إقبال الأحمد لـ'بو مشاري': ما يحصل بالكويت هو الابتزاز ذاته!
زاوية الكتابكتب مايو 7, 2012, 12:18 ص 1107 مشاهدات 0
القبس
سبقك بو فواز يا بو مشاري
إقبال الأحمد
سبقك بو فواز يا بو مشاري عندما قال إن الكويت اختطفت.. وصدقت أنت عندما قلت إن المطالبة برئيس وزراء شعبي إحدى مراحل السيطرة على الحكم.
في لقاء للوزير الأسبق بدر الحميضي في القبس الأحد 6 مايو قال السيد بدر مشاري الحميضي إن (المرحلة الحالية هي الأخطر في المراحل السياسية التي تعيشها البلاد منذ الاستقلال، ومن أكثر المراحل العنيفة بكل الأوجه)، مؤكدا تخوّفه الكبير على الكويت، لأن هناك توجها لانقلاب سياسي من خلال أسلوب المطالبة برئيس شعبي قائلا: (لا نجامل أو نكذب على بعضنا، فالحقيقة واضحة، وهي أن الكويت مختطفة هذه الأيام من الأقلية في كتلة الأغلبية).. وأنا أضع خطا تحت الأقلية من كتلة الأغلبية.. مشفقة على بقية الأغلبية التي لا تدرك أبعاد ما تقوم به، وإلى أين تأخذ البلاد.
قبل سنوات، وفي لقاء صحفي كبير أطلق الشيخ سعود الناصر - رحمه الله - مصطلح (الكويت مختطفة) في لقاء أثار كثيرا من ردود الفعل المؤيدة والمستنكرة كل حسب وجهة نظره.. أما اليوم فيا أخ أبومشاري، أنا أقول إن الكويت تعدت مرحلة الاختطاف.. لأنها اليوم تعيش مرحلة الابتزاز.
عندما اختطفت طائرة «الجابرية» بالكويت في الثمانينات.. عاشت البلاد حالة من الشلل والترقب.. تراقب المشهد عبر شاشات التلفزيون في نقل مباشر ومستمر.. حين كانت تدور المفاوضات وحين بدأت مطالب الخاطفين مقابل الإفراج عن ركاب الطائرة.. وبدا قتل الركاب وإلقاؤهم الواحد تلو الآخر أمام أعين العالم كله غير عابئين بردود الفعل.. حين اقشعرت أبداننا كلنا لمشاهد الجثث وهي تتساقط بكل قسوة من علو الطائرة لترتطم بالأرض وتُترك في مكانها لحين سحبها.
والتاريخ يكرر المشهد اليوم.. فبدل أن تكون المختطفة طائرة الجابرية، ها هي الكويت هي الرهينة، والمختطفون من أهلها يمارسون دورهم بكل قوة وعنف.. لتحقيق مطامح أبعد من حدود الكويت الجغرافية..
ما يحصل بالكويت يا بومشاري اليوم هو الابتزاز ذاته.. فالخاطف بعد أن تتم عملية الاختطاف.. ينتقل الى المرحلة الأهم، وهي التفاوض والحصول على أكبر مكاسب يستطيع تحقيقها.. خاصة إذا كان الطرف الآخر ضعيفا رقيق القلب.. لا يقوى على المواجهة والتحدي ويخاف أن يتضرر أبناؤه ومن يحبهم.. فينصاع لكل المطالب ويدفع ما يُطلب منه، وإن أُجبر على تدبير المبالغ من جهنم.. وها نحن اليوم نعيش العبث بمقدرات البلاد والأجيال القادمة دون تفكير أو إدراك للأيام الصعبة المقبلة.. حتى يسكت الخاطف الذي يعرف ماذا يريد وكيف يحصل على ما يريد.. وفق سياسة كسينجر «خطوة خطوة».
تعليقات