فيصل الزامل يحذر من خطورة إعدام 'الشمالي' سياسياً!

زاوية الكتاب

كتب 1267 مشاهدات 0


الأنباء

كلام مباشر  /  مصطفى الشمالي

فيصل الزامل

 

في مصر، وسائر البلاد العربية، يتحدثون عن سبب أهمية وجود قيادة تفهم في الاقتصاد وتستطيع نقل الدولة من حالة العجز الى الفائض، والسؤال: ما الذي يجعل القائد بخلفية اقتصادية مميزا الى هذا الحد؟ هل هو شغل سحر «ينقل البلاد من العجز الى الفائض»؟

ولتقريب الصورة: إذا سألت شابا خبيرا في مواضيع الكمبيوتر والهواتف الذكية عن برنامج تعطل لديك وفاجأك هذا الشاب قائلا: «ما عندي فكرة عن هالبرنامج، بس خلني أشوف جهازك» وبعد قليل من التعامل مع الجهاز يجد طريقة لتشغيل البرنامج، وربما الوصول الى الطريقة الصحيحة لاستعمالات لم يكن هو يعرف عنها شيئا، السبب هو خلفية هذا الشاب مع عالم الإلكترونيات وتواجده اليومي بكل جوارحه في عالمها، حديثه مع أقرانه عنها، نكاتهم اليومية حولها.

القائد غير الاقتصادي للدولة يبدأ كلامه عند مناقشة الوضع الاقتصادي قائلا: «يا جماعة أنا أكره الأرقام» أو «أنا لا أفهم في المحاسبة»، وفي المقابل يتحرك عقل القائد الاقتصادي مثل الآلة الحاسبة، فيتناول المواضيع بدقة وموضوعية مبنية على المعطيات والبدائل، ثم اذا اتجه الى الدوائر الاقتصادية الرسمية والأهلية، محليا وخارجيا، وجد أذنا صاغية لطروحاته ـ مثل رفيق الحريري ـ لأنه بالنسبة لهم «فاهم هو بيقول ايه»، فيأخذون كلامه على محمل الجد، بينما يسمعون من غيره ألوانا وأطنانا من الكلام، بلا تنفيذ، وبغير استجابة من المجتمع الاقتصادي، باستثناء المؤتمرات الفاخرة بالطعام، الزاخرة بالتغطيات السينمائية، صورة جماعية، ابتسم، فلااااش!!

القائد الاقتصادي يجلب للدولة سيولة عبر حلول مبتكرة، بغير أن يوقعها في الاستدانة، ويحلحل مشكلات عملية بغير هروب الى «تحتاج إلى قانون جديد» رغم ان القوانين الموجودة كافية تماما، هذا القائد يعالج ـ بمهنية عالية ـ مشكلات أوقفت مشاريع ضخمة بطريقة تجعل المتابعين لأدائه يقولون «ده.. كان مستخبي فين؟»، وقد قيلت هذه الكلمة فعلا عن أحد هؤلاء، وفي تجاربي رأيت في البنوك من يكون رحمة عليها وعلى العملاء، فيتم تنفيذ مشاريع يربح منها البنك والعميل، مثل فندق فخم، وتتجلى مهارته وتتألق عندما تظهر صعوبات، فإذا به يقدم حلا يحفظ حق الدائن ويشجع المدين على العمل والوفاء، ولولا هذه العقلية لاكتفى الموظف بترك الزمن يعمل في الاتجاه المضاد للاثنين، وهو موظف، «المعاش ماشي».

مشكلة القيادة الاقتصادية انها نادرا ما تجيد العملية السياسية، فليس كل الناس مثل رفيق الحريري الذي احتار معه خصومه لأنه ناجح اقتصاديا وسياسيا فاستعملوا معه الإعدام، وهذا ما يحدث في الكويت عندما يواجه البعض قائدا اقتصاديا ناجحا، يمارسون معه الإعدام... السياسي، والخاسر هو البلد والشباب الذين يتدفقون الى سوق العمل وينتهي بهم المطاف للانتقال من عبء على الدولة في التعليم الى عبء عليها في التوظيف، لعدم وجود قطاع اقتصادي يستوعبهم، عدا الوظيفة الحكومية.

المؤسف حقا اننا في الكويت لا نسمح لهذا النوع من القادة بالعمل، مثل ما يجري هذه الأيام مع الوزير مصطفى الشمالي، ابن وزارة المالية الذي لم يقفز إليها بالطرق التي نراها، ولا بد هنا من توجيه الشكر الى الإخوة النواب الذين اخذوا موقفا صلبا ضد الطريقة المستعملة في هذا الموضوع، ونأمل أن ينجحوا في الحفاظ على القيادات الاقتصادية في البلد، هذا مستقبلكم: عيالكم «أولاً»... وعيال ناخبيكم «ثانيا»!!

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك