حملة 'عاشور' أولى استجابات الضمير الشيعي لعذابات سورية!

زاوية الكتاب

كتب 1192 مشاهدات 0


الوطن

طرف الخيط  /  تبرعات شيعية.. للنازحين السوريين

خليل علي حيدر

 

إعلان النائب الفاضل صالح عاشور بدء حملة لجمع التبرعات «للمتضررين النازحين من ابناء الشعب السوري»، خطوة رائدة تستحق التقدير والثناء. وان تناصر هذا الشعب المظلوم القتيل في هذه الظروف، خير من ان يبقى العمل الخيري في اوساط الطائفة الشيعية مرهونا بصراعات ومعارضات سياسية لا معنى لها على الاطلاق.
خطوة «جمعية الثقلين الخيرية» التي يرأسها النائب عاشور نفسه، ان نجحت وترسخت، قد تعني بداية استقلالية العمل الخيري في الاوساط الشيعية عن الاعتبارات السياسية والحزبية، وتحريره من القوى التي تريد الاستفادة منه كأداة ترويجية خاصة او قناة لدعم توجه معين، فكم كان مؤلما ولايزال، ادخال الكوارث والمذابح التي تقع يوميا بحق الشعب السوري الاعزل، في عملية مقايضة عكسية.. مع ما يجري في البحرين!
ولاشك ان خطوة جمعية الثقلين هذه قد تكون لها انعكاسات ايجابية كثيرة في الازمة البحرينية نفسها فلو نجحنا في تجريد آلام اهل سورية والبحرين من البعد الطائفي، وعدنا لأسس العمل الخيري المحايد لتم انجاز الكثير في البلدين.
الخطوة التي بدأها النائب الفاضل وجمعية الثقلين لن تمر مر الكرام، فهناك بين الشيعة والسنة من لا يريد لها ان تستمر وتنجح، وهناك من يقتات على المشاعر والمخاوف الطائفية ولا يستطيع ابدا ان يتجاوزها ويرى الآفاق الانسانية البعيدة التي تشرق على حياة الناس والمجتمعات عندما يتخلصون من مثل هذه المشاعر والاسوار.
قد تكون هذه كذلك بداية لدى الكثير من ابناء الطائفة الشيعية، وبخاصة الواقعون منهم تحت تأثير الجماعات السياسية الدينية والتيارات العقائدية، لان يتفهموا ما يتعرض له الشعب السوري من مذابح وويلات، بشكل واقعي وانساني، بعيدا عن منظار الانحياز الحزبي والمخاوف العقائدية والحسابات الطائفية، فالعالم العربي والاسلامي ودول العالم بأسرها بما في ذلك الامم المتحدة، تقف صفا واحدا مستهجنة هذه المذابح اليومية التي يتعرض لها الشعب السوري، والتي لا يعقل على الاطلاق ان تكون من فعل بعض «العصابات المتمردة» و«بعض الارهابيين»، كما يدعي الاعلام السوري الرسمي، وبخاصة ان السلطات لا تفتح مدن سورية لدخول اجهزة الاعلام من صحافة وتلفاز ومراقبين، عربية ودولية محايدة، كي تنقل الصورة الحقيقية من الداخل.
يقال ان سورية تقود المعارضة والممانعة ضد «الهيمنة الغربية» على العالم العربي، ونحن نتذكر جيدا ما كان يقال عن نظام طاغية العراق المقبور وبأنه العمود الفقري والظهر المساند لـ«المقاومة العربية» وحارس «البوابة الشرقية» وغير ذلك، وتظهر تجارب الشعوب بوضوح ان الديكتاتوريات الدموية لا تكترث بالقيم الوطنية والمثل الانسانية، وان اكثر ما يهمها البقاء في السلطة والتحكم برقاب الشعوب، ونرى اليوم ان سنة العراق وشيعته واكرادها قد بدأوا منذ سقوط الطاغية مرحلة جديدة رغم كل الصعوبات، ولاشك ان اهل السنة والعلويين والمسيحيين سيواصلون حياتهم بعد زوال او تحول هذا النظام في سورية.
لقد دخلت المنطقة العربية كلها منذ يناير 2011 في مرحلة جديدة، وتبدلت كل الحسابات، ولا يمكن لأي قوة كانت ان تعيد الشعب السوري الى الاوضاع السابقة التي ثار عليها وقدم عشرات الآلاف من القتلى والجرحى والمعذبين في السجون.. والنازحين.
ان عذابات سورية وآلامها كما قلنا دائما، تدق منذ فترة طويلة بيدها الدامية.. ابواب الضمير الشيعي! ولعل خطوة جمعية الثقلين واعلان النائب الفاضل صالح عاشور اولى الاستجابات!

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك