في أول تصريح لها لـ ((الآن)):

منوعات

البشر: كأول امرأة أحصل على جائزة الصحافة العربية أقول : المرأة قادرة إن أعطيناها الفرصة

2368 مشاهدات 0

الكاتبة بدرية البشر

قالت الدكتورة بدرية البشر الفائزة بجائزة الصحافة العربية لأحسن عمود صحافي بأن المرأة قادرة على انجاز أي شيء اذا ما أعطيت الفرصة، وأضافت البشر في تصريح خاص لـ بعد فوزها بجائزة الصحافة العربية لأفضل عمود صحافي 'تفرغت للكتابة بعد أن أدركت أن مشواري العلمي يكفيه من الشهادات الفاخرة التي سأعلقها في مكتبي، من ماجستير في الأنثربولوحي ودكتوراة في علم الاجتماع الثقافي، أدركت أن طريقي المعرفي شبه الطويل، كان مجرد طريقا ليثري كتابتي لا أكثر'.

للمزيد من حفل التكريم:

http://www.alaan.cc/pagedetails.asp?nid=107074&cid=33

يذكر أن الدكتورة بدرية البشر أستاذة مساعدة بجامعة الجزيرة في الإمارات وقد اشتهرت البشر بزاويتها اليومية التي مازالت تصدر في صحيفة الحياة، جيث تكتب عموداً صحفياً شبه يومي في ''الحياة' في زاويه باسم 'ربما' منذ عام 2009 ولها تجارب طويلة سابقة في صحف سعودية، وهذه هي المرة الأولى في تاريخ الجائزة التي تفوز فيها كاتبة في فئة العمود الصحافي.

كما أن البشر صاحبة للكثير من الروايات والكتب التي تتناول مواضيع اجتماعيه في السعودية.

ومن ضمن المقالات التي إنشهرت كثيرا، نختار المقال التالي:

مطلوب وزير «تفكير»!
 

هل خطر على بالك يوماً أهمية أن يكون في كل بلد عربي وزير للتفكير؟ فنزويلا فعلتها وعينت وزيراً للتفكير، ومهمة هذا الوزير هي تبني (وبالمناسبة هذا النوع من التبني ليس حراماً كما وصفت المذيعة الليبية أثناء الثورة الليبية قرارات الأمم المتحدة وقالت إن الإسلام حرّم التبني) أفكار العالم الإيطالي الكبير إدوارد بونو المتخصص في علم التفكير ونشرها بين مواطنيه صغاراً وكباراً. وبالفعل أصبحت هناك مادة دراسية في كل المدارس الفنزويلية باسم التفكير، ولها حصص وكتب وعدد ساعات تدريس لتنمية ذكاء الأجيال الجديدة وجعل التفكير الإبداعي تفكيراً شعبياً، أي يمارسه كل إنسان ويكون جزءاً رئيسياً من نشاطه الفكري.

يقول «بونو» إن التفكير هو مهارة يمكن الإنسان تعلمها بل وتجويدها، كما يتعلم لعب التنس أو ركوب الدراجة، أي أن الأمر ليس مجرد عوامل وراثية تحدد درجة الذكاء للإنسان ليظل أسير هذا الشيء القدري من دون أي احتمالية لتغييره أو تطويره.

لكن مشكلة التفكير المتبع في المدارس أنه تفكير «ردة فعل» وليس فعل، أي أن الطالب يحتاج إلى محرض خارجي ليفكر، ويطلب من الطالب أن يتفاعل مع الكتب والمراجع وتعليقات المدرسين، وبمجرد خروج الطالب من المدرسة فإن عقله لا يعمل، لأنه اعتاد محرضاً خارجياً يهاجمه أو يوقظه، ولهذا تموت لدينا المبادرات العقلية والإيجابية. وهذا الطالب هو الذي سيكون في يومٍ ما مسؤولاً في عائلة وفي وظيفة وفي وزارة، فكيف يبدع هذا المسؤول إن كان كل ما يستطيع فعله هو انتظار الحدث للتفاعل معه وغياب روح المبادرة الضرورية للإبداع؟

يعيب بونو على الإغريق أنهم كرّسوا ما عرف بالتفكير النقدي فجعلوا مهارة التفكير مبنية على التحاور والمناظرات الجدلية التي يسعى فيها كل طرف للتغلب على الآخر بأي وسيلة، ولقد آذى هذا التفكير الغربي وجعل العادات الغربية في الحوار ناقصة، ومع الوقت أصـــبح معيار التفوق على الطرف الآخر هو إلجامه على حساب الرؤية الصائبة وفحص والمعلومات. ويدعو بونو إلى التفريق بين الرأي والاعتقاد، فالاعتقاد أقوى من مستوى الرأي، فأنت عندما تعتقد في شيء فإنك تراه حقيقة، بينما ما تراه رأياً يحـــتمل الصواب أو الخطأ، ونحن كثيراً من نــحوّل الرأي إلى اعتقاد من دون فحص أو تفكير.

كم من عادات التفكير السلبية تغلغلت داخل طرق تفكيرنا بعضها قلدناها، وبعضها تعلمناها في المدارس التي لم تختلف كثيراً عن طرق التفكير الشعبية العفوية المنحازة، والتي حين لا تجد منفذاً لصحة تفكيرها تقول لك (بس ولو) والتي لا تتخذ من العلم منهجاً ولا فاحصاً، وأصبحت القدرة على إلجام الآخر قيمة فائزة في الحوار، ومع الوقت لا يعود إلجام الآخر هو القيمة النهائية في الفعل، بل ونتدهور باتجاه التنكيل بالآخر وقتله، إذاً فوزير التفكير هو من سيساعدنا على التخلص من مشكلة كرة الصوف التي علقنا بها، وكل منا يمسك خيطاً ويظن أنه رأس الحقيقة التي لا يمتلكها سواه. إننا بحاجة فعلاً إلى وزير تفكير شعار عمله «اللي شبكنا يخلصنا».


بقلم: بدرية البشر

الآن - خاص

تعليقات

اكتب تعليقك