فراس التتان الذي قدم ثلاث أغنيات هي: 'ودع الذكرى' كلمات د.يعقوب غنيم، 'يا من يسلملي' كلمات بدر الجاسر، و'صورة' كلمات يوسف ناصر'.
ثم اختتم الفنان خالد بن حسين البرنامج الغنائي بثلاث أغنيات هي: 'يا هلي.. يا هلي' كلمات وليد جعفر، 'ألا يا دان' كلمات منصور الخرقاوي، وأخيراً 'هيلة يا رمانة' كلمات علي الربعي.
واتسمت جميع الأغاني بالمزج ما بين لحظات الشجن والبهجة والفرح والطفولي، كما تنوعت إيقاعاتها ما بين البطء كما في 'متى تعود' و 'ودع الذكرى'، والخفة والرشاقة كما في ألحان: صورة، و'هيلة يا رمانة' وهي الأغنية التي وجدت تجاوبا رائعا بالتصفيق والترديد من قبل الجمهور.
تعليقات