اختيار رئيس وزراء من غير أسرة الصباح برأي الزامل عائد لسمو الأمير
زاوية الكتابكتب إبريل 29, 2012, 12:02 ص 489 مشاهدات 0
الأنباء
كلام مباشر / رئيس وزراء لكل مرحلة وليس شعبياً؟!
فيصل الزامل
هل المقصود برئيس وزراء شعبي هو ألا يكون من أسرة الصباح فقط؟! أم أنه جزء من المشهد العام الحالي القائم على الصرف من المال العام لنيل رضا الشارع على المدى القصير، ثم، على المدى الطويل وبعد أن تفلس الخزينة يتحول الرضا الى سخط مدمر؟ ما المقصود بالضبط من رئيس وزراء شعبي، لقد تكرر أسلوب قذف تصورات غير ناضجة الى الساحة، ودحرجة تصورات يعتقد أصحابها أنها دواء لكل معاناتنا وينسون أن المنهج ـ بكبره ـ غلط، وأن تغيير الأشخاص فقط ليس إلا هروباً الى الأمام، ولا يعني ذلك معارضتي لفكرة اختيار رئيس وزراء من غير أسرة الصباح، الذي هو في الأساس قرار صاحب السمو الأمير يحفظه الله، ولكنه لا يملك فرص النجاح المنشود في ظل استمرار منهج «المزايدة والتخوين» الفاشل.
قرأت بالأمس لنائب محترم رأيه في مخالفات وتقصير شديد (يمكن أن يغير حكومة بأكملها) وهو نفس المنهج الذي غير عشرات الوزراء من دون أن يتحقق الإصلاح وكأن المسألة هي «فشة خلق» وليست الوصول الى الإصلاح المنشود، والسبب هو عبارة مطاطة الى أبعد الحدود، وفاسدة، تقول «الوزير يتحمل المسؤولية السياسية عن تقصير وزارته» وهي سيف انتقائي يستعمل ضد هذا وينجو منه ذاك، وتقدير العدالة في استخدامه مطاط بل وظالم، وليس ظلاميا، لهذا فنحن لا نفقد الا أحسن العناصر، ولا يحاسب بقسوة الا المجتهد وأما المقصر فإن «المسؤولية السياسية..... عنه كليلة»!
نعم، لو كان المنظور في حكاية «شعبي» هو اختيار صاحب قدرات تتناسب مع المرحلة، كأن يقال «رئيس وزراء لأربع سنوات لمكافحة الفساد بشكل جذري» وتكون الشخصية المنتقاة قمة في النزاهة، ثم «رئيس وزراء ماهر وبارع في الإدارة الاقتصادية» يختار لها شخص له تطبيقات اقتصادية ناجحة جدا، مثل ذلك في حال اندلاع حرب يأتي رئيس وزراء مناسب لهذه المرحلة، المثال العالمي هو «تشرشل» الذي استدعي مع اندلاع الحرب العالمية الثانية، والمثال المحلي هو الشيخ سعد يرحمه الله الذي كان رجل المرحلة إبان الاحتلال لقدراته المميزة في الجانب الأمني، لو كانت الرؤية لهذا المنصب محددة، ونوعية، يصاحبها تغيير في المنهج الفاسد. (الذي تشكلت جيوب سياسية تستخدم الساحات العامة لحمايته) لأمكن الوصول الى رئيس وزراء يقاوم الفساد، كل الفساد، ويمارس استبداد الحاكم العادل، ويخلصنا من الخضوع المذل للأمزجة، والأغراض الضيقة، رئيس من النوع الذي قال عنه الكواكبي: «ومبنى قاعدة المستبد العادل أنه لا يقاوم بالشدة ولكن بالحكمة والتدرج».
باختصار، نتمنى نقاشا عميقا يتجاوز مسألة «صحيفة تغذي صفحاتها كل أسبوع بقضية» ونكون نحن بالنسبة لهم «الملهاة»...حرام، أرهقتم الناس!
تعليقات