رحيل بشار الأسد سيكون مأساوياً.. وضحة المضف متوقعة

زاوية الكتاب

كتب 1236 مشاهدات 0


الراي

الرسم بالكلمات  /  قطر والملف السوري

وضحة أحمد جاسم المضف

 

قبل سنوات سأل وزير الخارجية الروسي أندريه جروميكو نظيره السوري إلى متى تشترون السلاح وتجمعونه، فمتى تهجمون على إسرائيل؟!... الجواب اليوم يبدو واضحا فجمع السلاح كان لصدر الشعب السوري. 
من خلال متابعتي لدور قطر في الملف السوري، لا يسعني إلا أن أقف إجلالا وإكبارا لدولة قطر. وعلى ما يبدو أن الجانب الروسي سيخسر كثيرا خصوصا بعد اللقاء الذي تم في إحدى الردهات الجانبية في مجلس الأمن المخصصة للقاءات الوفود المشاركة بين رئيس وزراء قطر حمد بن جاسم اللاعب السياسي الفذ في الملف السوري والمندوب الروسي فيتالي تشوركين.. استهل الشيخ حمد حديثه عن أهمية اللحظة التاريخية الحالية للموقف الروسي في ما يخص حق النقض (الفيتو)، وقدم الشيخ حمد عرضا سخيا لروسيا في حال تم تمرير القرار، مفاده إن الدول العربية مستعدة لإعادة النظر في خطط التسلح الخاصة بها والتي تبلغ الميزانية المرصودة لها في الأعوام المقبلة حوالي 100 مليار دولار، منها 10 مليارات جاهزة لشراء سلاح روسي بها، على أن تكون حصة روسيا لا تقل عن الثلث من مجمل مبلغ الـ100 مليار دولار، بينما على الجانب الآخر لا تجني روسيا من صفقات الأسلحة مع سورية أكثر من مليار ونصف المليار دولار، ولكن على يبدو أن المندوب الروسي تشوركين أعمى سياسيا ولا يرى سوى حدقة عينه... رد بتشنج مغرور «أنا على ثقة أن تفسيركم للموقف الروسي خاطئ تماماً وأن من أوحى لك باستعداد روسيا لعقد صفقة على حساب علاقتها مع سورية واهم وغير مدرك للأبعاد الجيوسياسية للموضوع وبالتالي فهذه الرشوة الواضحة بالنسبة لنا عرض غير مطلوب ولا يدخل في إطار حساباتنا السياسية...» يبدو من رد السفير الروسي أنه أقفل جزئية غاية في الأهمية وهي أن السياسية لا دين لها والتحالفات السياسية جائزة ولا أحبذ قول الرشوة السياسة، ولكن ماذا نطلق على تحويل أموال الأسد ورامي مخلوف من دبي إلى روسيا ونقل جزء كبير من احتياط النقد السوري والتوصيل كان مجانيا عبر الطائرات؟، كما تواترت الأنباء أن حق النقض (الفيتو) كان مقابل عقود نفط وغاز، بالإضافة إلى تسهيلات عسكرية في ميناء طرطوس السوري لصالح روسيا أليست كلها رشوة سياسية حسب تصنيف المندوب الروسي؟!
أيقن رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد فشل كل المحاولات وأنهى اللقاء بموقف صارم وقوي قائلاً «إذا روسيا مصرة على كسر القرار العربي وإعلان الحرب على العرب فقد قررتم أن تخسروا العرب وستدفعون ثمن هذا الموقف غالياً»... أنهى حينها تشوركين الجلسة واضعاً يده على كتف الشيخ حمد وبغطرسة الروسي قائلا «لدي اجتماع مع الجعفري مندوب سورية لتنسيق المواقف، ولكن أريد أن أذكرك فقط أن دولتكم لم تكن موجودة على الخارطة يوم كانت أساطيل روسيا تجوب الخليج قبل مئتي عام، وتذكروا أن التاريخ يعيد نفسه أحياناً على شكل مهزلة، فلا تكونوا أبطالاً كوميديين لأن لا مجال للضحك في الدراما الجارية حالياً»... وسارت روسيا بخطى واثقة نحو الفيتو الذي «سمم» علاقات روسيا مع العالم العربي الذي ستدفع ثمنه روسيا غاليا في المستقبل، وفي الوقت ذاته أعطى الفيتو إشارة سيئة لبشار الأسد للقتل والتنكيل والنحر وكل يوم يوارى الثرى المئات من الشعب السوري بزفة وزغاريد تغيظ الأسد وتقض مضجعه.
لا أريد أن أدخل في تفاصيل اللقاء الذي دار بين الجانب القطري والروسي الذي يبدو من وجهة نظري خطيرا للغاية... ولكن يبدو أن قطر ممثلة برئيس وزراء خارجيتها لم تتراجع أمام صلابة وحسم الجانب الروسي وردت على الغطرسة الروسية برفع الغطاء العربي عن سورية، كما أعطت درسا لروسيا كيف يعلب السياسيون العرب الكبار؟، حيث قامت قطر بتوقيع اتفاقيات وصفقات مع الصين ستقلب الموازين في المنطقة قريبا جدا، وأولها رحيل بشار الأسد وليس لدي أدنى تصور عن شكل الرحيل، ولكن على أقل تقدير سيكون الرحيل مأسويا للغاية، وبإذن الله على يد المنكوبين أبناء حمص أطيب أهل الشام.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك