'سحابة سوداء عابرة'.. علي البغلي واصفاً الظهور'الإخواني- السلفي' بمصر

زاوية الكتاب

كتب 626 مشاهدات 0


القبس

جرة قلم  /  مصر التي نعرف.. وتسونامي الغلو الكويتي؟

علي أحمد البغلي

 

اشتهر أهل مصر بالتسامح واللامغالاة في المظاهر الدينية.. وما المظاهر «الإخوان - سلفية» التي نراها في الشارع المصري هذه الأيام، إلا سحابة سوداء عابرة، ستعود بعدها مصر الى ريادتها في عالم التنوير.

مصر عرفت التعايش الإسلامي - المسيحي، منذ أن فتحت البلاد على يد عمرو بن العاص في القرن السادس الميلادي، فلم تحدث اي مذابح او حروب اهلية بين اقباط مصر ومسلميها.. ومرت عليها الحروب الصليبية التي قادتها جحافل ملوك وكهنة كنائس أوروبا ضد الشرق المسلم، عندما كانت العلاقة وثيقة بين عروش الملوك الأوروبيين والكنيسة الكاثوليكية، ولم تؤثر تلك الحروب في علاقة مسلمي مصر بمسيحييها..

***

لذا رأينا الأسبوع الماضي، وبالرغم من جعجعة «الاخوان» وراء خيرت الشاطر، وضجيج السلف وراء صلاح ابو اسماعيل (ابو نكتة البيبسي!)، والتجمعات المليونية للضغط على الجهات المختصة برفع الحظر عن ممثلي الاخوان والسلف في انتخابات الرئاسة، الا ان الحكومة، وفي خضم كل ذلك، لم تنسَ شخصية مصرية تاريخية قلما جاد الزمان بمثلها، وهي شخصية البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الراحل الذي وافاه الأجل في 17 مارس الماضي.. تخليد ذكرى البابا جاء بصورة إصدار طابع بريدي تذكاري بقيمة 5 جنيهات يحمل صورة البابا الراحل، وذلك تكريما من هيئة البريد المصرية للبابا لمواقفه الوطنية وصونه وحدة الأمة.. كما أعلن محافظ الاسكندرية في وقت سابق عن اعتزامه إطلاق اسم البابا الراحل على أحد شوارع الإسكندرية الرئيسية، تقديرا لدوره البارز في الحياة السياسية والاجتماعية في مصر خلال السنوات الماضية.. وهذا هو جوهر مصر الذي تميّزت به طوال تاريخها، وسيظل مقترنا بها.

***

في الكويت أصدر برلمانيونا في السنوات الماضية قوانين تنضح عنصرية وبغضا ضد ابناء الأديان والطوائف الأخرى، حيث منع قانون جائر تجنيس غير المسلم.. كما حارب زعاطيط ومبتدئو السياسة في الكويت بناء دور عبادة لغير المنتمين لمذهب الأكثرية السني (مسجد البهرة)، وطالب آخر بعدم إنشاء كنائس جديدة، وطالب ثالث بالرقابة على مساجد وحسينيات الشيعة، وحبل الانغلاق والتزمت والغلو واللاتسامح على الجرار.. في ظل سكوت مشين من السلطة التنفيذية على تسونامي الغلو الجديد المستورد، والذي يكتسح البلاد، ويكوي بنيرانه العباد!

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

***

• هامش:

حكمة أعجبتني تنطبق على اكثر من سياسي لدينا: الوطن بحاجة لـ«مخلص».. وليس لـ«مخ... لص»، وما أكثر لصوصك يا وطن!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك