الاغتيالات مشروعة عندما يتعرض الدين والنبي للتطاول.. الشيباني مؤكداً
زاوية الكتابكتب مايو 12, 2012, 12:21 ص 727 مشاهدات 0
القبس
قتل من يؤذي الله ورسوله..!
محمد بن إبراهيم الشيباني
الذين آذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في دينه ونفسه وعرضه وصحبه كثيرون في التاريخ الإسلامي منذ بداية الرسالة حتى وفاته.
ولقد سطرت الكتب التي ألفت في السيرة النبوية الكثير من النصوص الصحيحة في ذلك وكيف تعامل نبينا مع أولئك القوم حتى أصبحت تعاليمه بعد ذلك مطبقة في العصور التي تلت عصره إلى سقوط الخلافة العثمانية.
وأول مثال على ذلك التعامل أو بداية النشاط العسكري الأحداث التي كانت تجري آنذاك، وحيث إن السيرة النبوية العسكرية عبارة عن غزوات شارك فيها رسول الله، وسرايا وبعوث قام بها صحابته بأمر من عنده، ومثاله:
- سرية قتل عصماء بنت مروان: وهي كانت ممن يؤذيه وتعيب الاسلام وتحرض على رسول الله، وقالت فيه شعرا حتى قتلها عمير بن عدي الخطمي من قوم زوجها، تنفيذاً لأمره عليه السلام عندما قال: «ألا آخذٌ لي من ابنة مروان؟»، وأسلم يومئذ رجال من قومها من {خطمة}.
- سرية سالم بن عمير لقتل أبي عفك: وهو أحد بني عمرو بن عوف، حين قتل رسول الله الحارث بن سويد بن صامت، وقال في ذلك شعرا، فقال رسول الله: من لي بهذا الخبيث؟ فخرج سالم بن عمير فقتله.
- سرية قتل كعب بن الأشرف اليهودي: كان كعب شاعراً، وقد غاظه انتظار المسلمين ببدر، فسافر إلى مكة ليواسي المشركين في قتلاهم ويحرّضهم على أخذ الثأر ويهجو رسول الله، وعندما عاد إلى المدينة أخذ يقرّض الشعر متشببا بنساء المسلمين، فأهدر رسول الله دمه، فاحتال الصحابة في ذلك حتى وصلوا إليه فقتلوه، وفي هذا جواز الاحتيال على قتل من وجب قتله لغدره وخيانته، لأنه من أهل المدينة الذين أخذ عليهم العهد والالتزام به.
- سرية عبدالله بن عتيك لقتل سلام بن أبي الحقيق: كان هذا الرجل ممن ألّب الأحزاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يؤذيه ويعين عليه. فقد أغرى وأعان غطفان وغيرهم من مشركي العرب بالمال الكثير على الإسلام ونبيه وأهله. وفي هذه السرية نهاهم أن يقتلوا وليداً أو امرأة.
وهناك الكثيرون من الذين آذوا الله ورسوله وصحبه من الذين رجعوا وتابوا وأسلموا قبل أن تصلهم سيوف المسلمين، أمثال صاحب «البردة» إن صحّت روايته، والشاعر عبدالله بن الزبعرى. وكان ممن يؤذي رسول الله، وكان أشد عليه وعلى أصحابه بلسانه ونفسه، وكان أشعر الناس وأبلغهم في الجاهلية والإسلام، ثم تاب وأسلم وحسُن إسلامه، واعتذر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقبِل عذره، ثم شهد ما بعد الفتح المشاهد، ومن شعره:
يا رَسولَ المَليكِ إِنَّ لِساني
راتِقٌ ما فَتَقتُ إِذ أَنا بورُ
إِذ أُجاري الشَيطانَ في سنَنِ الغي
وَمَن مالَ مَيلَهُ مَثبورُ
إلى قوله:
أَذهَبَ الله ضلَّةَ الجَهلِ عَنا
وَأَتانا الرِّضا المَيسورُ
في هذه النصوص دلالة على مشروعية الاغتيالات والقتل عندما يتعرض دين الله ونبيه وأئمة الدين من الصحابة وغيرهم للتحقير والمهانة والتطاول، فإن كان من المسلمين فيُستتاب، وإن كان من غير المسلمين فليس له ذلك، وكل ذلك يتأتى لا من قبل الأفراد والجماعات والأحزاب (أي القصاص)، وإنما من قبل خليفة المسلمين أو ولي أمرهم في ديار المسلمين اليوم.
والله المستعان.
* * *
• د. فايز الظفيري
زادك الله علماً وفقهاً وثبّتك على طاعته فقد أثلجت صدور الكويتيين وغيرهم بأدلتك وحججك وعلمك الغزير وهدوئك في المقابلة في قناة «اليوم» 2012/5/7.
تعليقات