برعاية رئيس مجلس الوزراء وحضور وزير الإعلام
منوعاتإبريل 29, 2012, 2:02 م 1126 مشاهدات 0
افتتح وزير الإعلام رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشيخ محمد العبد الله المبارك الصباح، ممثلا راعي المؤتمر سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح، فعاليات الدورة الخامسة عشرة لمؤتمر ' ناشئتنا واللغة العربية : أي مستقبل'، والذي يقام بالتعاون بين المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب والمجمع الثقافي العربي في بيروت خلال الفترة من 29 أبريل – ا مايو 2012 بفندق كراون بلازا الفروانية.
وبحضور الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة والأمين المساعد عبد الهادي العجمي وعدد كبير من المثقفين والأكاديميين والمفكرين الكويتيين واللبنانيين، أعلنت عريف حفل الافتتاح المستشار الإعلامي للمجمع الثقافي العربي في بيروت الدكتورة رنا أبو ظهر عن بدء فعاليات الافتتاح وإلقاء الكلمات الرسمية لراعي المؤتمر وممثل المجمع الثقافي وفي مستهل تقديمها قالت: باسمي وباسم المجمع الثقافي العربي يشرفني أن أقف مرحبة بسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر الحمد المبارك الصباح، ممثلا بمعالي الشيخ محمد العبد الله المبارك الصباح وزير الإعلام رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، كما أرحب بالمهندس علي اليوحة الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وبأصحاب المعالي والسعادة وبأعضاء المجمع الثقافي العربي وبالحضور الكريم.
وتابعت: من لبنان جئنا نحمل إلى أهلنا في دولة الكويت عبق الأشواق معطّرة بشذى الوفاء والمحبة لدولة وشعب لهما في قلوب اللبنانيين كل تقدير واحترام .
جئنا نوطّد عرى الصداقة ونمتّن أواصر الصلات ثقافة وعلما وتبادل قيم، ولإدراكنا الكامل لمكانة الثقافة في دولة الكويت كان هذا المؤتمر فيها تكريسا وترسيما لهذه السمة التي ارتبطت معها تاريخا ورافقتها على مدى سنين طوال، فكان منها المبدعون والأدباء والمؤلفون أعلاما تركوا لهم بصمات في شتى أنواع الثقافة، حيث أننا نعرف أن الكويت كانت وما زالت العاصمة الثقافية الدائمة .. وستبقى .
وقالت أبو ظهر: حين يكون العنوان هو 'ناشئتنا واللغة العربية' فهذا وإن دل فإنما على ما تعنيه هذه اللغة لنا ولأمتنا، وصونها أمانة في أعناق المثقفين، فكان هذا المؤتمر في دولة الكويت متزامنا مع الذكرى الحادية والخمسين لاستقلالها وبالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب من أجل إغناء علاقات الثقافة والأخوة والتعاون، فالكويت هي واحة عطاء لكل المفكرين والمثقفين.
نشاط المجمع الثقافي وأهدافه
بعدها قدمت أبو ظهر للدكتور حمد الطفيلي عضو مجلس الأمناء لإلقاء كلمة حول أهداف وانجازات المجمع الثقافي العربي والتي قال فيها أن المجمع الثقافي العربي أسس عام 1991 بهدف إطلاق نهضة ثقافية عربية ثالثة تواكب التطور العالمي وتدعم التضامن بين بلدان جامعة الدول العربية، وإحداث صحوة معرفية، قومية وإنسانية، لذلك حرص المجمع على أن تمتد أنشطته إلى جميع الأقطار العربية والعالمية.
وحول أنشطة المجمع قال الطفيلي: أنشطة المجمع كثيرة ومتنوعة، وتتوالى وفق برنامج تدريجي سنة بعد سنة سعيا لتحقيق أهداف المجمع ومنها، عقد مؤتمر سنوي على مستوى العالم العربي، كما تجاوز نشاط المجمع إلى ايطاليا، حيث عقد في ' بالرمو' بالاشتراك مع جامعتها مؤتمرا دوليا حول التفاعل الثقافي لدول البحر المتوسط عام 2004 ، وفي عام 2006 أقام المجمع مؤتمرا حول التبادل السياسي والثقافي بين فرنسا والعالم العربي في مدينة بوردو ، ومنذ عام 1994 عقد المجمع أربعة عشرة مؤتمرا في العديد من العواصم العربية، ليكتمل عقد المؤتمرات اليوم مع المؤتمر الخامس عشر تحت عنوان ( ناشئتنا واللغة العربية : أي مستقبل).. كما عقد المجمع الثقافي عدة ندوات تتناول مختلف شئون الحياة الثقافية والسياسية والاجتماعية وسواها جرت في لبنان وسوريا والأردن.
كلمة وزير الإعلام
بين الثقافة والإعلام صلة وعلاقة وترابط، فكلاهما للحضارة ركن ومدماك، ولا فصل بينهما اليوم لما يشكلان من أهمية في حياة الشعوب.. بهذه الكلمات قدمت الدكتورة رنا أبو ظهر لوزير الإعلام الشيخ محمد العبد الله المبارك الصباح ممثلا راعي المؤتمر سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر الحمد المبارك الصباح ، الذي نقل للمؤتمرين تحيات راعي المؤتمر سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء الموقر، وتمنياته للجميع بالتوفيق والنجاح .
وقال الوزير الصباح : يسعدني أن أرحب بكم في بلدكم الثاني الكويت، بلد كل العرب الذين يؤمنون بالحرية والكرامة والتضامن، ويعشقون المعرفة ويسعون وراء مباهج الثقافة، أرحب بكم نيابة عن سمو رئيس مجلس الوزراء الموقر الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح، الذي تكرم وشمل هذا المؤتمر الكبير والمهم برعايته، والذي نرجو من خلال حضوركم ومن خلال التفاعل الفكري الخلاق بينكم أن يكتب له النجاح الذي نأمله ونتطلع إليه.
وتابع وزير الإعلام: لعل ما يزيد من قدر هذا المؤتمر، الذي يقيمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالتعاون مع المجمع الثقافي العربي في بيروت، انه يأتي في إطار التعاون المشترك بين المؤسسات المعنية بالثقافة وتعزيز الفكر ودور اللغة في عالمنا العربي، كما أنه يأتي في خضم الظروف المتغيرة التي يعيشها عالمنا العربي قاطبة اليوم وفي ظل الصيحات بالحرية والسعي نحو مستقبل أفضل.
وقال الوزير الصباح يهمني أن أغتنم هذه المناسبة كي أؤكد من خلالها أن وجه الكويت الثقافي لم يغب عن ميدان الثقافة العربية والواقع العربي بعمومه، حتى في أحلك التي مرت بها ، كما أن دورها الفاعل والمؤثر لم يتقاعس يوما عن الإسهام في مجمل القضايا العربية، وعن الاهتمام بالواقع العربي ومستجداته في جميع مناحيه الثقافية والفكرية.
إن فعاليات هذا المؤتمر تأتي اليوم لتؤكد على حضور اللغة العربية بوصفها لغة ثرية متجددة ، لتواكب معطيات التطور وتستجيب للواقع المعيش ، حيث ندرس من خلال المحاور المتنوعه التي يقدمها المؤتمر : المناهج المقدمة للناشئة في مراحل التعليم المختلفة والبعد اللغوي للقصص الخاصة بالأطفال وغيرها من الموضوعات ذات الارتباط الوثيق بهذا المجال ، ونحن إذ نفتتح فعاليات هذا المؤتمر فإننا ندرك أننا نواجه من خلاله تحدي تراجع دور اللغة العربية لمصلحة اللغات الأجنبية الأخرى بصفتها لغة العلوم والعمل ، لكننا في الوقت ذاته نؤكد على حضور لغتنا العربية بوصفها الهوية الثقافية الأبرز لكل مجتمعنا والسمه الأهم لأمتنا العريقة.
