افتتاح مؤتمر الكويت الدولي الرابع للطب النفسي
شباب و جامعاتإبريل 25, 2012, 1:37 م 1073 مشاهدات 0
تحت رعاية وزير الصحة د.علي سعد العبيدي، انطلق صباح أمس فعاليات مؤتمر الكويت الدولي الرابع للطب النفسي (التوعية والتعليم وصحة نفس الطفل) الذي تنظمه وزارة الصحة بالتعاون مع قسم علم النفس بكلية العلوم الاجتماعية في جامعة الكويت، حيث قال ممثل راعي الحفل الوكيل المساعد لشئون الادوية والتجهيزات الطبية الدكتور عمر السيد عمر في كلمة ألقاها ان عقد هذا المؤتمر يأتي في اطار الاهتمام الذي توليه وزارة الصحة لبرامج التعليم الطب المستمر من خلال عقد المؤتمرات والندوات والمحاضرات الطبية والعلمية لإتاحة المجال أمام الكوادر الطبية للإطلاع على أحدث التقنيات الطبية التشخيصية والعلاجية في مجال علم النفس وكذلك تبادل الخبرات مع الاطباء الزائرين وتدريب وتأهيل الكوادر الطبية من أطباء وتقنيين وذلك ليتماشى مع التطورات العالمية الجديدة.
وأضاف سيد عمر ان الاسرة هي المجتمع الاول الذي يبدأ الطفل في حياته وبالتالي فإن صحته النفسية تتوقف على كيفية القيام في مساعدته على أن يكيف نفسه فيسلك سلوكا اجتماعيا ناجحا ويشعر بالسعادة والطمأنينة، ومن ثم فأن أسس الصحة النفسية للطفل تعتمد على الصحة النفسية للوالدين ومدى تكيف أحدهما مع الاخر ومدى تكيف كل منهما مع الاطفال، مشيرا ان على الوالدين ان يكونوا ملمين بمسئوليتهما تجاه الاسرة وان يعملا على أن يكون الجو الاسري مشبعا بالحب والتعاطف والتوافق حتى يتنفس الطفل منذ نشأته في جو السعادة والطمأنينة.
وأوضح أن تخصص علم النفس يعتبر من التخصصات المتطورة باستمرار لذا فأنه يجب على جميع الاطباء والمتدربين اغتنام الفرصة والاستفادة من الخبرات وورش العمل الطبية لتطوير الذات وبالتالي العمل مما يعود ايجابيا على الخدمة الطبية وهي الهدف الاكبر من انعقاد مثل هذه المؤتمرات. وشكر سيد عمر مجلس اقسام علم النفس والقائمين على المؤتمر وذلك على جهودهم الملموسة في تنظيم المؤتمر بمواضيعه العلمية وأهداف الطبية المتميزة، متمنيا أن يحقق المؤتمر أهدافه المرجوة لتعم الفائدة على جميع في سبيل خدمة وطننا الغالي الكويت.
ومن جانبه قالت رئيسة اللجنة المنظمة للمؤتمر الدكتورة هيا المطيري ان هذا المؤتمر يعتبر باكورة التعاون على المؤتمرات والملتقيات ما بين قسم علم النفس في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت ووزارة الصحة وذلك استكمالا لمسيرة التعاون في الجانب التدريبي والتطوير والبحث العلمي، مشيرة ان التقصير في التوعية هو بسبب النظرة السلبية للمريض النفسي والمؤسسة العلاجية النفسية وعدم توجيه الانظار الى اهمية تطوير المصحات النفسية ودمجها بالمجتمع جعلها عرضة للنقد.
وأضافت المطيري لازالت بعض المؤسسات العلاجية النفسية في الوطن العربي تفتقر الى الخطط الادارية الواضحة والبيئة المهنية الداعمة للعمل والراعية لحقوق الانسان واحتياجات المريض النفسي الي يعاني النبذ والرفض في المجتمع. وذكرت ان التعميم على المرض النفسي وعدم المبادرة في تداول الحديث عن الصحة قد ساهم بلا شك في نشر المعلومات المغلوطة وفتح شهية الاستغلال لشريحة في المجتمع قد تجد صعوبة في التغيير عن احتياجاتها ومطالبها ولا يخفي علينا جميعا أهمية التوعية في الوقاية من المرض النفسي.
وأفادت المطيري ان المؤتمر يركز على صحة نفس الطفل بالإضافة الى التعليم والتوعية في الصحة النفسية بشكل عام فلابد بل ان يتم تسليط الاضواء على جميع اشكال الاشكالات يعاني منها الطفل في مراحله العمرية المختلفة.
وبينت اننا اليوم نحتاج الى معرفة الوعي للتعامل مع العنف وصعوبات التعلم والاكتئاب قد تستنزف الاسرة والمجتمع وتحول دون مساندة الطفل ليكبر ويصمم فرد فاعل ومستقر ونفسيا متمنية ان يساهم المؤتمر والملتقى العلمي والمركز في نشر المعلومة الصحيحة والانفتاح على مفهوم الصحة النفسية ليتم الاجابة على بعض تساؤلاتنا.
وبهذا الخصوص قال عميد كلية العلوم الاجتماعية في جامعة الكويت الاستاذ الدكتور عبدالرضا أسيري أن هذا المؤتمر سوف تكون له أثاره وأبعاده الإيجابية بما للصحة النفسية من أبعاد تشمل التوعية الثقافية وما لها من دعامات هامة في المجتمع لاسيما وان الموضوعات المدرجة في برنامج المؤتمر متنوعة، ولها دلالة أساسية في خدمة المجتمع، مضيفا إلى أن موضوع المؤتمر الرئيسي 'الصحة النفسية لدى الأطفال' موضوعات أخرى متنوعة كالمخدرات وكيفية الوقاية منها ، وكذلك اضطرابات الطفل فضلا عن مشاكل العنف، والمشكلات النفسية والاجتماعية للمرأة، وغيرها من محاور تشير في مجملها إلى تنوع الموضوعات المتوقع تقديمها من قبل نخبة متميزة من الباحثين والأطباء من مختلف الدول العربية والأجنبية الذين حرصوا على ألا تفوتهم فرصة المشاركة في المؤتمر ونحن بدورنا نتشرف بمشاركتهم وسعداء بحضورهم ولنا في بناء الإنسان الكويتي الجديد، ولا يأتي ذلك من خلال بناء ورعاية الطفل الذي هو بحق الركيزة الأولى لتطور وبناء المجتمعات.
وثمن أسيري دور وزارة الصحة على تعاونها مع كلية العلوم الاجتماعية، مشيرا أن هذا التعاون ما هو إلا استمرارا لمسيرة الكلية تجاه المجتمع، فالرسالة التقليدية للكلية هي التعليم والتأهيل وتخريج الطلبة، فهناك رسالة لا تقل أهمية عن ذلك وهي خدمة المجتمع من خلال الاستشارات والتدريب والأبحاث ومشاركة مؤسسات الدولة من خلال إقامة الملتقيات والمؤتمرات الهادفة، التي تصب في النهاية في خدمة الوطن والارتقاء بمؤسسات الدولة المختلفة.
وأضاف أسيري ان هذا المؤتمر المشترك مع مستشفى الطب النفسي بوزارة الصحة يأتي خلال تولى الزميل الأستاذ الدكتور عثمان حمود الخضر رئاسة قسم علم النفس في كلية العلوم الاجتماعية ، شاكرا في الوقت نفسه معالي وزير الصحة على تشريفه برعاية المؤتمر والمشاركين في المؤتمر من دولة الكويت والضيوف الخارجيين الذين تحملوا عناء السفر ومشاقه ليشاركوا معنا ويسهموا بخبراتهم العلمية والعملية بغية تحقيق الأهداف من إقامة المؤتمر.
ومن جانبه قال رئيس قسم الطب النفسي الدكتور سليمان الخضاري ان المسألة المهمة عند تناول قضايا التطوير في مجال الخدمات النفسيه تتمحور حول ادراك اهميه العمل الجماعي وتكامل جهود جميع العاملين في مجال الخدمات النفسية من اطباء نفسيين وأخصائيين نفسيين وعاملين في مجال الخدمة الاجتماعية والجهاز التمريضي والصيادلة، مشيرا ان كل ذلك يتم وفق تعاون مع منظومة الرعاية الاولية بما يكفل وصول الخدمة النفسية لمستحقيها ضمن نظام يقاوم الوصمة الاجتماعية التي اعاقت تقديم هذه الخدمات لمستحقيها فتره طويلة من الزمن.
وبين الخضاري ان الكويت مقبله على عهد جديد في خدمات الصحة النفسية يعتبر عهد يتميز بالاستفادة من النماذج العالمية في تقديم هذه الخدمات، من خلال اقتباس فلسفة وهياكل معتمده في مراكز متقدمة حول العالم، وتكييفها ثقافيا واجتماعيا لتناسب البيئة الكويتية واعتباراتها الخاصة، وهو ما سيتم بالاستفادة ايضا من تجارب اخوتنا في الدول الخليجي، والعربية وبناء جسور من التعاون البناء من خلال العمل على تطوير المؤسسات القائمة والمعنية بالصحة النفسية.
وأضاف ان وجود اذرع تعليمية في اي قطاع او مؤسسة يعتبر من الركائز الاساسية لتطويرها عن طريق اعتماد السياسات التعليمية المحكمه، وإقامة الانشطة التي تعود نفعا على المؤسسة سواء على مستوى الطلبة او معلميهم، وهو ما يسهم في رفع مستوى الممارسة الاكلينيكية في حال المؤسسات الطبية وهو ما ينعكس بالنتيجة على مستوى الرعاية الصحية، وهو ما سعينا اليه عندما عملنا على افتتاح البورد الكويتي للطب النفسي، وهو ما تم اعتماده وسيتم افتتاحه هذا العام، متمنين لمن يتحمل مسؤولية ادارة هذا البرنامج كل التوفيق والنجاح من اجل وطننا وابنائه.
وتمنى الخضاري ان يتم الاستفادة من تبادل الخبرات مع اصحاب الاختصاص من داخل الكويت وضيوفها الاكارم، من اجل الدفع بعجله التغيير والتطوير التي انطلقت على بركة الله ولن تتوقف في سعي لترجمة كل هذه الطموحات لحقائق على الارض يتلمسها ملتقى الخدمة في المقام الاول في اطار يتكامل مع سعي دولة الكويت لتحقيق خطة التنمية المرتكزة في الاساس على بناء الانسان والاهتمام به.
تعليقات