المسؤولية الاجتماعية .. بقلم حميد عوض العنزي

الاقتصاد الآن

1156 مشاهدات 0


لا تزال المسؤولية الاجتماعية حديثة عهد من حيث المفهوم والتنظيم لدى كثير من الشركات، ولم تصل لتكون ذات بعد إستراتيجي على مستوى التخطيط البعيد المدى في معظم القطاعات.

وربما أن اختلاط مصطلح الأعمال الخيرية والمسؤولية الاجتماعية قد أخَّر كثيراً من استيعاب كثير من الشركات ولا سيما العائلية منها لمفهوم المسؤولية الاجتماعية، وبقي بعض رجال الأعمال يقتصر مشاركاته على الأعمال الخيرية التي تصرف غالباً بقنوات محدودة كالمساعدات المالية للمحتاجين وبناء المساجد وكفالة الأيتام، ولا نقلّل من هذه القنوات وهي من أفعال الخير التي يحث عليها الدين، لكن أيضاً مطلوب التوسع في دائرة الشمولية وتجاوز المنفعة للأشخاص إلى ما هو أعم تجاه المجتمع بأكمله، وأكثر استدامة.

وتبقى المسؤولية الاجتماعية في مجتمع الأعمال بحاجة للكثير من العمل والتأطير وتوحيد المفاهيم فبعض الشركات تعد مساهماتها في المسؤولية الاجتماعية ضرورة إعلامية، والبعض يراها ضرورة اجتماعية، وما بين التفخيم الإعلامي لبعض المساهمات، والغياب الفعلي على أرض الواقع، تبرز درجات التفاوت النابعة من غياب الثقافة والمفهوم الحقيقي، ولا يعني هذا تغييب تلك المساهمات إعلامياً ولكن المعالجة الإعلامية وصياغة الطرح أيضاً بحاجة إلى استيعاب كامل وشامل لكل الأبعاد لتكون الرسالة متوازنة وبعيدة عن المبالغة.

الجميل أن المبادرة لم تعد فقط من الشركات، حتى الشباب لديهم توجهات محمودة في المسؤولية الاجتماعية ولعل في تبني جامعة الملك سعود إنشاء ناد للمسؤولية الاجتماعية وهذا التوجه المحمود سيكون له أثر واسع على إشاعة ثقافة العمل التطوعي، وإن كان البعض يفرّق بين التطوع والمسؤولية الاجتماعية إلا أنهما وجهان للعمل المسؤول تجاه المجتمع وإن تفاوتت الإمكانيات، وأعتقد أن فكرة النادي رائدة جداً وسعدنا بما يقدّمه هؤلاء الشباب فهم يستهدفون العمل الجدي ويريدون أن يلمسوا ما يقدمونه.

فعلى الرغم من حداثة إنشاء النادي التي قد لا تتجاوز أربعة شهر، إلا أنهم أرادوا أن يقولون إنهم يعملون على أرض الواقع، وكانت لهم لمسات جميلة في برنامج صيانة المساجد، ونحن هنا نقيم توجه وليس بالضرورة أن نقيم حجم النتائج، بعكس ما يمكن أن يحصل مع الشركات التي بما تملكه من إمكانات مالية وبشرية يفترض أن تخضع معطياتها في حقل المسؤولية الاجتماعية إلى التقييم، وهذا من باب أن المسؤولية يفترض أنها ليس خياراً للشركات بقدر ما يجب أن تكون عنصراً رئيسياً في خارطة العمل للشركة تجاه المجتمع.

الآن:الجزيرة

تعليقات

اكتب تعليقك