في عالمنا العربي الأموال تبذل على تماثيل الرؤساء وأعياد ميلادهم!
زاوية الكتابكتب يونيو 7, 2012, 1:24 ص 970 مشاهدات 0
الوطن
ديمة قلم / أموالنا وألعابنا النارية
د. سعود هلال الحربي
نُقل عن ملك فرنسا لويس الخامس عشر أنه قال ذات يوم (لابد من الألعاب النارية، فما من وسيلة أخرى أفضل لارضاء الشعب، والألعاب النارية خير طريقة لنزف أموال الشعب) من يقرأ العبارة جيدا يدرك ان فكرة ضياع أموال الشعب مسألة كبيرة لدى الساسة منذ قرون وليست بدعة جديدة، وان اختلفت مسألة التبذير من دولة لأخرى ومن زمان لآخر، فعلى سبيل المثال نحن في عالمنا العربي وجدنا الأموال تبذل على تماثيل الرؤساء وأعياد ميلادهم وثوراتهم، متناسين ان المحبة مكمنها القلوب وليست الشوارع والطرقات والميادين العامة، كما ان الاحتفالات والمهرجانات والأشعار والكتابات لا تحمي العروش بل تسقطها وتجعلها في مهب الريح والتاريخ وأحداثه ليست ببعيدة عنا فأين التماثيل التي غطت عالمنا العربي والتي كانت أول أهداف الثوار لأنها تذكرهم بفقرهم وذلهم وتبديد أموالهم بل إنها تحاصرهم في كل الزوايا؟
في الكويت ندرك تماما ان أموال الشعب يذهب بعضها سدى، سواء في مشاريع خاسرة أو مصروفات مبالغ فيها كثيرا، وكلها تأتي من باب التنمية البشرية، التي أصبحت كلمة مبتذلة لا قيمة لها بل حجة كل من يريد ان يناقش ويكتب من أجل الكتابة أو التنظير أو التسويف، لأننا لا نراها في واقعنا أو اننا نعلم ان ما صُرف أقل بكثير من الجدوى هذا جانب، أما الجانب الآخر ما نلاحظه من وجود أموال كثيرة والدليل على ذلك ارتفاع أسعار العقار والبضائع ووجود قوة شرائية رهيبة عدا حالة الثراء التي ظهرت على البعض، وكلها مؤشرات لها دلالاتها على أمور لا نريد ان نستعجل في الحكم عليها، ولكن نجد أنفسنا مرغمين على التساؤل عنها وحولها.
ما نريد الوصول اليه ان الأموال وسيلة لإسعاد الانسان ان وجهت الى مصلحته ورفعة شأنه والاهتمام به ومتطلباته، بالطبع اذا تمت عبر طرق صحيحة ومشاريع ذات قيمة وملموسة تعكس أولويات حياته، وتحقق له الرخاء أو الاكتفاء على أقل تقدير أما ان نسمع بتجاوزات أو اهدار للأموال في أمور أو لأشخاص فأعتقد ان هذا يشابه الألعاب النارية التي قال عنها لويس الخامس عشر، وان كنت أتمنى ان يعي العابثون والمسرفون في الأموال ان يدركوا أنه سيأتي يوم ويندمون كثيرا، وليتذكروا من مات وقتل وترك أموالا يعلم الا الله مصيرها، فهل من متعظ؟
تعليقات