وصية وليد السبع رحمه الله للشعب الكويتي الحر

زاوية الكتاب

كتب 5106 مشاهدات 0

وليد السبع


وصية وليد السبع رحمه الله للشعب الكويتي الحر


' هذه الكلمات التي تقطر ألماً و يتفطر لها القلب حزناً قد سطرها أخي وليد السبع رحمه الله تعالى قبل وفاته بإسبوعين فقط بعد أحداث القمع و الإمتهان لكرامة الإنسان للمعتصمين البدون في تيماء 

في أثنين ' الكرامة ' في ديسمبر الماضي و بما أن التهاون و المماطلة في قضية البدون لا تزال قائمة وسط صمت الشعب الكويتي الحر الرهيب عن إنصاف هذه الفئة أنقل لكم وصيّته لعلها تلامس نخوة ' المعتصم ' الكويتي الذين كان ولازال رائداً في نصرة المظلوم في شتى بقاع الأرض .

•أيها الشعب الكويتي الكريم ..

لقد أثبتت لكم الاحداث الأخيرة أسلوب الحكومة في معالجة الملفات العالقة والأزمات التي تمرُّ بها البلاد ، وبٰان لكم حجم الفساد الحكومي الذي يعاني منه وطننا الغالي ، وجرَّبتم التعسف الذي تمارسه الحكومة تجاه من يخالفها في الطرح وما اعتقال الشباب الأحرار في الأحداث الأخيرة الاَّ خيرُ مثال يثبت هذه الحقيقة ..

•أيها الشعب الكريم ..

ما ذكرته أعلاه هو ذاته ما حدث ويحدث لإخوانكم ' البدون ' على مدار ' ٥٠ ' عام !

حيث عانت هذه الفئة من تعسف الحكومة تجاه هذا الملف المهم والذي يتعلق بحياة ومستقبل ( ١٠٠٠٠٠) إنسان ما بين رجل وإمرأة وشاب وفتاة وطفل وطفلة من خلال إخفاء الحقائق والعبث في المعلومات ومنعهم من أبسط حقوق الانسان الطبيعية .

فإخوانكم ' البدون ' عانوا ويعانون من مشاكل إجتماعية واقتصادية وتعليمية وصحية ونفسية وسكنية بشكل يفوق الخيال !


أ•يها الأخوة والأخوات :

لقد جرَّبتم في الأحداث الأخيرة مشاعر الظلم وفقدان الحرية ، فما بالكم بإنسان يعيش بهذه المشاعر طوال فترة وجوده في هذه الحياة منذ أن ولد وزد عليها مصيبة فقدان الوطن !

ورغم كل ما تعانيه هذه الفئة من ظلم وإقصاء وتهميش وحرمان الا أنهم أثبتوا حبهم وولائهم لهذا الوطن الحبيب فلم يقوموا بأي عمل من شأنه يزعزع أمن الوطن أو أذاً لإخوانهم المواطنين وتشهد لهم دماء الشهداء التي روّت ثرى هذا الوطن ومشاركتهم في الحروب العربية وخدمتهم في السلك العسكري بوزارتي الدفاع والداخلية ..

•أيها الشعب الكريم المعطاء ..

ولقد رأينا وثبة حُرَّة من القوى السياسية والجموع الشبابية والشعب عامة تجاه الفساد المالي والاداري الذي حدث في الآونة الأخيرة وإننا نخاطب فيكم الروح الانسانية والوطنية أن يكون للشعب موقف جاد في رفع الظلم عن هذه الفئة المستضعفة فلكل شاب وفتاة من أبناء هذه الفئة حلم بمستقبل آمن كما لأبنائكم ، وولكل طفل وطفلة أمل بحياة كريمة كما لأطفالكم !

فقد آن الأوان للشعب أن يقول كلمته تجاه هذه القضية بدافع الإنسانية وأن يبرِّأُ كل مواطن ساحته وذمته أمام الله تعالى وأمام التاريخ وأن لا يكون له يدٌ تشارك بالظلم من خلال السكوت واللا مباة ، فما يقع عليهم الآن قد يقع عليكم غدًا فكما تدين تدان والديان لا يموت ..

إنَّ الكرامة والحرية والعدالة هي سِمَت هذه المرحلة كما أنها قبل ذلك هي حق إنساني لكل البشر بغض النظر عن عرقه او جنسه او دينه او انتمائه .. وسلبها تعد جريمة كبرى في حق الإنسانية ، والضمير الحي يأبى أن يلتزم الصمت تجاه هذه الجريمة خاصة اذا كان بإستطاته أن يساهم في التغيير ..

•أيها المشايخ والدعاة والعلماء ..

لقد كان لكم الدور البارز واليد الطولى في المساهمة في تغيير المنكر في الأحداث الأخيرة في الكويت  وفي أحداث ليبيا وسوريا رغم أن ما تعانيه هذه الفئة أشد مما كان يعانيه الشعب الليبي والشعب والسوري الكريمين قبل الثورة ! ولقد كان لكم جهداً طيبا مباركاً مشكوراً في الفتاوى الرافضة للظلم وسلب حقوق الإنسان من خلال وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في شبكة الإنتر نت بالإضافة الى اللقاءات والندوات ، الاّ إخواكم ' البدون ' لم يجدوا إلتفاتة من أحد إلا أصوات خافتة من هنا وهناك وكلمات يتيمة لا تعبر عن حجم الكارثة والمعاناة التي أصابت هذه الفئة !

والمسؤلية اليوم التي تقع على عاتقكم أكبر وعظيمة جداً فالآيات والأحاديث التي كنتم توعون الناس بها هي لم تنزل لفئة دون أخرى وإنما خطاب رباني للبشر جميعاً .. فليكن لكم الدور البارز في إنهاء معاناة هذه الفئة براءة الى ربكم فالسكوت عن الظلم ظلم أيضاً ..

اللهم إنصف كل مظلوم .. وأسعد كل محزون .. واحفظ الكويت وشعبها من كل مكروه

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

اللهم هل بلغت .. اللهم فاشهد

كلمات لــ ميّت .. هل سَتُحيي النصرة في ' قلب ينبض ' ؟

بدونيّات :

' إلاّ المعتقلين البدون الأحرار لا بَواكيَ لهم '

جميل السبع

الآن - رأي: جميل السبع

تعليقات

اكتب تعليقك