مصادرها محلية وإقليمية وعالمية وكونية

منوعات

دراسة.. العواصف الغبارية تمثل 25 بالمئة من ايام السنة

1479 مشاهدات 0


قالت دراسة علمية اعدتها دائرة السواحل وتلوث الهواء في ادارة البيئة والتنمية الحضرية في معهد الكويت للابحاث العلمية ان العواصف الغبارية التي تتعرض لها الكويت تمثل 25 بالمئة من أيام السنة.
وقال معد الدراسة الباحث العلمي الدكتور علي الدوسري لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان المعدل الطبيعي للعواصف الغبارية في الكويت هو 26 عاصفة في السنة وهو معدل يفوق بأضعاف المعدل الطبيعي للعواصف الغبارية في الدول المجاورة.
وافاد الدوسري بأن صور الأقمار الصناعية تحدد مصادر مختلفة للغبار الذي يجتاح الكويت وهي محلية واقليمية وعالمية وكونية موضحا ان من المصادر الاقليمية أهوار العراق والسهل الفيضي للرافدين والصحراء الغربية للعراق وبادية الشام والمنطقة الإيرانية المحصورة بين جبال زاجروس من الشرق وشط العرب ونهر دجلة من الغرب وصحراء الدهناء وتكوين الدبدبة.
وبين ان المصادر العالمية معظمها تأتي من جهة الصحراء الإفريقية الكبرى اما المصادر الكونية أو ما يسمى بالغبار الكوني فانه يمثل نسبة ضئيلة من مجموع الغبار المتساقط في حين أن المصادر المحلية وان كانت لا تقارن بكميات الغبار من المصادر الإقليمية فهي جزيرتا وربة وبوبيان لما تحويانه من كميات مهولة من رواسب الطمي والغرين ومسطحات المد والجزر خاصة المحصورة بين المد العالي والعالي جدا في جون الكويت وخور الصبية والأخوار المتفرقة في الكويت.
واشار ايضا الى الخباري الصحراوية ورواسب الطمي والغرين في بعض مجاري الأودية وخاصة الشمالية الغربية والمساحات الخالية والمهملة قليلة أو منعدمة الغطاء النباتي سواء في المناطق السكنية أو المناطق الصحراوية المكشوفة. وقال الدوسري ان العواصف الغبارية تهب بشكلين الاول هو الشكل العريض الذي يكون بعرض واسع أكبر من 200 كيلومتر وهذا الشكل يدل على أن العاصفة ناشئة بفعل رياح متوسطة السرعة تنشط أحيانا وهو السائد في العواصف الغبارية القادمة من الصحراء الغربية في العراق وسهل الرافدين.
واضاف ان هذا الشكل من العواصف يتكون نتيجة الطبيعة الطبوغرافية الواسعة والمفتوحة للمنطقة مما يحد من سرعات الرياح ويفتح مجالا أوسع لانتشار العاصفة الغبارية.
وذكر ان الثاني هو الشكل الطولي المدبب الذي يمتاز بعرض متوسط يقل عن 150 كيلومترا وهذا الشكل يدل على أن العاصفة ناتجة بفعل رياح عالية السرعة وهو السائد في العواصف الغبارية القادمة من الأهوار وقد يعزى تكون هذا النمط من العواصف في هذه الأماكن إلى الطبيعة الطبوغرافية الضيقة للمنطقة الذي تهب عليها الرياح الطبيعية فينعكس على سرعاتها.
واشار الى وجود اربعة أنماط قامت عليها الدراسة لمتابعة العواصف الغبارية الاول من خلال رصدها بواسطة محطات الرصد الجوية وعبر صور الأقمار الصناعية الحديثة لمدة 10 سنوات وذلك لمعرفة المصادر المحلية والإقليمية وأوقاتها ومن ثم وضعت خريطة تفصيلية للغبار واتجاهاته.
