لدينا الإعلام ولا نوجهه لخدمة قضايا مصيرية!.. خالد طعمة متعجباً

زاوية الكتاب

كتب 527 مشاهدات 0


الراي

الكلام المقتضب  /  توجيه الرأي العام

خالد طعمة

 

ولله الحمد تمكنت منذ سنوات الطفولة من الانخراط في الحقل الصحافي، ولقد استطعت ومن خلال تجاربي المتتالية بدءاً من حيطان المنزل مروراً على صحف المدرسة الحائطية والتقليدية وصولاً إلى الدوريات الجامعية واستقراراً على صفحات الصحف اليومية من التعرف على فن صناعة الخبر والخبر وما وراء الخبر، لذلك كانت لدي معتقدات خاصة أتحرج أحياناً من البوح عنها لكونها غير قابلة للتصديق أو غير مقنعة لمن هم حولي، ولكن مع مرور الأيام وجدت بأنها حقيقية وواضحة وأنه لا ضرر من البوح بها أو التكلم عنها.
تعلمت من بعض النظريات الإعلامية المنتشرة لدى الغرب أن الوسيلة الاعلامية كصنبور المياه بيدهم فتحه وبيدهم إغلاقه مع التحكم بالكمية المرغوب فيها من عدمها، واليوم أجد مثل هذه النظريات والتجارب ماثلة ولا تزال مطبقة، ونحن كذلك على المستويين المحلي والعربي نطبق هذه النظريات، ولكننا لم نطوعها بعد لصالحنا!
نعم لدينا إعلام ووسائل إعلامية وإعلاميون ولكن لم نمتلك القدرة على توجيه الإعلام لخدمة قضايا مصيرية، فنجد وسيلة إعلامية مرئية توجه للشحن الطائفي وأخرى توجه للشحن الجنسي وغيرها للكراهية، نعم نتناول قضايا إسلامية وعربية ومحلية ولكن ليس التوجيه المراد به بل لإثارة العواطف لأجل (تقليمها) حتى تصبح بعد ذلك (موجهة) لسلوكيات (محددة) (فقط) ودون تطوير حتى نفقد الثقة بأنفسنا؟ فكم مرة ثرنا على القضية الفلسطينية وغيرها من الهموم التي تشغل كل مواطن مسلم كالقضية السورية والمصرية والسودانية تتحرك عواطفنا ولكن سرعان ما تنطفىء أو تعالج وفق أطر ضيقة، ألم نتساءل يوماً لماذا يوجهنا الإعلام إلى اللاشيء؟
أتصور أن الإعلام الذي نعرفه قراءة وسمعاً ومشاهدةً ليس إلا كتابا مستعارا له مدة ويرجع إلى المكتبة، لأننا نوقن تماماً بأن للوسائل إطارا وأننا نتطور عن الطرق السابقة ولكننا لا نطور الإعلام بل نطور ما قام به من قبلنا دون تغيير في الجوهر، الاعلام الاجتماعي مصطلح أقحم علينا ولم نطلبه، فرض علينا ولم نفرض عليه، أنا شخصياً استعملت أحد مواقع الاعلام الاجتماعي وتكلمت عن قضية وكشفت حقائقها، ولكنني اكتشفت في ما بعد أن الاعلام الاجتماعي لا يتمتع بالحرية وقام بمسح كتاباتي التي لا تتعارض مع الشرع أو القانون أو أدبيات العمل الإعلامي، وعلمت بأن الاعلام الاجتماعي (موجه) لمصالح معروفة، فإذا ما شتمنا رموزنا الدينية، فإن المسألة تكون انسيابية وتنشر بكل يسر وإن عرت حقيقة (العدو) فإنها تمسح، هذا إعلامهم الذي يفتح كالصنبور وبمقدار ضئيل، فنفرح به ونشحذ الهمم كي نشحن بعضنا البعض ونغدو مدمرين و(مسيرين) وفق أهوائهم وإعلامهم (الموجه) وغير الحر.
إذا لا جدوى من الكذب على ذواتنا، ونحاول أن نقلد دونما نطور إعلامنا وفق رؤانا الحقيقية لا رؤاهم ونبتكر فيه لخدمة عقيدتنا الأساسية (الإسلام) بالحرية والحيادية والمسؤولية بدلاً من ذلك الاعلام الموجه.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك