الملا : وضاح كان سببا في نجاحي، الوقيان : ظاهرة متفردة يكتب الشعر العمودي والتفعيلة والنثر والزهيري والنبطي
منوعاتوضاح : الخطيب والنفيسي لم يعترضا على ما أكتب، والزيد أثر بتوجهي للشعبي ( مع فهد بورسلي ) وكان يخط زهيرياتي في ديوانيات الاثنين وفتح لي ' الطليعة '
إبريل 28, 2012, 11:57 م 3455 مشاهدات 0
حتى لا تطغى السياسة على الثقافة، استضاف مركز سامي المنيس التابع للمنبر الديمقراطي الكويتي الشاعر نشمي المهنا «وضاح» مساء أمس الأول بأمسية «قراءة في الشعر السياسي»، ألقى فيها بعض قصائده، وتحدث عن بداياته ومسيرته الشعرية، بحضور النائب السابق صالح الملا ود.خليفة الوقيان.
الشعبي أو الفصيح
بكل عفوية ومن دون تكلف افتتح «وضاح» حديثه بالتأكيد أنه لن يتكلم بشكل رسمي، بل بشكل عفوي، لأنه يعتبر نفسه في منزله وديوانيته، وبين أنه لا يحب الأمسيات الشعرية، لأنه إلى الآن لم يرس على أي شعر يريد أن ينتمي إليه الشعبي أم الفصيح، وعن بداياته الشعرية أشار إلى أنه في فترة المراهقة كانت له محاولات برزت إلى النشر في ديوانيات الاثنين، وكانت تتناول حل مجلس الأمة، وعن سبب نشره لهذه الزهيريات قال وضاح: «الذي دفعني لنشر الزهيريات صديقي الأخ زايد الزايد، الذي كان له تأثير كبير في حياتي، وكنت أكتب الزهيريات ونعلقها في ديوانية الخطيب «الفرحان»، وكان زايد الزايد يخطها لأن خطه كان أجمل، واخترت اسم غاندي في تلك الفترة، لأنه كان يعبر عن المعارضة السلمية التي انتهجتها المعارضة في تلك الفترة.
اغتيال النيباري مرحلة جيدة
وأكمل وضاح الحديث عن مسيرته الشعرية، وأشار إلى أنه في فترة التسعينيات عندما وقعت محاولة اغتيال النائب عبدالله النيباري ولد لديه شعور بالقهر دفعه لكتابة قصيدة «كلاب صيد»، وأرسلها للنشر في صحيفتي القبس والطليعة، وأوضح أن ما دفعه لنشر القصيدة في الصحف المرحلة الجديدة التي عاشتها الكويت بتدشين نهج الاغتيالات التي لم تعرفه الكويت من قبل، وأضاف: «بعد ذلك عرض علي زميلي وصديقي زايد الزايد الكتابة بجريدة الطليعة، وكان مدير تحريرها آنذاك، وبعدما كنت أرفض الكتابة بالصحف بدأت الكتابة وكتبت عن الناقلات ورفعت ضدي الكثير من القضايا وتحملتني الطليعة، ولم تتدخل في كتاباتي وكان أحمد الخطيب وأحمد النفيسي يقرآن قصائدي قبل النشر دون تدخل، وحول خلافه مع «الطليعة» أشار نشمي المهنا إلى أن اختلافه معها لم يكن بسبب ما يكتبه من شعر، بل كان بسبب رفض إدارتها آنذاك كتابته عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالصفحة الثقافية، التي كان مسؤولا عنها منذ عام 2000 إلى عام 2006.
ابن الطليعة
وأوضح نشمي المهنا وفقاً لما نشرته صحيفة الكويتية أنه رغم خلافه مع الطليعة وتوقفه عن الكتابة فيها، إلا انه استمر في اعتبار نفسه أنه «ابن الطليعة»، وكشف أن في إحدى الليالي أتاه اتصال من د. أحمد الخطيب يطلب منه حضور الاجتماع الأسبوعي لصحيفة الطليعة، والذي كان يحضره الخطيب ود.خليفة الوقيان وعبدالملك التميمي والزميلة ميسون وآخرون، وحول رفضه للعروض التي كانت تأتي إليه من الصحف للكتابة فيها قال: «رفضت أن أكتب في أي صحيفة لأنه لم يكن هناك أحد يعطيني السقف الذي منحتني إياه الطليعة»، وبين أن د.خليفة الوقيان نصحه في أحد الأيام وقال له: لا تراهن على ذاكرة القارئ حتى لا ينسى ما كتبته وأنجزته، وأشار إلى أن كتابته في جريدة الجريدة كان للدكتور غانم النجار وعبدالرحمن النجار دور كبير فيها، وأضاف: «مع أن سقفها ليس كسقف الطليعة، إلا أنها تحملتني وتسببت لها بأربع قضايا، ثلاث منها بسبب كتابتي عن الناقلات، وواحدة من قبل وزارة الإعلام.
أكثر سعة
وتطرق المهنا إلى عدم نجاح أسيل العوضي وصالح الملا في الانتخابات الأخيرة، ورأى أن عدم نجاحهما جاء نتيجة اتجاه ثقافة الشعب نحو التطرف، واعتبر أن الخطأ بالشعب، وأن التيارات أضحت ديوانيات لا غير، واعتبر وضاح أن شيوخ الأسرة الحاكمة أوسع صدرا من الرموز الشعبية وقال: «انتقدت شيوخا ولم تكن هناك ردة فعل من قبلهم، وعندما انتقدت بعض الرموز الشعبية وصلتني شتائم، ووصلت إلى قناعة بعدها أن شيوخنا أوسع صدرا»، وكشف «وضاح» أنه في شعره يحب نقد الشعب كشاعر شعبي.
تغيير الشعب
وقبل أن يقرأ قصيدة «إما نحل الحكومة وإلا نحل الشعب!» استشهد بقول الكاتب الألماني برتولد بريخت: «الشعب صوت ضد الحكومة، الحل إذن هو تغيير الشعب!»، ورأى في قصيدته أنها تصلح للحكومة السابقة والحالية والآتية، لأن الوضع سيبقى على ما هو عليه، وقرأ بعد ذلك عدة قصائد، منها «ليش مو رئيس وزراء شعبي»، «سارة اللي أهدمت طوفه» وهي قصيدة اهداها إلى سارة والدة صديقه عبدالله جمال التي رأى في هدمها لسور منزلها الفاصل بينها وبين جارها بوعواد العازمي رمزا في التعايش الذي جبل عليه الشعب الكويتي، كما قرأ قصيدة له غير منشورة بعنوان «كاتب حكوماتي» والتي يقول فيها:
ما كنت أدري الحكومة توزع الشيكات
لو كنت أدري... أصير أكبر «حكوماتي»!
التنمية والوطن
وحول التنمية التي كتب عنها قصيدة «مليارات التنمية» رأى المهنا أن الأعضاء الوطنيين لو أفشلوا خطة التنمية التي قدمها أحد الشيوخ لكان ذلك يعد لهم إنجازاً تاريخياً، وبين أنه عندما يتغزل بالوطن كأنه يتغزل بأنثى، وأوضح أنه يدين بكتابته الشعبية لشخصين الاول فهد بورسلي، الذي يعتبر أول من كتب باللهجة الكويتية، والشخص الثاني زايد الزيد ورأى أن كل الشعراء الشعبيين يكتبون باللهجة السعودية وليس الكويتية وختم نشمي المهنا «وضاح» بقراءة كثير من زهيرياته وقصائده الشعبية.
يكتب من قلبه
بعد ذلك أشاد النائب السابق صالح الملا بالشاعر نشمي المهنا، وكشف أنه لم يكن يعرف المهنا عندما كتب عنه قصيدة كانت أحد العوامل المهمة في نجاحه بالانتخابات وقال: «وضاح يكتب من قلبه ويتحدث عن كل كويتي، البدوي والحضري والشيعي والسني»، وأشار إلى أن وضاح دخل التاريخ واسمه وثق بمجلس الأمة، وذلك في استجواب رئيس الوزراء بعد أحداث ديوانية الصليبخات، والذي ختمت فيه مرافعتي بالجلسة السرية بقراءة قصيدة للمهنا كانت مثبتة بمحضر الاستجواب وبالمضبطة فصفق لي كل الأعضاء وحتى الوزراء ونواب الرئيس، وكانت القصيدة بعنوان «ضاعت الحسبة علينا».
ظاهرة ثقافية
بدوره اعتبر د.خليفة الوقيان الشاعر نشمي المهنا ظاهرة ثقافية تجاوزت حدود الكويت، وأوضح أن نشمي المهنا معروف بالوطن العربي، وهناك رسائل دكتوراه وماجستير ستعد حوله لما لديه من غزارة في مادته الشعرية، ولأنه يكتب الشعر العامودي والتفعيلة والنثر والزهيرية والنبطية القديمة، وأشار الوقيان إلى أنه لم يعرف أحداً من الشعراء يتفاعل مع قضايا وطنه والوطن العربي، ويكتب شعراً عنها مثل «وضاح»، واعتبر أن المهنا شاعر مغاير للآخرين ويختلف عن جيله، كما أن أحدا من الشعراء لم يقترب من الخطوط الحمراء، كما اقترب منها هو، وختم الوقيان مداخلته بالقول: «نشمي المهنا ليس شاعرا فقط، بل هو مناضل وقد استطاع أن يقدم لنا اليوم محاضرة بشكل متطور خلط فيها بين الشعر والكلام».
تعليقات