وقال الدوسري ان النمط الثاني يتم عبر التحليل الفيزيائي لكميات الغبار المترسب وأشكال الحبيبات والمساحة السطحية لها وأنماط التوزيع الحجمي لذرات الغبار فيما يختص النمط الثالث بالتحليل الكيميائي (التركيب المعدني- العناصري- محتويات النويدات المشعة ومحتواها من المواد البترولية والهيدروكربونية) والنمط الأخير عبر تحليل دقيق لحبوب اللقاح المصاحبة للغبار. واوضح انه تم رصد كمية الغبار المترسب من خلال ما يقارب 50 محطة موزعة شملت معظم مناطق الكويت وتم تجميع عينات الغبار شهريا وعلى مدى سنتين ومن ثم ارسلت إلى المعامل المخبرية للتحليل حيث اظهر التوزيع المعدني والحجمي لعينات الغبار تنوعا فريدا حيث يزداد حجم الحبيبات ومعدن الكوارتز في الغبار المتساقط جهتي الغرب والشمال الغربي في بعض مناطق بوبيان إلى 20 بالمئة في حين يصل الى 2 بالمئة في منطقة السالمي.
وبين ان تراكيز المعادن ونسبها في حبيبات الغبار تتفاوت من مكان لاخر في الكويت حيث تظهر خرائط توزيع المعادن (الكوارتز و الكربونات) ان المناطق الساحلية تكثر فيها نسب معادن الكربونات مثل الكالسيت والدلوميت وتقل جهة الغرب (الصحراء) كما ان النويدات المشعة وبالأخص تلك الناتجة بفعل الأنشطة البشرية مثل السيزيوم 137 من ناحية كانت مستوياتها ضمن النطاقات المسموحة عالميا الا أنه لوحظ ارتفاع قيم تراكيزها في منطقة أم عمارة ومحيطها في معظم الأشهر لأسباب مجهولة وقد تكون نتيجة استثارة لحركة العوالق الترابية المترسبة سابقا أو وجود أنشطة بشرية في محيط المنطقة. واضاف ان التحليل لأهم العناصر أظهر تواجدا معقولا لعنصر الحديد والذي تتفاوت كمياته من 1851 إلى 191413 جزءا من المليون وبمعدل قدره 27309 أجزاء من المليون وهو يعتبر أحد أهم المغذيات الرئيسة للكائنات الدقيقة في البحار مثل البلانكتونات النباتية والسيانوبكتيريا.
ولفت الدوسري الى رصد وتحليل حبوب اللقاح من العينات الشهرية لمدة عامين ووجد أن الكثير منها كحبوب اللقاح الصنوبرية التي تتواجد كثاني أكبر كمية من الحبوب المترسبة على الرغم أن منبتها ليس في الكويت بل من مناطق اقليم البحر المتوسط مثل سورية مما يدل على أن المصادر الإقليمية هي المصدر الرئيسي للغبار المتساقط في الكويت.
وذكر ان حبوب اللقاح الناتجة من شجيرات الرمث هي المشكل الرئيسي للحبوب في العينات المجمعة وهذه الشجيرات تتوافر في شمال الكويت وجنوب العراق في الصحراء الغربية مما يدل ايضا على أن المصادر الإقليمية القريبة هي الأكثر مساهمة كمصادر طبيعية للغبار.
وقال ان المردود الايجابي لمخرجات الدراسة يتمثل أن في الغبار معادن عديدة تساهم في خصوبة التربة إذا ما تم تجميعه بصورة ميكانيكية عديدة بعد التعقيم الحراري للتخلص من الكائنات الدقيقة المصاحبة للغبار.
واوضح ان الغبار بمحتواه من حبوب اللقاح والمواد العضوية والعناصرية وخاصة الحديد يعد مغذيا رئيسا للكائنات البحرية ومحفزا لتحرير الكثير من المغذيات عبر تفاعلات كيميائية معقدة لذا تعتبر مثل هذه الدراسة مفتاحا للقيام بدراسات اخرى في هذا المجال.

الآن - كونا

تعليقات

اكتب تعليقك