الزحمة نعمة تتطلب الشكر!.. جعفر رجب مازحاً
زاوية الكتابكتب مايو 7, 2012, 1:04 ص 1441 مشاهدات 0
الراي
تحت الحزام / شكراً يا ازدحام
جعفر رجب
البعض يخرج من دوامه، أو من بيته باكراً، مبرراً فعله بجملته الشهيرة «طالع قبل الزحمة»، أما أنا وبسبب شدة إدماني الزحمة، وعظم إيماني باحترام المرور أردد دائماً «طالع قبل أن تخلص الزحمة» فكثير من الأحيان عندما تخلو الشوارع من السيارات تشعر بالوحشة، وبأن كارثة تلوح بالأفق، لذلك تبحث عن السيارات لتقف خلفها، وتستمتع بصوت «أبواق السيارات»!
اللواء الزعابي، أطال الله عمره وحفظه وجعله ذخرا لنا، بالأمس وضّح لنا ما كان خافياً، وكشف لنا عن أسرار المرور ما لم نعلم، قال لنا إن الزحمة مفيدة جداً، بل هي «نعمة»، وإذا كانت نعمة فلابد من الشكر، وبالشكر تزيد النعم، ويزداد الازدحام، ووضّح لنا أن الازدحام ساهم في تقليل حوادث المرور، لم يشرح لنا كيف عندما تزيد السيارات وتقل الحوادث؟! إلا انني أصدقه، لأنه بالفعل الازدحام نعمة!
الزحمة نعمة، لأنها تساهم في تفجير طاقة الغضب عند الإنسان في الشارع، فيسُب ويشْتِم السيارات وأصحابها، ويشْتِم إشارة المرور، ويشْتِم الشوارع والأرصفة والمغني الذي يصرخ في الإذاعة، والمذيع الذي يتحدث عن الطيور والورد والبحر... ويصل البيت مُنهك القوى، خائر العزيمة، يدخل غرفته، فيخمد وينام... وبهذا تقل نسبة الطلاق في المجتمع، لاحظوا، كلما زاد الازدحام قلت نسبة الطلاق!
الزحمة نعمة، لأن المواطن بالزحمة يفتح موبايله ويتابع المواقع، ويستمع الإذاعة، ويتابع الأخبار، ويعقد الصفقات والصداقات في الزحمة، ما ينمي الوعي السياسي، ويخلق جيلاً واعياً عاش أيامه ولياليه في الشوارع... وكلما زاد الازدحام ارتفعت نسبة الذكاء في المجتمع!
الزحمة نعمة لأن المواطن المزدحم والملتصق بالسيارات الأخرى يخلق نوعاً من الحميمية بين أبناء الوطن الواحد، ويُعبر عن التراص في مواجهة الأخطار، خصوصا ان فئات المجتمع كافة تشارك بالزحمة... وكلما زادت الزحمة ازدادت اللحمة الوطنية!
ومن لا تعجبه الزحمة، فعليه أن يخرج باكراً ربع ساعة قبل موعده، كما قال لنا «الزعابي»، وهذا يعني أن الجميع سيسمع النصيحة وسيخرج باكراً ربع ساعة، والجميع سيدخلون في دوامة الزحمة مرة أخرى، ويتأخرون ساعة أو ساعتين، ولا يأس، فكلما ازداد الازدحام يعني تأخرنا أكثر، وكل خيرة وفيها خيرة، وكلما تأخرنا أكثر صار الخير أكثر!
عندما تزدحم محاكمنا بالمختلسين والنصابين والحرامية من أصحاب البشوت... عندها بالفعل نقول «الزحمة نعمة».
*
وكله يهون مع الداخلية، إذا تابعنا أخبار وزارة التربية، وقلة تربيتها مع المعلمات البدون، بعدما قررت الوزارة بقلة أدب جمة، عدم صرف معاش المعلمة في العطلة، وعدم إعطائها إجازة وضع، أي بالمختصر على المعلمة في الصيف أن تجلس عند باب المسجد كبديل للصف والمعاش، وإذا أرادت الإنجاب فعليها أن تنجب في الفرصة، وتكمل حصتها بعد ذلك... قلنا لكم، قلة تربية!
تعليقات