وهذا التحدي في مواكبة اللغة العربية للواقع العلمي المعيش يتطلب منا تطورا مستمرا ليس على مستوى الأجهزة وحدها ، بل على مستوي البشر أولا . فأفكار الشعور وعقولها هي أحدى أسلحة التطور والإبداع للوصول للتغير المنشود.
أهلا بكم مره أخرى في بلدكم ' الكويت ' وشكرا لكل جهد وكل وقت بذلتموه من أجل إقامة هذا المؤتمر ، وتمنياتي أن تحفل الأبحاث والمناقشات بالأفكار الخلاقة التي تخدم لغتنا وتعزز مكانتها لدى الناشئة الذي نعول عليهم لبناء الوطن وتقدمه نحو المستقبل الأفضل.
كلمة المجمع الثقافي العربي
وألقى كلمة المجمع الثقافي العربي عضو مجلس الأمناء الدكتور ياسين الأيوبي والتي قال فيها: أن اعظم ما وهبه الانسان في أصل تكوينه ملكة النطق والكلام، فكان له لسان يعبر به عما يعتريه من مقاصد وأفكار لئن بدأت حركات وإشارات فقد تطورت إلى لغة متطورة اتخذت الأزمنة واختلاف الأجناس والأمكنة، انماطا وأساليب لا سبيل لحصرها وتسميتها ، ومن بين هذه اللغات ، اللغة العربية التي نشأت كما غيرها أصواتا ثم حروفا ثم ألفاظا وتراكيب خضعت لقواعد وأصول اختلف أداؤها كثيرا قبل الاسلام، وفقا للهجات والتقاليد وكان الشعر العربي قبله قد مهد السلبيل إلى انضوائها في نظام متكامل العناصر والحلقات صرفا ونحوا واشتقاقا .
وتابع الأيوبي .. إن الكلام عن لغة أمة من الأمم يعني وضع هذه الامة في ميزان التقويم وقياس وقيها وحضارتها وقوتها أو انحدارها وتخلفها عن ركب التاريخ والانسانية وصولا إلى التردي والاندثار .. ، ولو سألنا عن أسباب البقاء والازدهار لأجبنا: بأنها غلبة القوة والنفوذ ، وما يسبقها من تجذر تاريخي وتشبث بالوجود والتميز الحضاري الأصيل كمظم اللغات الحية والمعاصرة التي قارعت الزمن ، وانتصرت على قوى الخنوع والاستسلام وأوصلت رجالها وعباقرتها إلى رتب عالية في سلم الخلود والعنفوان كاللغات الألمانية والروسية والانكليزية ... وأما لغتنا العربية فقد أعطيت مداميك القوة وشعل البيان ما جعلها ترفل بأجمل أثوابها وتتخايل على لغات أقوى الأمم ، وتبعا لقانون تلازم القوة والغلبة مع رقي اللغة وعلومها من جهة ووهن الحياة والسلطان من انحطاطاللغة وحضورها الابداعي من جهة ثانية ، فإن عربيتنا قد أصيبت بكثير من التقهقر والانحدار أمام المد المغولي وما تلاه من حروب وغزوات اجتاحت أرض العروبة والاسلام في العصور الوسطى وصولا إلى ما يسمى بعصر النهضة.
ولأجل اعادة التوازن والتناغم بين ماضينا المشتعل بانجازاته العلمية واللغوية وحاضرنا المتعثر ، لابد من الالتفات من جديد إلى الينابيع والتربة المباركة فنقبل على مشكاة اللغة وعمودها الأزلي : القر|آن الكريم .. وإلى مثل هذه الغاية السامية سعى ويسعى المجمع الثقافي العربي منذ تأسيسه، وما مؤتمرنا اليوم في ضيافة دولة الكويت إلا حلقة من حلقات نشاطنا الثقافي الدوري.
تعليقات