'سارق الدراجة' في نادي الكويت للسينما
منوعاتإبريل 25, 2012, 1:35 م 715 مشاهدات 0
ضمن فعاليات ديوانية الافلام وبالتعاون مع مراقبة السينما بالمجلس الوطنى للثقافة والفنون والاداب يعرض نادي الكويت للسينما الفيلم الإيطالي سارق الدراجة ( The Bicycle Thief), وذلك يوم الخميس الموافق 26 ابريل 2012 الساعة السابعة والنصف مساء بصالة عبد الرزاق البصير بالمبنى الرئيسي للمجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب مقابل مجمع الصوابر .
في الوقت الذي كانت فيه السينما الإيطالية تضج بالدعاية الفاشستية وبأفلام التسلية والملهاة التي تصور حياة البرجوازية الصغيرة، البعيدة عن الواقع، كان هناك مجموعة من السينمائيين الإيطاليين العظام يعيشون على الهامش ويحضّرون لثورة سينمائية ستلقي بظلالها على تاريخ السينما إلى الأبد. وقد عُرفت هذه الثورة بالواقعية الإيطالية الجديدة وجاءت كنتيجةٍ مباشرة للأسس والنظريات التي نشرها عرّابوها في مجلة السينما عام 1942أثناء الحكم الفاشي. فمنذ ذلك الحين تغيّر شكل السينما الإيطالية فانقلبت الملهاة إلى مأساة تصوّر الواقع بكل تجلياته المؤلمة. وكان التميز لثلاثة مخرجين هم (روبيرتو روسيلليني)، (لوتشيانو فيسكونتي) و(فيتوري دي سيكا). الأول بفيلمه النضالي (روما مدينة مفتوحة) والثاني بفيلم (إحساس) أما الثالث فقد قدم في العام 1948فيلم (سارق الدراجة) الذي اعتبر ذروة ما وصلت إليه الواقعية الإيطالية..
يحكي فيلم (سارق الدراجة) قصة بسيطة ومأزقاً بسيطاً يعيشه رجلٌ فقير معدم وعاطل عن العمل في مدينة (روما) بعد الحرب العالمية الثانية. في البداية يعثر هذا الرجل على فرصة للعمل كأجير في إحدى الشركات، بمقابل زهيد للغاية، ويُشترط لحصوله على الوظيفة أن يمتلك دراجته الخاصة، فيؤكد للمسئولين بأن لديه واحدة، لكن الحقيقة تقول ان دراجته محبوسة الآن في محل للرهونات، ولن يفكّ أسرها إلا بعد دفع مبلغ معين، فيستنجد بزوجته من أجل أن يبيع أثاث المنزل ويسدد -من ثم- ما عليه من ديون ويطلق سراح الدراجة. وهكذا يتم الأمر.. وفي أول يوم له في عمله الجديد تُسرق دراجته فيبدأ في رحلة بحث عسيرة عن هذه الدراجة المسروقة..
المخرج (فيتوري دي سيكا) الذي قدم عدداً من الأفلام الرائعة ك(إمبرتو دي) وَ(الأطفال ينظرون) ينجح هنا في تحويل الدراجة من مجرد آلة لها قيمتها الفيزيائية المحددة إلى ثيمة يلتف حولها الحدث ويتم من خلالها تعريف الشخصيات وتوضيح المعاني والأفكار، وإبراز الصراع النفسي الذي يجتاح الفرد الإيطالي المسحوق، فأصبحت بذلك عاملاً محفزاً منح الكاميرا المبرر لأن تخرج وتتنقل بين شوارع العاصمة الإيطالية (روما) مصوِّرة البؤس والعطالة التي يعانيها ملايين الإيطاليين عقب الحرب العالمية الثانية. وكما كانت (السمكة) نقطة انطلاق الروائي (ارنست همنغواي) لمناقشة إشكالية القدر وصراع الإنسان مع الحياة في روايته الشهيرة (الشيخ والبحر)، كانت الدراجة النقطة التي انطلق منها (دي سيكا) ليرسم حجم اليأس الذي يسيطر على إنسان القرن العشرين في صراعه مع واقعٍ قاسٍ امتلأ بالدمار والحروب..
تعليقات