بحضور الشايجي والرميحي

أقامت وحدة الدراسات الامريكية بكلية العلوم الاجتماعية ندوة بعنوان ' مستقبل العلاقات الاستراتيجية الامريكية الخليجية ' حاضر فيها كلا من رئيس قسم العلوم السياسية بكلية العلوم الاجتماعية  د. عبدالله الشايجي  و استاذ علم الاجتماع السياسي ا.د محمد الرميحي .
قال د. عبدالله الشايجي ان علاقة دول مجلس التعاون الخليجي مع الولايات المتحدة الامريكية مرت بمراحل عدة ابزها بعد الانسحاب البريطاني حيث كان هناك حرب باردة و مبدأ نيكسون الذي كان ينظر للمنطقة عبر العامودان التؤامان و هما المملكة العربية السعودية و ايران . مضيفا ان المشكلة الرئيسية في المنطقة الخليجية  تعود الى انه لا يوجد توازن اقليمي يجعل المنطقة اكثر استقرارا و يبعد الخطر عنها .
و بين د. عبدالله الشايجي ان الاستراتيجية الامريكية مرت بالحرب العراقية الايرانية ثم الاحتلال العراقي للكويت و من ثما التحرير و هنا بدأ التغير في الاستراتيجية الامريكية و الخليجية ، موضحا ان الكويت كانت من الصقور اتي ترفض وجود قواعد عسكرية امريكية  او غربية او شرقية لكن اصبحت من الدول المتقدمة في الموافقة على الوجود العسكري ، مضيفا ان الكويت استفادت من استراتيجيتها اثناء الحرب الباردة و جيرتها لمصالحها بشكل ذكي و كانت علاقتها جيدة مع الكتلتين الشرقية و الغربية و لم تنحاز لاحدهما دون الاخرى ، لكن بعد سقوط الاستراتيجية هذه في فخ الغزو العراقي و التحرير اصبح لزاما على الكويت ان تغير من استراتيجيتها المثالية الى اخرى اكثر واقعية و في ان تلتحم مع الولايات المتحدة الامريكية . و عليه تحولت العلاقة مع الولايات المتحدة الامريكية الى علاقة بالغة الاستراتيجية و تكرست بتوقيع اتفاقية الترتيبات الامنية في 1991 ، الى  جانب ان العلاقة مع امريكا تكرست اكثر بتوقيع الولايات المتحدة الامريكية اتفاقيات ثنائية مع دول الخليج  ، موضحا ان الولايات المتحدة الامريكية  في هذه الفترة و منذ الانسحاب البريطاني حتى اليوم بقيت تتعامل مع دول الخليج تعامل فردي و هذا يعزز الثقل لها و يقلل قدرتنا في ان نكون ندا .

و بين  الشايجي ان التغير الاستراتيجي الذي حصل بعد انسحاب امريكا من العراق هو  انها الان مفلسة و لديها عجز بالميزانية و مشكلة في كيفية قيادة العالم فلم تعد مثل السابق الدولة التي لا يمكن الاستغناء عنها  و عليه فقد غيرت  امريكا استراتيجيتها بسبب الازمة المالية و نفور الامريكان من الحروب الطويلة  الى جانب انها لم تعد نفسيا قادرة على ان تدخل حروب .
الى جانب ذلك قال  د. عبدالله الشايجي ان التغير الاستراتيجي الكبير حصل منذ ما يقارب الشهر في المنتدى الاستراتيجي الاول لدول مجلس التعاون و الولايات المتحدة الامريكية و هو منتدى يعقد لاول مرة على هذا المستوى الاستراتيجي و لجميع دول الخليج مع الولايات المتحدة الامريكية. ، مبينا  ان هذا التغير الكبير حصل  بسبب الاوضاع في العراق و الملف النووي الايراني و لرغبة الولايات المتحدة الامريكية في ان يكون دول الخليج اكثر قدرة في التعامل مع الازمات ، حيث ان الولايات المتحدة الامريكية بدأت في التعامل بطريقة استراتيجية متقدمة غير مسبوقة و بشكل جماعي مع دول  مجلس التعاون.
و اخيرا  قال د. عبدالله الشايجي ان دول الخليج فرضت نفسها كلاعب رئيسي في المعادلة العربية فالان مجلس التعاون هو القلب و القائد للدول العربية بدون منازع فهي من يقود الحراك و المبادرات العربية في الملف السوري و البحريني و التونسي و الليبي .

و من جانبه تحدث ا.د محمد الرميحي عن الاوهام التي تنتاب عدد من الكتاب و الدراسات تجاه السياسة الخارجية الامريكية و التي منها فكرة ان الولايات المتحدة الامريكية قادرة على فعل اي شيء و ان الحزبان  الجمهوري و الديموقراطي يختلفان في سياستهما الخارجية عن بعض و الوهم الاخر هو النظر للسياسة الامريكية على انها اخلاقية و هي ليست كذلك .
و حول المحفزات و الثوابت التي تميز السياسة الخارجية الامريكية بين الرميحي بأن هناك ثلاثة ثوابت و هي الراي العام الداخلي الامريكي و الذي يؤثر على السياسة الخارجية ومتخذ القرار من خلال اللوبيات و خاصة اللوبي الصهيوني الفاعل جدا  الى جانب الطاقة و الممرات البحرية و التي تهم امريكا بشكل كبير بالاضافة الى امن اسرائيل في الشرق الاوسط.

الى جانب ذلك قال ا.د محمد الرميحي ان الولايات المتحدة الامريكية ليس لديها سياسة ثابتة او اصدقاء دائمون حيث ان لها مصالح تريد تحقيقها حيث اننا نرى كيف تخلت عن اصدقائها المعتدلين ببساطة شديدة  كحسني مبارك و بن علي و علي عبدالله صالح.
و اشار الرميحي الى ان الخطة الرئيسية للولايات المتحدة الامريكية لما بعد الحرب العالمية الثانية  كانت محاربة الشيوعية من خلال استخدام القوى الناعمة و الخشنة ، و تم التركيز على الناعمة من خلال وضع خطة مارشال و الدعاية الكبرى ضد الاتحاد السوفيتي و اضاف الرميحي  ان الولايات المتحدة الامريكية بعد الحرب العالمية الاولى و الى احداث 11/9 كانوا يتبنون التوجه البريطاني و  هو التوجه مع الاغلبية و الزعماء السنة بينما بعد احداث سبتمبر حدثت تغيرات كبيرة في السياسة الخارجية الامريكية حيث انها بدأت تتعامل مع الاقليات .
و ختم الرميحي حديثه حول واقع السياسة الامريكية في الشرق الاوسط و الخليج موضحا ان الامريكان يواجهون اليوم الموقف من ايران و الموقف الصيني و التهديد الذي يواجه دول الخليج لاسباب اقتصادية و لدورهم في الربيع العربي .